الطاقة- النفط

تراجع المخزونات الأمريكية يوفر دعما قويا لأسعار النفط .. مؤشرات على تسارع وتيرة السحب

تراجع المخزونات الأمريكية يوفر دعما قويا لأسعار النفط .. مؤشرات على تسارع وتيرة السحب

واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية بتأثير من تراجع يفوق التوقعات المسبقة بالنسبة للمخزونات النفطية الأمريكية، كما تلقت الأسعار دعما من التقرير الشهري لمنظمة "أوبك" الذي أظهر ارتفاعا في توقعات نمو الطلب على النفط الخام والوقود، إضافة إلى استمرار قيود الإنتاج المشددة لمجموعة "أوبك+"، التي تستعد لزيادات تدريجية محسوبة بدءا من الشهر المقبل وعلى مدار شهور الصيف.
ويقاوم ارتفاع الأسعار استمرار تنامي الإصابات الجديدة بفيروس كورونا ودخول عديد من دول العالم وبخاصة في أوروبا في إغلاقات متكررة للسيطرة على انتشار الطفرات الجديدة من الوباء، إضافة إلى تأثير بعض زيادات الإنتاج من الدول المعفاة من قيود خفض الإنتاج في "أوبك" وخارجها.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن المكاسب السعرية تحققت بفضل توقعات "أوبك" في تقريرها الشهري بنمو الطلب على النفط بشكل كبير هذا العام، إضافة إلى تراجع الدولار الأمريكي، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع النفط الخام، بينما يقاوم الارتفاعات توقف إطلاق لقاح كورونا الجديد "جونسون آند جونسون"، إضافة إلى بيانات اقتصادية أمريكية مختلطة.
وفي هذا الإطار، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا إن "أوبك" قدمت رؤية إيجابية للغاية لتعافي الطلب وبثت حالة من الثقة في السوق وساعدت على تسجيل مزيد من التعافي في الأسعار، وقد استندت في توقعاتها إلى برامج التحفيز الاقتصادي والتخفيف الإضافي لتدابير الإغلاق بسبب كورونا في آسيا وأمريكا وبريطانيا.
وأشار إلى أن الرؤية الإيجابية للسوق، التي تطرحها "أوبك" تستند فيها إلى تنامي الاستهلاك صيفا وهو ما دفع المجموعة في "أوبك+" إلى القيام بتخفيضات إنتاجية تدريجية بدءا من الشهر المقبل مع إنهاء تدريجي مماثل للتخفيضات الطوعية من جانب السعودية، حيث من المقرر أن يضاف نحو مليوني برميل يوميا إلى المعروض العالمي في شهور الصيف المقبلة.
ومن جانبه، يقول أندريه جروس مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية للطاقة إن توقعات "أوبك" الإيجابية للسوق انعكست سريعا على الأسعار ومن المتوقع أن تتواصل المكاسب السعرية في الفترة المقبلة في ضوء طمأنة "أوبك" للسوق أن الزيادة في الإنتاج يمكن امتصاصها بسهولة من خلال زيادة الطلب، كما تلقت السوق دعما إضافيا من ضعف الدولار.
وأشار إلى أن أسواق النفط تجاهلت إلى حد كبير التقارير، التي تشير إلى تجدد أزمة توزيع اللقاحات ووقف العمل ببعضها بسبب الشكوك حول الفاعلية والآثار الجانبية على متلقي اللقاحات، وهو ما دفع شركة "جونسون آند جونسون"، التي يثار حولها اللغط حاليا إلى وقف توزيعه أوروبيا.
وترى، الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة أن حالة من التفاؤل القوي تسيطر على سوق النفط مع بيانات مبشرة عن تعافي الطلب، خاصة صيفا إضافة إلى استمرار ضعف الدولار وقناعة السوق بأن الاختناقات والأزمات الراهنة في توزيع لقاحات كورونا لن تستمر طويلا وستكون مؤقتة للغاية.
ولفتت إلى أن تراجع المخزونات الأمريكية يوفر بالفعل دعما قويا للأسعار في ظل مؤشرات على تسارع وتيرة السحب من المخزونات بفعل قيود الإنتاج الفعالة المطبقة حاليا من جانب مجموعة "أوبك+" إضافة إلى حذر المنتجين الأمريكيين من العودة المتسرعة لزيادة الإنتاج قبل استقرار وضعي العرض والطلب في السوق.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، صعد النفط الخام خلال تعاملات أمس، بعد أن أظهرت بيانات في القطاع تراجع المخزونات الأمريكية بأكثر من المتوقع، في حين رفعت "أوبك" التوقعات للطلب على الخام، لكن المخاوف حيال فيروس كورونا وزيادة الإمدادات كبحت المكاسب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 85 سنتا، ما يعادل 1.3 في المائة، إلى 64.52 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:19 بتوقيت جرينتش، بعدما زاد 39 سنتا أمس الثلاثاء.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 82 سنتا أو 1.4 في المائة، إلى 61 دولارا للبرميل بعد زيادة 48 سنتا الثلاثاء.
هذا ودعمت مؤشرات على تعاف اقتصادي قوي في الصين والولايات المتحدة مكاسب النفط في الآونة الأخيرة، لكن المخاوف حيال تعثر حملات التطعيم وزيادة الإصابات بفيروس كورونا في الهند والبرازيل أبطأت تقدم السوق.
ومن جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 61.87 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 61.46 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الأربعاء إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، وأن السلة كسبت بضعة سنتات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 61.33 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط