عاش زوار مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وسط الرياض، إحدى الوجهات الرئيسة في احتفالية "نور الرياض"، أجواء فنية ضوئية مختلفة، كان بطلها عشرة فنانين نثروا إبداعاتهم في هذه الساحات العريقة من عبق الماضي.
ورصدت "الاقتصادية"، خلال جولة لها في المركز والساحات المحيطة للاحتفالية، حلة جديدة خرج بها الموقع، وذلك من خلال عشرة أعمال فنية لسعوديين وأجانب جذبت الزوار إليها.
وحظيت الأعمال الفنية بإعجاب الزوار، حيث استوقف العمل الفني "القبة" لإيليا وإميليا كاباكوف، الزوار، وذلك لدقة العمل ومزج الضوء بالصوت.
إلى ذلك، يرصد معرض "نور على نور" في مركز الملك عبدالله المالي، تاريخ الحركة الفنية في فنون الإضاءة منذ ستينيات القرن الماضي، حتى اليوم.
ويشتمل المعرض على أعمال ضوئية لفنانين محترفين، مقسمة على أربعة أقسام مقطعية بمسح الضوء كوسيلة فنية تتيح للزائر الاستمتاع بجميع الأعمال المشاركة والتفاعل معها، وأولى هذه الأجنحة جناح "إدراك الضوء"، الذي يتضمن أعمال ثمانية فنانين عالميين من رواد فن الضوء.
ويأتي عمل للفنان الإيطالي لوسيو فونتانا، بعنوان "بيئة الفضاء في الضوء الأحمر 1967" في مقدمة الجناح، وهو عبارة عن شرائح متوازية يسلط عليها ضوء النيون الأحمر لبيان تأثير الضوء في المساحة.
ويعد النحات والفنان الإيطالي فونتانا، أحد رواد الحركة التجريدية الإيطالية، وكانت لوحته "البيئة المكانية في الضوء الأسود عام 1949"، بمنزلة أول تعبير ثوري عن النظريات الفضائية. وفي بداية خمسينيات القرن الماضي، ركز في أعماله على استكشاف ضوء النيون كوسيلة ملائمة للتعبير عن لغة الفن المكاني.
وللفنان الأرجنتيني جوليو لو بارك، المهتم بالحركات الفنية الطليعية في الأرجنتين، منها: اختراع الفنون الخرسانية والمكانية، عمل بعنوان "أسطوانة الضوء المستمر 1962"، وهو عمل فني مصنوع من مجموعة معادن والضوء والخشب والبلاستيك والمحركات. ولهذا العمل دلالة على استمرار انتشار الضوء المسلط على الأجسام المتحركة بطريقة أسطوانية.
ومن الأعمال المعروضة في جناح إدراك الضوء، "الأبيض، الشاحب الوردي 1967"، للفنان الأمريكي جيمس توريل، الذي عمل على استكشاف علاقة الضوء بالفضاء، من خلال اتخاذ الضوء مصدرا لإلهامه، ويمكن للزائر رؤية العمل ثلاثي الأبعاد عند التقاط صورة له.
ويزين المعرض العمل الفني "ثقوب الضوء 1973" للفنانة البريطانية نانسي هولت "1938 - 2014"، وهو عبارة عن جدار فاصل فيه ثقوب دائرية تتيح للضوء الكهربائي المتغير الأبعاد التسلل منه، لتكوين صورة فنية أشبه بالكواكب، حيث تمكنت الفنانة خلال مسيرتها من اكتساب شهرة واسعة في أعمال الحفر والنحت والتركيب، واشتهرت بأعمالها البيئية الكبيرة.
كما يعرض عمل "غلاف نيون الساطع 1970" للفنان الأمريكي كيت سونير "1941 - 2020"، المكون من مجموعة أنابيب الأرغون والنيون وبعض العناصر الخزفية والمصابيح المتوهجة ومفاتيح الإنارة والمحولات والأسلاك الكهربائية، لتكوين جمل بلغات متعددة.
ويعتمد الفنان سونير، في أعماله، على الجودة الخطية التي يتمتع بها النيون، حيث تساعده على رسم الفضاء بالضوء واللون، بينما يتيح انتشار الضوء في أعماله التفاعل على مختلف المستويات المعمارية.
وفي الجناح، عمل للفنان الأمريكي دان فلافين "1933 - 1996"، بعنوان "إلى سابين وهولجر"، 1966 - 1971، عبارة عن تسليط ضوء فلورسنتي أحمر اللون على أربعة أنابيب، أنبوبان في الواجهة وأنبوبان في الجهة الخلفية للعمل، كدلالة على مدى انعكاس الضوء في مساحة الزاوية.




