الطاقة- النفط

زيادة تدريجية متوقعة لإنتاج النفط خلال اجتماع أوبك + المقبل

زيادة تدريجية متوقعة لإنتاج النفط خلال اجتماع أوبك + المقبل

توقعات إعلان زيادة المعروض النفطي ومخاوف بشأن حجم الطاقة الإنتاجية الفائضة أثرت على أسعار النفط.

بينما حقق النفط الخام مكاسب شهرية في شباط (فبراير) تجاوزت 20 في المائة، اختتمت الأسعار تعاملات الأسبوع على تراجع 1.3 في المائة لخام برنت و1.5 في المائة للخام الأمريكي بعد تهاوي السندات وصعود الدولار.
وتلقت الأسعار دعما طوال الشهر، بفعل قيود مجموعة "أوبك +" الناجحة والفعالة خاصة بعد إضافة التخفيضات الطوعية السعودية البالغة مليون برميل يوميا، وأضيف إليها تعطل مفاجئ في إمدادات النفط الخام الأمريكية وبلغت 40 في المائة من الإنتاج في تكساس بسبب موجة قاسية من الطقس السيئ، ما جعل مهمة التعافي منها بطيئة على غير المتوقع.
وفي هذا الإطار، أكدت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، أن العقود الآجلة للنفط الخام أنهت الأسبوع على انخفاض حاد مع استمرار قوة الدولار وتوقعات ارتفاع المعروض العالمي، ما دفع الأسعار للهبوط عن أعلى مستوياتها في 13 شهرا، التي شوهدت في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال أحدث تقارير الوكالة أمس، إن أغلب التكهنات تصب في صالح قيام مجموعة "أوبك +" في اجتماع الرابع من آذار (مارس) المقبل باتخاذ قرار بزيادات تدريجية في إمدادات النفط الخام خاصة بعدما سجلت الأسعار ارتفاعات قوية فوق 65 دولارا للبرميل أخيرا.
ولفت التقرير إلى تسارع الانخفاضات في أسعار النفط حيث اختبر الدولار أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، كما أدى ارتفاع عائدات السندات الأمريكية إلى ارتفاع أسعار الفائدة بين المستثمرين نتيجة التحفيز الحكومي والتعافي الاقتصادي السريع، ما قاد إلى ارتفاع الدولار موضحا أن الدولار القوي يجعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
ونقل التقرير عن بيانات صادرة عن جامعة ميشيجان تؤكد أن ثقة المستهلك في شباط (فبراير) تجاوزت توقعات السوق، لكنها لا تزال منخفضة عن كانون الثاني (يناير) الماضي حيث حددت البيانات توقعات التضخم عند 3.3 في المائة، لعام 2021 دون تغيير عن تقرير الشهر السابق والأعلى منذ 2014.
وأشار إلى أن توقعات إعلان زيادة المعروض النفطي من مجموعة "أوبك +" في اجتماعها المقبل في الرابع من آذار (مارس) المقبل والمخاوف بشأن حجم الطاقة الإنتاجية الفائضة تسببت في التأثير في أسعار النفط.
ولفت إلى قول محللين دوليين أن العودة إلى المرحلة الثالثة المخطط لها أصلا ستعني زيادة المعروض بمقدار 2.25 مليون برميل يوميا مقارنة بمستويات آذار (مارس)، لافتا إلى أنه من المحتمل أن تستوعب أساسيات السوق مثل هذا القدر في الربع الثاني - إذا تعافى الطلب بدرجة كافية - لكن الإعلان عن زيادة فورية على هذا النطاق من شأنه أن يخاطر بإفساد السوق بشكل سيئ.
وأشار إلى أن النتيجة الأكثر احتمالية هي تحرك مرحلي إلى المرحلة الثالثة من مستويات المعروض النفطي، ربما بزيادة 0.5 مليون برميل يوميا على الأكثر اعتبارا من نيسان (أبريل) المقبل، لافتا إلى اتفاق مجموعة "أوبك +" على قيود المعروض وتطبيقها بشكل جاد ومتحفظ يجب أن يدعم الأسعار على المدى القصير، لكن لا يزال هناك طاقة فائضة في "أوبك +" أكبر بكثير من نمو الطلب المحتمل.
وتوقع التقرير أن يكون الطلب العالمي أعلى بمقدار خمسة إلى ستة ملايين برميل يوميا في النصف الثاني من العام الجاري 2021 مقارنة بـالربع الأول من العام نفسه، لكن يجب أن ينظر إلى هذا مقابل نحو ثمانية ملايين برميل يوميا من قيود العرض التي تفرضها "أوبك +" التي لا تزال سارية.
وشدد على أن أغلبية المصافي في ولاية تكساس حاليا في طور إعادة التشغيل ومن غير المرجح أن تعود هذه المصافي إلى قدرتها التي كانت قائمة قبل اندلاع العاصفة حتى منتصف آذار (مارس) المقبل.
وذكر تقرير "بلاتس" أن نحو 5.4 مليون برميل يوميا من طاقة إنتاج النفط الخام في ساحل الخليج الأمريكي قد انخفضت للأسبوع المنتهي في 26 شباط (فبراير) مقارنة بـمستوى 9.96 مليون برميل يوميا وهو حجم القدرات الإنتاجية في الظروف الطبيعية في هذه المنطقة.
وأشار إلى أن جميع حالات الانقطاع تقريبا كانت قد سجلت في ولاية تكساس، التي لديها 5.1 مليون برميل يوميا من طاقة معالجة الخام في مصافيها الساحلية و742 ألف برميل يوميا من طاقة التكرير الداخلية - وذلك وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية -.
من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي، أنه لا يزال هناك كثير من المعروض النفطي الجديد المحتمل دخوله إلى السوق، ولا سيما من جانب مجموعة "أوبك +"، لكن في المقابل لا يزال المحللون متفائلين للغاية بصعود الأسعار، وبدأت بعض البنوك تتحدث عن مستوى 100 دولار للبرميل.
وأشار التقرير إلى أنه لا تزال مخاطر هبوط الأسعار قائمة، لافتا إلى أنه لا يزال لدى "أوبك +" القدرة على دفع أسعار النفط للانخفاض، لكن قلة قليلة من المحللين يضعون توقعات هبوطية مفرطة.
وأشار إلى أن مجموعة "أوبك +" من المتوقع أن تقر زيادة متواضعة في إنتاج النفط الخام في اجتماع الشهر المقبل، لافتا إلى أن الرقم الأكثر احتمالا هو زيادة قدرها 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من أول نيسان (أبريل) المقبل موضحا أنه في الوقت نفسه من المقرر أن تنتهي صلاحية التخفيضات الطوعية التي أقرتها السعودية بمقدار مليون برميل يوميا والتي كانت مخصصة لشباط (فبراير) وآذار (مارس) 2021.
ولفت التقرير إلى بيانات صادرة عن شركات دولية ترى أن النفط الصخري الأمريكي لم يعد يشكل تهديدا لـ"أوبك" حيث لن تقلق "أوبك" بشأن نمو النفط الصخري في الولايات المتحدة بعد الآن مشيرا إلى قول قيادات الشركات أنه يمكننا افتراض دخول البراميل الإيرانية إلى السوق بمرور الوقت ومن ثم لن يشكل النفط الصخري الأمريكي تهديدا لـ"أوبك" أو تحالف "أوبك +".
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، نزلت أسعار النفط الجمعة، إذ أدى انهيار أسعار السندات إلى مكاسب للدولار الأمريكي ونمت الوقعات بأنه مع عودة أسعار النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة، فإن مزيدا من المعروض سيجد طريقه إلى السوق على الأرجح.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 96 سنتا أو ما يعادل 1.5 في المائة، إلى 62.57 دولار للبرميل، متخلية عن جميع المكاسب التي حققتها الخميس.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نيسان (أبريل)، التي ينتهي أجلها اليوم، 86 سنتا أو ما يعادل 1.3 في المائة، إلى 66.02 دولار للبرميل بعد أن خسرت 16 سنتا الخميس.
وتراجعت عقود أيار (مايو) الأكثر نشاطا إلى المستوى المنخفض البالغ 65.04 دولار للبرميل في وقت سابق وانخفضت 93 سنتا أو ما يعادل 1.4 في المائة، إلى 65.18 دولار.
وقالت مارجريت يانج، الاستراتيجية لدى ديلي فيكس ومقرها سنغافورة، "النفط الخام تراجع على نحو متواضع من مستويات مرتفعة سجلها في الآونة الأخيرة في ظل أجواء عزوف عن المخاطرة، إذ هبطت الأسهم الآسيوية بشكل واسع لتحذو حذو أداء ضعيف لوول ستريت".
وأضافت أن عمليات البيع في سوق السندات، أدى إلى ارتفاع الدولار الأمريكي وزيادة العوائد، تضغط على السلع الأولية التي لا تدر عائدا.
ويتسبب ارتفاع العملة الأمريكية في زيادة تكلفة النفط المسعر بالدولار لمشتري الخام بعملات أخرى. وعلى الرغم من انخفاض الأسعار أمس، فإن خامي برنت وغرب تكساس الوسيط الأمريكي في طريقهما لتحقيق مكاسب بنحو 20 في المائة، منذ بداية الشهر الجاري، إذ تكابد الأسواق اضطرابات في الولايات المتحدة، بينما يزيد التفاؤل إزاء تحسن الطلب مع توزيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا.
ويراهن المستثمرون على أن اجتماع يعقد الأسبوع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك +"، سيتمخض عن عودة مزيد من الإمدادات إلى السوق. وتواجه أسعار الخام الأمريكي أيضا عوامل معاكسة جراء خسارة طلب المصافي بعد إغلاق عدة منشآت على ساحل خليج المكسيك خلال عاصفة شتوية الأسبوع الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط