ثقافة وفنون

قراءات

قراءات

قراءات

قراءات

اختلال العالم

في مطلع القرن الـ21 تظهر على العالم علامات اختلال عديدة، اختلال فكري يتميز بانفلات المطالبات المتعلقة بالهويات من عقالها، ما يجعل من العسير استتباب أي تعايش متناغم وأي نقاش حقيقي. وكذلك اختلال اقتصادي ومالي يجر الكوكب بأسره إلى منطقة من الاضطرابات يتعذر التكهن بنتائجها، ويجسد في حد ذاته عوارض اضطراب في نظامنا القيمي. وأخيرا اختلال مناخي ناجم عن فترة طويلة من الممارسات غير المسؤولة.. هل البشرية بلغت "عتبة إفلاسها الأخلاقي"؟ في هذا الكتاب يسعى الكاتب إلى فهم أسباب بلوغنا هذا الدرك وكيفية الخروج منه. إن اختلال العالم في نظره مرتبط بحالة الإنهاك المتزامنة للحضارات كافة، خاصة المجموعتين الثقافيتين اللتين يدعي العالم نفسه الانتماء إليهما ألا وهما الغرب والعالم العربي، أكثر من ارتباطه بـ"حرب الحضارات". المجموعة الأولى تعتورها قلة وفائها لقيمها الخاصة، أما الثانية فواقعة في شرنقة مأزقها التاريخي. إنه لتشخيص مثير للقلق غير أنه يفضي إلى بارقة أمل، الفترة العاصفة التي دخلناها قد تقودنا إلى صوغ رؤية ناضجة في النهاية حول انتماءاتنا ومعتقداتنا وتبايناتنا، وكذلك حول مصير الكوكب الذي يعنينا جميعا.

في صحبة الكتب

من الكتاب: أنا قارئ أنتمي إلى تلك الفئة من الناس الذين يقرأون في أي مكان وزمان، أحمل الكتاب معي أينما أذهب، ويعرف أصدقائي أنني شخص موثوق عندما يحتاجون إلى ترشيح كتاب يقرأونه، أو عندما لا يمكنهم تذكر من مؤلف الكتاب الفلاني، وكم طبعة صدرت له. إن حياتي العملية شديدة التداخل مع محبتي للقراءة لدرجة أنني لا أستطيع الفصل بين الاثنتين، وشخصيتي هي نتاج الجمع بين كل شخصيات الكتب التي أحببتها، أصبحت جزءا من ذاكرتي، فأنا لم أذهب إلى بطرسبورج، لكنني أحفظ أبرز معالمها التي أخذني فيها ديستويفسكي وتولستوي ذات يوم، ولم أشاهد ماذا حدث لباريس أثناء الحرب العالمية الثانية، فتطوع همنجواي يخبرني بكل التفاصيل، ولم أزر براج، إلا أن ميلان كونديرا قدم لي وصفا ممتعا لما يدور في شوارعها، وأصبحت أعرف من خلال خبرتي في الكتب، أن القراء يعيشون أكثر من حياة.

الدفتر الكبير

كانت أجوتا كريستوف تكتب روايتها "الدفتر الكبير" وتتعلم الفرنسية في الوقت نفسه، بمعنى أن الرواية كانت تدريبا على الكتابة. تتمحور الرواية حول طفلين يتعلمان الحياة ويتعلمان الكتابة، ضمن مشهد مكثف أقرب إلى قصص قصيرة سردية بلغة سهلة وممتعة، فيها كثير من الواقعية الاجتماعية والحياتية، ربما تعكس مسيرة الكاتبة، وهي تعكس الطابع المزدوج لحياتها بين المجر وفرنسا. "جئنا من المدينة الكبيرة. كنا قد سافرنا الليل بأكمله. عينا أمي كانت محمرتين. كانت تحمل صندوق كرتون كبيرا، فيما يحمل كل منا حقيبة صغيرة تحوي ملابسه، إضافة إلى المعجم الكبير، الذي كان ملكا لأبي، الذي كنا نتبادل حمله كلما تعب ساعد أحدنا. مشينا طويلا. منزل الجدة بعيد عن محطة القطار، وهو من الطرف الثاني من المدينة الصغيرة. لا يوجد هنا ترامواي ولا حافلة ولا حتى سيارات، وحدها بعض الشاحنات العسكرية تجوب الطرقات". ولدت المؤلفة في 30 تشرين الأول عام 1935 في المجر، عاشت في سويسرا، وكتبت باللغة الفرنسية. حصلت كريستوف على جائزة أوروبا الأدبية‌ لروايتها الأولی عام 1986 التي كانت بعنوان "المذكرة"، وحققت نجاحا كبيرا حينذاك، وترجمت إلى أكثر من 30 لغة عالمية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون