ثقافة وفنون

طول التجاريب

طول التجاريب

منازلُ خَلْقٍ قَدْرُهُنَّ نَصِيبُ
فإِجلالُ هذا دُونَ ذاكَ ذنوبُ!
تُعلِّمُني طولُ التَّجاريبِ عِبْرةً
ومَنْ لَمْ يَصِخْ لِلدَّهْرِ فهو لَعُوبُ
تُصافِي جميعَ النَّاسِ ودًّا كأَنَّمَا
ظننتَ لئيمًا بالنَّوالِ يطيبُ!!
فترفعَهُ قَدْرًا لِتُعْلِي مَرَامَهُ
وقد أثقلتْهُ خِسَّةٌ وعيوبُ!
تَمَسْكَنَ حتَّى إِنْ جَنَى ما يريدهُ
أراكَ كُرُوبَ الدَّهرِ كيفَ تُشِيبُ!
وقَابَلَ بالنُّكرانِ قَدْرًا رَفَعْتَهُ
إليهِ، وما ذاكَ الجحودُ غريبُ!
فنُقْصَانُ نَفْسٍ لا يُعَوَّضُ نَقْصُهُ
بفضلٍ، ولا يُغْنِي اللَّئِيمَ وَهُوبُ
وأَمَّا أَصيلُ الطَّبْعِ لَيْسَ بِمُنْكِرٍ
نوالَ كريمٍ، إِنَّ ذاكَ أَرِيبُ
فإِنْ تَرْفَعِ المنقوصَ قَدْرًا تُجِلُّهُ
بِمَا ليس أَهْلًا، والزَّمانُ رقيبُ
سَيُدْنِيكَ قَدْرًا إِنْ تُنِلْهُ مُرَادَهُ
شَفَيْتَ بِهِ داءً، فأَنْتَ طبيبُ
فَقَدِّرْ سَخِيَّ النَّفْسِ يُوفِيكَ كُلَّمَا
تَقَلَّبَ دَهْرٌ، أو نَبَاكَ حبيبُ
أصيلُ طِبَاعٍ أَوْرَثَتْهُ مُرُوءَةٌ
شهامةَ نَفْسٍ والْخُطُوبُ تَنُوبُ
"ومَنْ يفعلِ المعروفَ في غيرِ أهلِهِ"
ستُلْقِيهِ في قَعْرِ الشَّقاءِ خُطُوبُ

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون