FINANCIAL TIMES

اقتصاد منطقة اليورو يظهر تكيفا مع عمليات الإغلاق

اقتصاد منطقة اليورو يظهر تكيفا مع عمليات الإغلاق

زاد عدد الكيلو مترات المقطوعة بالشاحنات الألمانية 4.7 في المائة في آذار (مارس) مقارنة بالشهر السابق.

يزداد اقتصاد منطقة اليورو مرونة وصمودا في مواجهة عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، وفقا لأرقام تظهر أن الشركات والأسر تتكيف مع أحدث القيود، ما يزيد من الآمال في أن إنتاج المنطقة سيصمد بشكل أفضل هذا العام عما كان عليه في العام الماضي.
تظهر بيانات التنقل من جوجل أن الزيارات إلى أماكن البيع بالتجزئة والترفيه زادت منذ كانون الثاني (يناير) عبر معظم اقتصادات منطقة اليورو، ما يشير إلى انتعاش النشاط في الشهر الماضي، على الرغم من عمليات الإغلاق الجديدة في عديد من البلدان بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
قال بيرت كولين، كبير الاقتصاديين في بنك آي إن جي ING الهولندي: "على الرغم من تمديد إجراءات الإغلاق، تظهر البيانات عالية التردد بالفعل أن الانتعاش قد بدأ".
تتماشى القفزة في التنقل مع مؤشرات مديري المشتريات التي ارتفعت الشهر الماضي وتحسن معنويات المستهلكين والشركات التي تم الكشف عنها في الاستطلاعات الأخيرة. قال كولين إن ذلك "يقودنا إلى الاعتقاد بأن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول قد يكون أكثر اعتدالا مما كان متوقعا في البداية".
تحسنت معنويات المستثمرين بشأن الاقتصاد الألماني بشكل حاد في الشهر الماضي ووصلت إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام، وفقا لاستطلاع أجراه مركز زيو Zew للأبحاث الاقتصادية شمل 178 محللا في الأسبوعين الأولين من نيسان (أبريل) ونشر يوم الثلاثاء.
على الرغم من تراجع الثقة بشأن الأشهر القليلة المقبلة بشكل غير متوقع، وذلك للمرة الأولى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، قال أكيم وامباك، رئيس مركز زيو، إن التوقعات "لا تزال عند مستوى عال للغاية ويقدر أن الوضع الحالي أفضل بكثير مما كان عليه في آذار (مارس)".
في غضون ذلك، من المتوقع أن ينخفض النشاط الاقتصادي الفرنسي هذا الشهر 7 في المائة عن مستويات ما قبل الوباء، وهو انخفاض أقل كثيرا مما كان عندما فرض الإغلاق الأول في نيسان (أبريل) 2020، وفقا لمسح أجراه البنك المركزي الفرنسي على 8500 شركة.
وفقا للبنك المركزي، ساعدت المستويات العالية من العمل عن بعد وتحسين قواعد التباعد الاجتماعي مزيدا من الشركات على الاستمرار في العمل على الرغم من الإغلاق، في حين استفاد المصدرون من انتعاش التجارة العالمية.
قال فرانسوا فيليروي دي جالو، محافظ البنك المركزي الفرنسي، لإذاعة فرانس كالتشر يوم الثلاثاء: "لقد تعلمنا بشكل جماعي مع الفيروس". أضاف: "في نيسان (أبريل) يتراجع النشاط بدرجة أقل مما كنا نخشاه".
واستنادا إلى بيانات عالية التردد، قدر البنك المركزي أن الاقتصاد الفرنسي نما قليلا في الربع الأول مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، عندما انكمش 1.4 في المائة.
في حين رفع الاقتصاديون توقعات النمو لمعظم الاقتصاد العالمي، إلا أنهم يترددون في فعل الشيء نفسه بالنسبة لمنطقة اليورو، حيث عانت عمليات التطعيم تأخيرا وفرضت عمليات إغلاق جديدة لاحتواء موجة ثالثة من فيروس كورونا.
تضاعف معدل عمليات التطعيم اليومية في ألمانيا إلى أكثر من 700 ألف شخص في الأسبوع الماضي، لكن الحكومة تتوقع أن تظل مستويات العدوى والاستشفاء مرتفعة لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع، ما يجعل تمديد الإغلاق في البلاد حتى أوائل حزيران (يونيو) أمرا مرجحا.
انخفض النشاط الاقتصادي الألماني 0.5 في المائة في الأشهر الثلاثة حتى 11 نيسان (أبريل)، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، وفقا لمؤشر النشاط الأسبوعي الذي يحسبه البنك المركزي "بوندسبانك". هذا انخفاض أقل كثيرا من الانخفاض الفصلي البالغ 9.7 في المائة الذي عاناه بعد تفشي الوباء في الربع الثاني من عام 2020.
قالت جيسيكا هيندز، الاقتصادية المسؤولة عن أوروبا في شركة كابيتال إيكونوميكس: "أعتقد أصبح من الواضح بالتأكيد خلال الأشهر الستة الماضية أن اقتصاد منطقة اليورو أصبح أكثر مرونة بكثير في مواجهة عمليات الإغلاق والتدابير الأخرى المتعلقة بالفيروسات عما كان عليه قبل عام".
في إشارة إلى افتتاح المطاعم للوجبات السريعة وتجار التجزئة الذين يقومون بتحسين خدماتهم عبر الإنترنت، أضافت هيندز: "هذا يعكس إلى حد كبير حقيقة أن القيود أكثر استهدافا وأن كل من الشركات والأسر تكيفت جزئيا على الأقل للعمل أثناء الوباء".
خلال الوباء تمت مراقبة البيانات عالية التردد من كثب للحصول على مؤشرات في الوقت المناسب أكثر من التدابير الرسمية، لكن ارتباطها بالنشاط الاقتصادي لا يزال غير مؤكد.
أظهر متعقب النشاط الاقتصادي الأسبوعي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي يجمع معلومات حول سلوك البحث المتعلق بالاستهلاك وأسواق العمل والإسكان والتجارة والنشاط الصناعي وعدم اليقين الاقتصادي، صورة مستقرة إلى حد كبير في جميع اقتصادات منطقة اليورو الكبرى في الربع الأول.
عادت مؤشرات أخرى مثل قيمة مدفوعات بطاقات الخصم والسحب النقدي والمدفوعات عبر الإنترنت في آي إن جي إلى مستويات ما قبل الوباء في آذار (مارس)، ما يشير إلى انتعاش في الاستهلاك على الرغم من إغلاق البيع بالتجزئة غير الضروري.
تعززت كذلك المقاييس البديلة للنشاط التصنيعي الشهر الماضي. ارتفع التنقل إلى أماكن العمل ووصل إلى مستوى قري من أعلى مستوياته منذ بداية الوباء قبل عطلة عيد الفصح، وارتفع عدد الكيلو مترات المقطوعة بالشاحنات الألمانية 4.7 في المائة في آذار (مارس) مقارنة بالشهر السابق، بعد انخفاضه في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) تماشيا مع الإحصاءات الرسمية.
قال أنجيل تالافيرا، رئيس قسم الاقتصادات الأوروبية في أكسفورد إيكونوميكس، إن أداة تعقب التعافي في منطقة اليورو، بناء على بيانات عالية التردد، أظهرت اتجاها صاعدا وهي "تشير إلى تعزيز النشاط في آذار (مارس)". ويتوقع أن يعاني اقتصاد منطقة اليورو انخفاضا طفيفا في الربع الأول، لكنه يتعافى في الربع الثاني.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES