Author

7 مخاطر تسقط الشاطر

|
سواء كان ذكاء الشخص وقادا وفريدا أم كان شاطرا مجتهدا أم رزقه الله موهبة وقدرات نادرة، فإن السقوط في الحفر التي يصنعها بنفسه من أسهل الأمور. لا يمكن حصر الأخطاء والمخاطر التي تؤثر سلبا في هذا التميز النسبي وتمنعه من الظهور والتوهج، أو تفقده القدرة على الاستمرارية، بعضها يحدث أثناء البناء والتجهيز وبعضها يعود لأخطاء كبيرة تحدث أثناء مراحل الأداء والتنفيذ، وكما يقال: "غلطة الشاطر بعشر". النوع الأول هو الذي يستحق المعرفة والتفادي، بينما الثاني، الذي يسهم في بناء التجارب، فهو مربط التعلم واكتساب الخبرة المفيدة، لذا يجب ألا نتفاداه، على الأقل في المرة الأولى. أسلط الضوء على عشر مخاطر تسقط المتفوقين بمهاراتهم وإمكاناتهم وتعثر تقدمهم. تصيب هذه المخاطر المتفوق أثناء بنائه مسار تفوقه، سواء كان تعليميا أو مهنيا وأكثر ما يواجهها أثناء الانتقال من مرحلة إلى أخرى.
يأتي على رأس القائمة الثقة الزائدة بالنفس، وهي نتيجة طبيعية لأول مراحل اكتشاف الذات، إذ ينخدع الشخص عندما يبدأ في التعرف على إمكاناته أو مكتسباته الجديدة. وتصبح المشكلة أكبر إذا صنع بهذه الثقة الزائدة بعد خلطها مع جهله غشاوة تمنعه من رؤية ما يجهل، فيستمر ويتمادى في هذا الأمر حتى ينقطع عن الواقع وينفصل عن مسار التعلم المتواضع الذي يمكنه من تقويم تعلمه وتشذيب تفوقه. وأكثر ما يخسر مثل هؤلاء الأعوام التي ستكشف له بعد حين الفرصة التي أضاعها بسبب الغرور والأنانية أو الانخداع ببضع مميزات أو بعض المعارف التي لا تعني كثيرا في عالم متشعب ومتجدد وصعب.
الخطر الثاني الذي يوقع الشاطر هو فقدان الطاقة والحماس، وهذا كثيرا ما يحصل. أراه ناتجا من الضعف في معرفة الذات، واستكشاف المحفزات الذاتية الخاصة بالشخص التي يستطيع عن طريقها منح نفسه الشعور بالتجديد والحيوية. الإنسان بطبعه يمل من التكرار حتى الشعور بالتفوق المستمر يحفز على الملل. لذا على من يفقد الإحساس بالتنافسية أن يبحث عن متنافسين، ومن يرى أنه حصل على مبتغاه أن يبحث عن أهداف جديدة، ومن يشعر بالرتابة أن يكسرها وهكذا. وأما الأمر الثالث، وهو مرتبط بالثاني فأثر العادات السلبية التي تعارض التحفيز الذاتي. كما نعرف فإن تأثير العادات قوي جدا، فهي أكثر ما يؤثر في التقدم أو التأخر في حياتنا، لسبب واضح وهو أن العادة مرتبطة بالتكرار والتكرار يعزز من حجم العمل وقيمة نتائجه. وكما أن العادات الإيجابية تبني النجاح، فإن العادات السلبية تهدمه. هناك كم هائل من العادات السلبية التي ترتوي بضعف الحوافز، وتنمو في فراغ الطاقة والحماس. ولهذا من ينجح في صناعة حوافزه الشخصية عليه البدء مباشرة بعملية التخلص من عاداته السيئة والبدء بإعادة ترتيب حياته حتى يسيطر عليها.
الخطر الرابع هو الخوف من التجديد. هناك من يعتقد أن السيطرة على مسار تعني الثبات عليه مدى الحياة. القدرة على التفوق في باب من أبواب الحياة تجربة ناجحة قابلة للاستمرار والتشعب، وربما التحول. الثبات المبالغ فيه قد يجمد إمكانات عظيمة لن نكتشفها على الإطلاق إلا بالتغيير. قد يكون التجديد في المكان أو التخصص أو الأسلوب. التغيير الذي يحدث برغبة الفرد، خصوصا عند وصوله إلى النضج في مساره يختلف عن التغيير الذي تفرضه علينا الظروف. الأخير مجرد عملية توائم مع تحديات الحياة، بينما الأول مهارة مهمة نحافظ بها على إمكاناتنا التي نقولبها في مسارات ورحلات جديدة تمنحنا الطاقة والسعادة.
الخطر الخامس، فقدان التوازن بين الجهد والتفكير. التفكير وبعد النظر والدهاء وكل ما يرتبط بفلسفة الأمور تصميما وتخطيطا من سمات المتفوقين الذين يستمدون من أفكارهم إبداعاتهم وتميزهم. لكن، كثيرا ما يقع بعض هؤلاء في معضلة التوازن بين الجهد والتفكير - وبين القول والعمل - ما يدمر الروابط التي يملكونها وتربط لهم بين الذكاء والإنتاجية. كثيرا من هؤلاء يقلل مع مرور الوقت من أهمية بذل مزيد من الجهد، لكن التوازن بين الجهد والتفكير مطلب دائم للحفاظ على المكتسبات وتقوية الإمكانات.
الخطر السادس، التوزان الحياتي، كثيرا ما يخسر الموهوبون والمتميزون مهنيا حظوظهم في استثمار ما يملكون بسبب فقدان التوليفة الأفضل للتوازن بين العمل والأسرة، الجهد والنوم، الرياضة والراحة، الاندماج والترفيه وما إلى ذلك. ولا نقول، إن المشكلة فقط فيمن ينسى أسرته من أجل عمله، هناك كذلك من ينسى عمله من أجل متعته. وأسوأ أشكال عدم التوازن هنا هو التوزان المعكوس، أي في المرحلة العمرية غير المناسبة، إذ يقرر بعضهم إذا كان في بداية حياته اللعب ويتجاهل متعمدا أولوياته، وإذا كبر وبلغ ذروته اهتم بعمله على حساب نفسه وأسرته. أما الخطر السابع والأخير، فهو ضعف إدارة العلاقات وبناء الشبكة المميزة التي تخدم إمكاناته وقدراته، وهذه لا تكون بالضرورة في مجال العمل والاهتمام نفسه، بل قد تكون من الأفضل متنوعة متوازنة، كثير يعتقد أن استثمار الوقت مع الأحبة وجلساء الترويح عن النفس من تمام الوفاء والصداقة الحقيقية، لكن الوفاء مع الذات أولى، والإنسان جبل على الاجتماع مع غيره بإيجابية، وهكذا ييسر له النجاح.
إنشرها