Author

«صنع في السعودية» .. ثقافة الولاء

|
يهدف برنامج: "صنع في السعودية"، الذي أطلقته وزارة الصناعة والثروة المعدنية برعاية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى "تعزيز ثقافة الولاء للمنتج الوطني"، وأضع خطوطا تحت عبارة "ثقافة الولاء"، ما يعني أن البرنامج ليس شعارا يرفع ثم يختفي، وإنما ثقافة تمتد عبر الأجيال. ويقول بندر الخريف وزير الصناعة: "إن البرنامج تم تصميمه بناء على دراسة لتجارب عدد من الدول التي حققت نجاحات نوعية في تنمية قدرتها الصناعية، وذلك بحثّ مواطنيها، وغرس روح الولاء للمنتج الوطني وإعطائه الأولوية". وهنا أعود للسؤال الأول الذي سأله الأمير محمد بن سلمان للوزير حين قابله لأول مرة حيث قال: هل الشماغ الذي ترتديه مصنوع في السعودية؟! سؤال لم يكن للمزاح، وإنما توجيه بأن نصنع كل احتياجاتنا وأن نفخر باستعمالها. ومن هنا فإن غرس ثقافة "صنع في السعودية" يجب أن تبدأ من هذا السؤال، فإذا قابل أحدنا الآخر فعليه أن يسأل عن ملابسه وغذائه وأثاث بيته، أين صنعت؟! فإن كان الجواب محليا فيظهر الرضا والتشجيع، وإن كان العكس فلا بأس من العتاب، لأن منتجاتنا المحلية متوافرة وممتازة جدا. والشريحة الأهم من المجتمع لتبادل هذا الحوار هم أفراد العائلة والمرأة على وجه الخصوص، فالحقيبة "ماركة" التي تشترى بعشرات الألوف لها بديل من الإنتاج المحلي، ربما أفضل نوعية وأرخص بالتأكيد سعرا وعلى المصانع المحلية المنتجة لجميع البضائع أن تتبنى أسماء لماركات محلية. فحقيبة "العلا" وساعة "نيوم" مثلا قد تصبحان في يوم من الأيام ماركتين عالميتين وهكذا. وعودة إلى تفاصيل برنامج "صنع في السعودية" أقول: إن أهم أهداف البرنامج تتلخص في تعزيز الهوية الوطنية وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد، وإطلاق قدرات القطاعات غير النفطية الواعدة، وتنمية الصادرات وإيجاد فرص عمل في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والهدف الأسمى جعل المنتجات السعودية الخيار المفضل محليا وعالميا. وفي هذا المجال يمكن القول: إن المنتجات السعودية الآن قد توافرت كما ونوعا، وقد وصلت إلى أكثر من 178 دولة حول العالم، ويقول مبتعث سعودي يدرس في دولة أوروبية: إن منتجات الألبان ومشتقاتها السعودية تنتهي في وقت مبكر من رفوف البقالة التي أتعامل معها، وحينما سألت البائع قال: إن السبب جودتها وإلا فإن الرفوف الأخرى تظل مليئة بالمنتجات المماثلة وبأسعار أقل. ويمكن القياس على ذلك بالنسبة لجميع المنتجات السعودية التي عرفت إقليميا ودوليا بالجودة والتنافسية العالية.
وأخيرا: يبقى دور المواطن في رفع اسم المنتج الوطني الذي تدفع به مصانع يزيد عددها على عشرة آلاف مصنع باستثمارات تفوق تريليون ريال، ويقوم عليها رجال مخلصون من أبناء هذه البلاد الذين لن يقدموا لأبناء بلدهم إلا أجود المنتجات مقابل الدعم الذي توفره لهم الدولة ولتحل هذه المنتجات بدلا من منتجات مستوردة رديئة لا تباع في أسواق منتجيها، بل ومكتوب عليها للبيع في السوق السعودية فقط. وبهمة المواطن يمكن لبرنامج "صنع في السعودية" أن يحقق النجاح المطلوب.
إنشرها