Author

رئة الشرق الأوسط

|
هل سمعت عن صحراء كوبوكي؟ إنها بقعة معجزة تحولت من صحراء قاحلة إلى غابات وارفة في غضون ثلاثة عقود، الصحراء الأعجوبة موجودة في منطقة منغوليا الداخلية، في شمال غرب الصين، وهي سابع أكبر صحراء في البلاد تحولت بعد أن كانت تذروها الرياح إلى قبلة لملايين السياح حول العالم للاستمتاع بطبيعتها الخلابة.
يمكن لهذه الأعجوبة أن تكون هنا، وتحديدا في الربع الخالي، وهذا ليس بمستحيل بعد إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، اللتين سيجري إطلاقهما قريبا.
المعجزة الخضراء تعد تحديا بحد ذاتها، فهي تنطلق من مكان يعاني أصلا شح المياه، لكن هذا التحدي لم يثن ولي العهد، لتبنيها وأراها إعلانا لبدء إعادة الحقبة الخضراء وتعود الجزيرة العربية مروجا خضراء كما كانت في زمن مضى، وتحقق حلم ساكني الصحاري القاحلة، الذين طالما تمنوا وتغنوا بالماء والخضرة.
المبادرة وتحدياتها لا تقف عند التخضير فحسب، بل لأن المناخ قضية عالمية والتعامل مع الاقتصاد الأخضر لم يعد خيارا، بل ضرورة ملحة في الوقت الذي يقدر فيه أثر التدهور البيئي في المملكة بنحو 90 مليار ريال، لكن من الأهمية استشراف الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في توظيف المكتسبات الطبيعية، لتكون مساندة للحلول المتوافرة، مثل تدوير المياه المعالجة والاستفادة من قدرات الأشجار، سواء كانت المانجروف أو الأشجار المحلية وتعظم الفائدة من مياه الأمطار والاستمطار، والمضي قدما على أسس منهجية وعملية لصنع رئة جديدة ليس للشرق الأوسط فحسب، بل للعالم.
إنشرها