default Author

الفلسفة وصحتك

|
للتداوي والخلاص من الأمراض طرق ووسائل كثيرة تختلف باختلاف الشعوب وعاداتها وتقاليدها فهل سيأتي اليوم الذي نهجر فيه الأطباء بعياداتهم والصيادلة بأدويتهم ومختبراتهم والعطارين وخلطاتهم، ونتجه إلى العلاج بالفلسفة لتلك الأمراض التي لا يجدي فيها مبضع جراح ولا حبة دواء!
الفلسفة رفيقة الإنسان يولد بها فإما أن ينميها وإما تتضاءل لديه نتيجة ظروف الحياة فالإنسان فيلسوف بطبعه جبل على فلسفة الأمور وعرضها على عقله الناقد المفكر الذي ميزه الله به عن سائر الكائنات، ولكي تنمو وتزدهر لا بد لها من بيئة حاضنه تمنح الإنسان مساحة للتفكير الحر، فالله لا يحاسبك على ما يجول في نفسك يقول صلى الله عليه وسلم، "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم".
لقد أعمل الإنسان فكره للتغلب على صعوبات الحياة منذ أن أوجده الله على هذه الأرض ولنا في قصة قابيل وهابيل عبرة عندما طغت فكرة التسامح لدى هابيل لمواجهة شرور أخيه، ومن هنا سعى الإنسان لمحاربة شرور الحياة، وخلال رحلته مر بكثير من المراحل حتى خلص إلى أن النجاة في التقرب من الخالق جل وعلا بحبه وطاعته والتقلب في علاقتنا به سبحانه بين الرجاء والخوف "ويدعوننا رغبا ورهبا".
الفلسفة في حياة الشخص العادي تعد إحدى طرق النجاة والتغلب على صعوبات الحياة من ألم ومرض وضعف وظلم. إذ وجد العلماء أن تأثير الفلسفة لا يقتصر على تحسين نوع الحياة وإنما يمتد ليشمل الجسد فهو الشريك الأساسي في عملية التفكير، انظر إلى نفسك عندما يغلبك الحزن ستجد أن قواك ضعفت وثقلت خطاك وقلت شهيتك ووهن جسدك وعندما تحاول التغلب على هذه الحالة بالتفكير الإيجابي، تجد أن الحياة دبت في جسدك من جديد وكأنك نهضت من عقال، فعقلك يتحكم في كيميائية جسدك بناء على رسائل من الأخير!
انظر مثلا إلى تأثير الشبع أو التخمة في التفكير يقول صلى الله عليه وسلم "البطنة تذهب الفطنة"، وقال لقمان لابنه، يا بني! الشبع يمنعك من نظر الاعتبار، ويمنع لسانك عن الحكمة، ويثقلك عن العبادة! هناك حوار قائم ودائم بين عقلك وجسدك لا تسمعه ولا تشعر به، خلاصته هي التي تقوم عليها حياتك فعندما يغلب عقلك جسدك بتوجيه فكرك نحو المرض وبأنه مقدر عليك ولا بد أن تتقبله وتسعى إلى علاجه دون أن توجه تفكيرك إلى اللوم والأسى والسخط واليأس من رحمة الله. العلاج يكمن في الرضا والتعايش ومن ثم محاولة الخلاص!
إنشرها