كشفت لـ"الاقتصادية" المدفوعات السعودية، عن إجراء أكثر من خمسة ملايين حوالة مالية بقيمة تجاوزت تسعة مليارات ريال، عبر نظام المدفوعات الفورية (سريع)، الذي دشنه البنك المركزي السعودي في 21 فبراير الماضي.
وقال عبد العزيز العفالق نائب الرئيس للتشغيل والخدمات المشتركة في "المدفوعات السعودية"، إن نظام "سريع" هو أحد أنظمة الدفع الأكثر ابتكارا في العالم، الذي طورته "المدفوعات السعودية" بإشراف مباشر من البنك المركزي السعودي، ليضاف إلى أنظمة المدفوعات الوطنية الحالية (مدى، سداد، وإيصال).
وأضاف أن هذه الأنظمة المملوكة للبنك المركزي السعودي تتولى "المدفوعات السعودية" مهمة تطويرها وتشغيلها، ضمن دورها في تطوير البنية التحتية لأنظمة المدفوعات الوطنية، بما يعزز التنافسية ويمكن البنوك وشركات التقنية المالية من تقديم خدمات دفع آمنة وموثوقة، وابتكار منتجات مالية جديدة.
ولفت العفالق إلى أن "المدفوعات السعودية" تعتمد أحدث المعايير التقنية العالمية في تصميم وتطوير أنظمة الدفع الوطنية، ومن بينها نظام "سريع"، الذي تم تطويره، وفقا لمعايير المراسلات المالية ISO20022، التي تزيد من الكفاءة التشغيلية للنظام وتعزز جودة البيانات المستخدمة، وصممت بنيته التحتية بمواصفات فنية عالية الجودة من ناحية جودة الأجهزة والخوادم والشبكات، بما يضمن كفاءته واستقراره وتلافي المخاطر بأشكالها المختلفة.
وأوضح أن وجود البنية التحتية المتطورة لمنظومة المدفوعات، التي تربط المصارف المحلية، كان له الأثر في تسهيل وتسريع عملية ربط النظام مع المصارف، وكان التحدي في آلية التفعيل بطريقة لا تؤثر في انسيابية التدفقات المالية، وتضمن استمراريتها بشكل سلس، وقدرة النظام على استيعاب عدد العمليات المنفذة.
وبين نائب الرئيس للتشغيل والخدمات المشتركة في "المدفوعات السعودية" أن العمليات التشغيلية للنظام تتم وفق أفضل الممارسات المعتمدة في مجالات التشغيل وتقنية المعلومات، فيما تقوم فرق عمل خاصة بمراقبة النظام على مدار الساعة، وتخضع كل التغييرات لمعايير اختبارات معتمدة قبل تطبيقها.
وأشار إلى أن المدفوعات تعمل بشكل مستمر على تعزيز كفاءة الأنظمة واختبار قدرتها على التعامل مع الأزمات والكوارث في حال حدوثها، مشيرا إلى أنه سيتم إطلاق مراحل أخرى للنظام تتضمن خدمات ومميزات جديدة، وسيتاح فيها ربط مزودي خدمات القطاع المالي والمصرفي وشركات التقنية المالية Fintech.
وقال العفالق: نفتخر في "المدفوعات السعودية" بأن نظام "سريع" نفذ وصمم بأيد سعودية عملت ليل نهار على تفعيله في فترة زمنية وجيزة، على الرغم من التحديات، التي فرضتها جائحة كورونا وظروف العمل عن بعد، لتكون المملكة من أسرع دول مجموعة العشرين في تفعيل النظام.
وحول الحوالات السريعة، أشار العفالق إلى أن خدمة الحوالات السريعة تمكن المستخدمين من تنفيذ الحوالات المالية دون إضافة وتفعيل المستفيد، عبر كتابة رقم الآيبان أو المعرف البديل.
وأضاف أن نظام سريع يتطلب موافقة المستقبل على مشاركة البيانات الخاصة به مع النظام وذلك لتفعيل المعرف البديل عن رقم الآيبان، مع إمكانية إدارة المعرفات البديلة من خلال صفحة المعرفات في القنوات البنكية الإلكترونية للمستخدمين. أما الحوالات السريعة فيتم تفعيلها عن طريق زيارة صفحة الحوالات السريعة ورفع حد العمليات بما لا يتجاوز 2500 ريال.
وأضاف العفالق أن الحد الأعلى لقيمة الحوالة المالية، التي تتم معالجتها هو 20 ألف ريال للعملية الواحدة والهدف من تحديد 20 ألف ريال، هو تمكين المستخدمين والبنوك من التأقلم على النظام وتخفيف المخاطر، التي قد تحدث من عدم معرفة كيفية استخدام النظام، وهي ذات السياسة التي اتبعتها جميع الدول، التي تملك أنظمة مدفوعات فورية، ونحن في المدفوعات السعودية نعمل دائما على إيجاد بنية تحتية آمنة وموثوقة.

