Author

لماذا نقرأ؟

|
سؤال مطروح في ظل الانفجار المعلوماتي العظيم الذي يجري من بين أيدينا وأمامنا ومن خلفنا كل ثانية، وللإجابة عنه عدة زوايا، منها أن القراءة لب التخصصات وعمودها الفقري، فمن النادر أن يبرع الطبيب ويتميز المهندس ويفيض عالم الفيزياء بنظرياته وتجاربه دون أن تكون القراءة مكونا رئيسا لمعارفه، وجزءا من حياته وعادة يومية، علاوة على أن القراءة متعة، كما يقول جلبرت كيث، "هناك فرق بين شخص متشوق للقراءة يريد أن يقرأ كتابا وشخص متعب يريد كتابا ليقرأه"، إلا أن التحدي الحقيقي هو تخصيص وقت للقراءة في التدفق المعلوماتي المستمر.
والكتابة إحدى نتائج القراءة. ناقشت ذلك مطولا في كتابي "من التحرير إلى التأثير"، فالكتابة المتخصصة أحد أنواع التحرير ولا تتأتى من بضاعته مزجاة في القراءة، والتدوين المتخصص فن أصيل أوصل لنا الحضارات على شكل كتب ومصنفات ما زالت تثري البشرية حتى هذه الساعة، وهو أحد الفنون الإنسانية المتطورة باستمرار حتى في ظل ما نعيشه من ثورة معرفية هائلة، وفضلا عن التحرير القائم بالدرجة الأولى على القراءة، فإنه جسر لتعلم عدة فنون ومهارات تجعل المرء موسوعيا في المعرفة وتكسبه مزيدا من المهارات وتمنحه التمكين في تخصصه والتمتن فيه.
والقراءة دعوة قرآنية جليلة نزلت بشكل مختصر ومركز وفي منتهى الوضوح والأهمية، بوصفها نزلت في أول سورة من سور القرآن الكريم، قال تعالى "اقرأ وربك الأكرم". إن الدعوة الإلهية للقراءة، هي دعوة للحياة ولتأمل جمالياتها والإلهام والاطلاع على الحضارة وتجارب الأمم واختصار الأعوام عبر الإنتاج الفكري الأصيل.
إنشرها