ثمن ابن الأديب محمد ناصر العبودي فوز والده بجائزة شخصية العام الثقافية ضمن "الجوائز الثقافية الوطنية" والتي منحتها وزارة الثقافة تقديرا لمسيرته الأدبية الثرية. معتبرا هذا الفوز المستحق تتويج لرحلة إبداعية امتدت لـ 70 عاما من العطاء والسخاء المعرفي والتي قدمها والده في سبيل نهضة القطاع الثقافي في المملكة. مشيدا بالدور الريادي الذي تصدرته وزارة الثقافة عبر إقامتها لهذه المبادرة.
وقال خالد محمد العبودي الذي تسلم الجائزة بالنيابة عن والده "ما يميز الشيخ محمد العبودي هو الفترة الزمنية التي يغطيها إنتاجه حيث عاصر الشيخ حقبا زمنية مهمة في تاريخ المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز "رحمه الله" وتولى مناصب عديدة في خدمة الدولة لتبلغ مدة خدمته لها أكثر من سبعين عاماً، وثّقها في كتابه "سبعون عاماً من الوظيفة الحكومية"، وكان للشيخ طيلة حياته نشاط ثقافي منفصل عن وظائفه، ونشاط ثقافي متصل بها، موثقاً تجاربه مع مختلف الشخصيات التي عاصرها، والمواقف التي أفرزها هذا التواصل، ورحلاته المتعددة لكافة أصقاع العالم، فقد كان مدركاً لأهمية التوثيق مستعيناً بذلك مع ما حباه الله من قدرات استثنائية؛ كقوة الذاكرة وقوة العزيمة اللتان مكنتاه من تقييد تلك المواقف والرحلات وأنتج من خلالها المئات من الكتب".
وأضاف "حتى لو حاولنا أن نقصر الحديث على الجانب الثقافي فقط من إنتاجه كالعناية بالمورث الشعبي من خلال كتبه عن الأمثال والألفاظ العامية المتداولة في منطقة نجد والتي لم يقيدها فحسب وإنما استطاع أن يعيد تلك الأمثال العامية والألفاظ المتداولة إلى أصولها الفصيحة ويبين ما كان منها دخيل على اللغة العربية مع بيان مصدرها والأمر يصدق في كافة المعاجم المتخصصة التي كتبها والتي ستكون منجماً للباحثين عن توثيق تاريخ المملكة وللمبدعين من الشباب أياً كانت مجالات إبداعهم من مسرح أو قصة أو رواية فهم سيجدون كل ما يبحثون عنه من تراث يعنيهم على فهم البيئة التي عاش فيها الآباء والأجداد".
وحول أهمية الجائزة قال خالد العبودي "إن هذا التكريم فضلا عن أنه تكريم شخصي لوالدي إلا أنه أتى ليعرف جيل الشباب بهذه القامة الثقافية التي تفانت في خدمة ثقافة الوطن وتراثه فالتكريم لا يجسد وفاء الوطن لأبنائه فحسب وإنما يعيد أعماله التي لا تزال مخطوطة إلى النور ليجدد الاهتمام والعناية بها والاستفادة منها في أعمال إبداعية ستأتي في المستقبل لتنهل من هذا المعين الصافي".
وعن مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية أوضح "عندما تم الإعلان عن استحداث وزارة الثقافة ككيان مستقل أثار ذلك الإعلان ابتهاجا لا يوصف لدى المثقفين عموما وكل محب لهذا البلد المعطاء والذي وجد على أرضه خامات إبداعية متميزة بعضها ظهرت أعمالها للنور وحظيت بالاحتفاء على المستويين المحلي والإقليمي وبعضها بقيت أعمالها رهينة المنضدات ولذا فإن ما تقوم به وزارة الثقافة من خلال مبادرة الجوائز الثقافية ليس فقط تكريم للمبدعين من المثقفين وإنما تحفيزاً لمن لديهم الإمكانات لتشجيعهم على الغوص في أعماقهم واكتشاف مواهبهم وإخراجها بصورة أعمال إبداعية تشرفهم وتشرف هذا الوطن ولذا فإن استمرار هذه الجوائز بشكل سنوي سوف يشحذ الهمم ويدفع المثقفين إلى العمل والإبداع ويبرز الدور التنويري والإبداعي لوطننا".


