FINANCIAL TIMES

سي في سي تلقي شباكها على توشيبا .. كنز عمره 146 عاما

سي في سي تلقي شباكها على توشيبا .. كنز عمره 146 عاما

نوبواكي كوروماتاني

سي في سي تلقي شباكها على توشيبا .. كنز عمره 146 عاما

ساتوشي تسوناكاوا

سي في سي تلقي شباكها على توشيبا .. كنز عمره 146 عاما

أوسامو ناجاياما

عندما تسربت الأنباء الأسبوع الماضي مشيرة إلى أن توشيبا كانت تدرس عرض استحواذ بقيمة 20 مليار دولار من شركة الأسهم الخاصة العملاقة الأوروبية سي في سي CVC، تركت كثيرا من أصحاب المصالح في حالة ذهول، ولا سيما بعض المسؤولين التنفيذيين في شركة سي في سي نفسها، كما قال بعض المقربين منها.
سيكون شراء توشيبا، التي رئيسها التنفيذي نوبواكي كوروماتاني هو الرئيس السابق لأعمال سي في سي في اليابان، أكبر صفقة للشركة على الإطلاق، وأكبر عملية استحواذ ذات رفع مالي في تاريخ اليابان، ما سيؤدي إلى تحويل السوق التي استعدت ببطء لصناعة صفقات الأسهم الخاصة، لكنها لم تنجز قط صفقة لشركة مهمة استراتيجيا ومعروفة للجميع.
المكائد والدسائس الداخلية في توشيبا في الأسبوع الذي أعلن فيه عن العرض، فضلا عن الحجم الهائل للعرض وردة الفعل من مجلس الإدارة، دفعت أشخاصا مقربين من الشركة إلى تفسيره على أنه علامة على صراع أعمق بكثير على السلطة داخل المجموعة الموجودة منذ 146 عاما.
قال أحد كبار المستثمرين في الشركة "ليس لدي أدنى شك أن اهتمام سي في سي حقيقي. لا توجد شركة أسهم خاصة لن ترغب بعقد صفقة كهذه. القضية الحقيقية هي ما إذا كنا نسمع عنها الآن بسبب وجود حرب أهلية داخل توشيبا ويتم استخدام هذا من قِبل أحد الطرفين كسلاح".
كانت مصادر التوتر في توشيبا أخيرا مفتوحة على مرأى من الجميع. قبل شهر واحد فقط، هزمت إدارتها خلال مواجهة غير مسبوقة مع المساهمين وأجبرها نشطاء على الشروع في تحقيق من المحتمل أن يكون محرجا بشأن سوء سلوك مزعوم يتعلق بالاجتماع العام السنوي العام الماضي.
كان كوروماتاني يقترب من الاجتماع العام السنوي هذا العام مع وجود مخاطر عالية بأن يتم التصويت لإخراجه من المجلس، ويعتقد أكبر مساهمي الشركة أنه كان يتعرض للضغط بالفعل لتقديم استقالته.
في ظاهر الأمر، عرض سي في سي بشأن الاستحواذ الإداري الذي من شأنه إبقاء كوروماتاني في منصبه وتجنيبه تدقيق المستثمرين النشطاء بدا كأنه فوز غير محتمل للرئيس التنفيذي المتعثر.
بحلول نهاية الأسبوع الماضي ارتفعت الأسهم 11 في المائة ومن المتوقع أن تقوم الصناديق الأجنبية التي استثمرت في 2018 عندما كان سعر السهم نحو 2600 ين (23 دولارا) ببيع الأسهم إذا حصلت على عرض يزيد على خمسة آلاف ين.
كوروماتاني، الذي أمضى فترة في سي في سي بعد مسيرة طويلة في القطاع المصرفي، سيعمل مع الأصدقاء القدامى. أقرب حلفائه في مجلس إدارة توشيبا، يوشياكي بوجيموري، هو مستشار تنفيذي في سي في سي.
قال هيديتاكا كاواكيتا، خبير حوكمة الشركات في جامعة كيوتو، إن توقيت عرض سي في سي أثار تساؤلات خاصة بالنظر إلى معركة الشركة الطويلة لإبقاء أسهمها مدرجة حتى في الوقت الذي واجهت فيه فضيحة محاسبية وشبه إفلاس في الأعوام الستة الماضية.
قال كاواكيتا "في الوقت الذي كان فيه التركيز على عدد أصوات المعارضة التي سيحصل عليها كوروماتاني في الاجتماع العام السنوي التالي، لن يكون من المفاجئ إذا اعتقد المستثمرون الأفراد أن الشركة لن تتم إدارتها بشكل جيد إذا قبلت عرض سي في سي وسينتهي بها الأمر إلى إخراجها من البورصة".
شركتا سي في سي وتوشيبا رفضتا التعليق.
هذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها صندوق أسهم خاصة أجنبي بعملية استحواذ تام ذات رفع مالي تتعلق بتوشيبا. وفقا لأشخاص مقربين من توشيبا، ثلاث شركات عالمية على الأقل قدمت عروضا غير ملزمة خلال الـ12 شهرا الماضية.
تلك المخاطبات حدثت، على حد تعبير أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال الأسهم الخاصة في طوكيو، لأن عملية الاستحواذ التام ذات الرفع المالي على توشيبا ستكون صفقة القرن.
اكتشفت شركات الأسهم الخاصة قبل بضعة أعوام أنه بسبب توافر التمويل الرخيص والتدفق النقدي المرتفع بشكل عام للشركات اليابانية، العوائد على الصفقات في اليابان مرتفعة بشكل غير عادي.
لطالما بنى المصرفيون والمحامون وغيرهم من المستشارين في عمليات الاندماج والاستحواذ توقعات بحدوث موجة من صناعة الصفقات، يكون الطلب فيها بقيادة مجموعات الأسهم الخاصة، وفي بعض الحالات بمساعدة العوامل الجيوسياسية.
قال كينيث سيجيل، رئيس فريق عمليات الاندماج والاستحواذ في اليابان في شركة المحاماة موريسون آند فوريستر "نحن نرى اهتماما خارجيا متزايدا بمجموعات التكنولوجيا اليابانية، جزئيا نتيجة للخلاف بين الولايات المتحدة والصين".
يشير آخرون إلى علامات على مرونة موقف الحكومة اليابانية تجاه الاستثمار الأجنبي، مستشهدين بصفقات حديثة مثل استحواذ مجموعة التكنولوجيا الصينية تنسنت على 3.6 في المائة في شركة التجارة الإلكترونية العملاقة راكوتين.
قال جيسبر كول، وهو مستشار في ويزدوم تري جابان WisdomTree Japan، كان هناك تغيير واضح منذ خروج هيروشيجي سيكو من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان، وهو وزير معروف بموقفه الحمائي للغاية تجاه الشركات التي تعد "كنزا وطنيا" مثل توشيبا.
قال كول "لأنه لم يعد موجودا (سيكو) من المحتمل أن شركات الأسهم الخاصة ستفكر أن بعض الحواجز قد سقطت".
لكن مع أن عمليات بيع الأصول الكبيرة إلى شركات الأسهم الخاصة، مثل استحواذ شركة بلاكستون على أعمال الرعاية الصحية الاستهلاكية في شركة تاكيدا مقابل 2.3 مليار دولار، أصبحت أكثر تكرارا، إلا أن بيع توشيبا لمشتر أجنبي من شأنه أن يجلب فحصا دقيقا بشكل استثنائي من قبل الحكومة اليابانية لأنها موجودة في أعلى فئة من الأعمال المتعلقة بالأمن القومي.
قال كوتا إيزاوا، محلل في مجموعة سيتي، إن موافقة الحكومة ستشمل على الأرجح شروطا محددة مثل الوعود بحماية التكنولوجيا النووية فضلا عن إدراج صندوق مدعوم من الحكومة في المجموعة التي تقودها سي في سي.
قال أمين سر مجلس الوزراء، كاتسونوبو كاتو "من المهم إنشاء وصيانة هيكلة إدارية ستسمح باستمرار العمليات على أساس مستقر".
داخل توشيبا، يقول أشخاص مقربون من الشركة إن التوترات ظهرت بين كوروماتاني وغيره من أعضاء المجلس بعد اشتباكاته المتكررة مع المستثمرين الناشطين.
في إشارة إلى الاضطرابات الداخلية، عاد ساتوشي تسوناكاوا، الرئيس التنفيذي السابق، إلى منصب مسؤول تنفيذي الأسبوع الماضي للتعامل مع انخراط المساهمين. في غضون أربعة أيام من تلقي عرض سي في سي، رئيس مجلس الإدارة، أوسامو ناجاياما، انتقد العرض ووصفه بأنه يفتقر إلى "مراجعة مفصلة" لأعمال المجموعة.
قال أن مجلس الإدارة سيدرس العرض بعناية، مشيرا إلى أنه "غير مرغوب فيه نهائيا ولم تبادر به توشيبا على الإطلاق". أضاف أن التدقيق في التفاصيل المالية سيستغرق بعض الوقت.
هناك عامل آخر رئيسي هو تقييم كيوتشيا، شركة الرقائق التي اشترتها باين كابيتال في 2018 التي لا تزال مملوكة بنسبة 40 في المائة لشركة توشيبا.
كيوتشيا، بعد أن وضعت على الرف إدراجا بقيمة 3.2 مليار دولار العام الماضي بسبب النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، من المتوقع أن تقدم طلبا من أجل طرح عام أولي في الأشهر المقبلة. وفقا لأشخاص قريبين منها، تجري الشركة أيضا مناقشات لتشكيل تحالف ثلاثي مع شركتي صناعة الرقائق الأمريكيتين ويسترن ديجيتال ومايكرون للتنافس ضد شركة إس كيه كاينيكس الرائدة في الصناعة، والتي وافقت العام الماضي على شراء قسم الذاكرة، ناند، من إنتل مقابل تسعة مليارات دولار.
وفقا لأحد الأشخاص، من غير المرجح أن يكون تحالف الرقائق بين الولايات المتحدة واليابان اندماجا كاملا، مشيرا إلى خطر حظر الصفقة من قبل منظمي مكافحة الاحتكار الصينيين. قالت كيوتشيا لم يطرأ أي تغيير على خطط الطرح العام الأولي. وامتنعت ويسترن ديجيتال ومايكرون عن التعليق.
بغض النظر عن الارتباط، يقول محللون إن تقييم شركة كيوتشيا سيكون أعلى بكثير من مبلغ 20 مليار دولار سعت إليه العام الماضي، في ضوء ارتفاع الطلب على الرقائق خلال الوباء. اعتمادا على تقييم كيوتشيا، من المحتمل أن يكون هناك ضغط من المستثمرين على سي في سي لزيادة عرضها البالغ ألفا ين للسهم.
وبالفعل، يجادل بعض كبار المستثمرين بأن توشيبا، التي تبلغ قيمتها الآن 18 مليار دولار، بضرورة أن توضع قيمتها عند رقم عال بحدود 27 مليار دولار أو 6600 ين للسهم الواحد. يمكن أن تضغط أي عروض منافسة أيضا على سي في سي لزيادة عرضها.
إذا قامت سي في سي بإدارة هذه الصفقة الأكبر على الإطلاق، فسيكون ذلك خارج طابع الشركة التي يغلب عليها شراء شركات تصل قيمتها إلى خمسة مليارات يورو، وعادة ما تضخ ما بين 200 مليون يورو ومليار يورو في الأسهم، وفقا للوثائق التي تتم مشاركتها مع المستثمرين المحتملين. في آسيا، هي تستثمر بشكل عام في شركات أصغر حتى من ذلك، مع التركيز على تلك التي تصل قيمتها إلى 1.5 مليار دولار.
قال ناجاياما إن سي في سي "ستسعى للحصول على مساعدة تمويلية من بعض المستثمرين المشاركين والمؤسسات المالية"، على الرغم عدم اتضاح مقدار أسهمها هي التي يمكن أن تضخها. تمتلك الشركة 4.3 مليار دولار في صندوق للصفقات الآسيوية، أي أقل من ربع سعر توشيبا.
ولديها 21 مليار يورو في صندوق منفصل "لأوروبا والأمريكتين"، لكنه مكبلة بقيود قانونية تمنعها من استثمار أكثر من 12.5 في المائة من هذا الصندوق خارج تلك المناطق.
غالبا ما تتضمن صفقات الأسهم الخاصة بهذا الحجم عددا من مجموعات الشراء التام وأموالا إضافية من المستثمرين مثل صناديق التقاعد وصناديق الثروة السيادية. لكن "صفقات النادي" التي من هذه الشاكلة لا تعرف عن سي في سي.
قال شخص يقدم المشورة للمجموعة: "تجميع ضخم للأسهم من هذا القبيل ليس من صفات سي في سي الكبيرة". قال آخر عمل مع الشركة: "ليس لدى سي في سي سجل حافل من التعاون والارتباط مع آخرين".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES