الطاقة- النفط

وكالة الطاقة: أساسيات أسواق النفط قوية .. عودة الإمدادات للاستقرار في النصف الثاني

وكالة الطاقة: أساسيات أسواق النفط قوية .. عودة الإمدادات للاستقرار في النصف الثاني

النفط التجاري المخزن لدى دول منظمة التعاون تقلص للشهر السابع على التوالي في فبراير.

رفعت وكالة الطاقة الدولية بشكل حاد تقديراتها للطلب العالمي على النفط لعام 2021، ما يشير إلى مزيد من الدلائل على أن الاقتصاد العالمي يتعافى بشكل أسرع مما كان متوقعا في السابق، ولا سيما في الولايات المتحدة والصين.
وذكر أحدث تقارير الوكالة الشهرية أن توقعات اقتصادية أقوى ومؤشرات "قوية" للطلب الفوري تعني أن الطلب العالمي على النفط سينمو 230 ألف برميل يوميا أسرع من التوقعات السابقة.
وتوقع أن يتوسع الطلب العالمي على النفط بمقدار 5.7 مليون برميل يوميا في 2021 إلى 96.7 مليون برميل يوميا بعد انهيار 8.7 مليون برميل يوميا العام الماضي.
ولفت إلى أنه بدعم من طرح سريع للقاح وحزمة تحفيز اقتصادي ضخمة رفعت الوكالة توقعاتها للطلب على النفط في الولايات المتحدة للنصف الثاني من العام بنحو 365 ألف برميل يوميا، كما تم رفع توقعاتها لاستهلاك النفط في الصين لعام 2021 بمقدار 160 ألف برميل يوميا.
وشدد التقرير على أن أساسيات أسواق النفط تبدو أقوى بالتأكيد، موضحا أن الزيادة الهائلة في مخزونات النفط العالمية، التي تراكمت خلال صدمة الطلب بسبب الوباء في العام الماضي يتم العمل عليها وحملات اللقاحات تتسارع ويبدو أن الاقتصاد العالمي في وضع أفضل.
وأشار إلى أن مخزونات الصناعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تراجعت للشهر السابع على التوالي في شباط (فبراير) بانخفاض 55.8 مليون برميل أو مليوني برميل يوميا بقيادة سحب حاد في مخزونات المنتجات.
وأضاف أنه في نهاية شباط (فبراير) الماضي بلغ إجمالي مخزونات النفط 2.977 مليار برميل بانخفاض عن ذروة بلغت 3.216 مليار برميل في أيار (مايو) 2020 مع تقليل الفائض مقابل متوسط 2016-2020 إلى 28.3 مليون برميل.
ونوه التقرير إلى أن مخزونات الصناعة في آذار (مارس) الماضي ارتفعت 15.3 مليون برميل مجتمعة في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أنه حتى إنتاجية المصافي العالمية عادت إلى مستوياتها قبل عام في آذار (مارس) للمرة الأولى منذ 2019، وذلك عند مستوى 75.9 مليون برميل يوميا، كما بقيت عمليات تشغيل المصافي العالمية اقل بنحو 4.4 مليون برميل يوميا دون مستويات مارس 2019.
ولفت إلى أنه على الرغم من المؤشرات الاقتصادية العالمية الأقوى نجد أن التعافي لا يزال هشا، نظرا لارتفاع حالات كورونا في بعض البلدان والمناطق الرئيسة بما في ذلك أوروبا والهند والبرازيل.
وأضاف أنه على الرغم من موجة الإغلاق الجديدة في أوروبا لا تزال الوكالة واثقة من أن برنامج التطعيم في المنطقة سيتسارع في الأشهر المقبلة، ما يسمح بتعزيز التنقل في النصف الثاني من العام.
وحذر التقرير من أن أسعار النفط قد تتعرض لـ "ضغوط متجددة" في الأشهر المقبلة، حيث من المقرر أن تزداد إمدادات النفط العالمية وتحول السوق من العجز نحو التوازن.
وأشار إلى ارتفاع أسعار خام برنت 1.6 في المائة، عند 64.68 دولارا للبرميل أخيرا بعد أن تعافت من مستويات دون 62 دولارا للبرميل في وقت سابق من الشهر الجاري ومدعومة بتفاؤل متزايد بشأن صحة الاقتصاد العالمي.
وذكر أنه على الرغم من أن "أوبك+" وافقت في الأول من شباط (أبريل) على تخفيف تخفيضات الإنتاج بأكثر من مليوني برميل يوميا من مايو حتى تموز (يوليو)، فإن تقييم الوكالة يظهر أن نحو مليوني برميل يوميا من الإمدادات الإضافية قد تكون مطلوبة لتلبية نمو الطلب المتوقع هذا العام.
وأكدت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها أن سوق النفط لا تواجه "أزمة إمدادات وشيكة"، مشيرة إلى أن "أوبك+" ستظل لديها نحو ستة ملايين برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية الفائضة في حين أن 1.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام الإيراني ستظل مغلقة بحلول العقوبات.
وقال التقرير إن الضبط الشهري الحالي لمجموعة "أوبك+" للإمدادات يمكن أن يمنح وزراء "أوبك+" المرونة للتكثيف بسرعة نسبية لسد أي فجوات كبيرة قد تظهر في الفترة المقبلة.
وقدر أن إنتاج النفط العالمي هذا العام قد يرتفع بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا، مقارنة بخسارة 6.6 مليون برميل يوميا في 2020 ومن المتوقع أن يزداد عرض النفط من خارج "أوبك+" بمقدار 610 آلاف برميل يوميا في 2021.
وفي الولايات المتحدة- أكبر منتج للنفط في العالم- توقع التقرير انخفاض الإمدادات بمقدار 100 ألف برميل يوميا في 2021 بعد انخفاضها بنحو 600 ألف برميل يوميا في 2020.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري "السحب جار من الفائض الكبير في مخزونات النفط العالمية، التي تزايدت خلال صدمة الطلب الناجمة عن كوفيد-19 العام الماضي، وتتسارع وتيرة حملات التطعيم ويبدو الاقتصاد العالمي في وضع أفضل".
ورجحت عودة الطلب وإمدادات النفط العالمية للاستقرار في النصف الثاني من العام.
وقالت إن "أوبك" وحلفاءها مثل روسيا، ستثبت على الأرجح قدرتها على تكييف إنتاجها مع الطلب، سواء تم كبح الفيروس أم لا.
وأضافت "ضبط التكتل للإمداد شهريا ربما يمنحه المرونة لتلبية الطلب المتزايد عبر رفع الإنتاج سريعا أو تعديله بالخفض إذا لم يتواصل زخم تعافي الطلب".
وبحسب "رويترز " حذرت من أن الدول الأقل تقدما تواجه صعوبة أكبر في تجاوز انهيار الطلب الناجم عن كوفيد-19، إذ تصبح الفروق بين الدول القادرة على الحصول سريعا على اللقاحات والدول غير القادرة على ذلك أكثر وضوحا.
وقالت الوكالة "بعض الدول الناشئة التي يصعب عليها الحصول (على اللقاحات) في وضع أكثر صعوبة، وستبطئ موجات جديدة من كوفيد على الأرجح النشاط الاقتصادي والتنقل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط