Author

«السودة» والتنوع في الخيارات السياحية

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية

إعلان ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، شركة السودة للتطوير، لتطوير مناطق في منطقة عسير، باستثمار يبلغ 11 مليار ريال، يمثل مزيدا من الاستثمار لزيادة جاذبية المملكة سياحيا، ويمثل استثمارا متنوعا، ويضيف قيمة اقتصادية محلية، وهو دور التزم به صندوق الاستثمارات العامة للاستفادة من الميزات التي تتمتع بها المملكة، ونادرا ما تكون هذه الخيارات موجودة في أي بلد في العالم، حيث التنوع في التضاريس والثراء الاجتماعي والثقافي والتاريخي والزراعي، الذي تتمتع به منطقة عسير، إضافة إلى مجتمع كريم ومناظر خلابة متميزة، كل ذلك يجعل منها خيارا استراتيجيا لتطوير مشاريع نوعية متميزة تقدم إضافة اقتصادية كبيرة للمجتمع هناك وللمواطن، باعتبار أن هذه المشاريع ستوجد وظائف كبيرة بشكل مباشر وغير مباشر، وفرصا كبيرة للكسب والاستثمار لأبناء المنطقة والمملكة عموما، وتقدم إضافة اقتصادية قيمة وتجربة سياحية متكاملة لمن يرغب في قضاء فترة سياحية داخل المملكة، حيث تتكامل الخيارات بين الصحراء والشواطئ والجبال والمناطق الخضراء والطبيعة الخلابة، وأهم من ذلك وجود الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فتجربة الزائر ستكون متكاملة، خصوصا مع ما تتمتع به السعودية من خصائص، أهمها الأمن والاستقرار، كما أن المملكة تتمتع بمجتمع محافظ، وهذا ما سيجعل السياحة العائلية تجربة ثرية وآمنة للأسر من مختلف دول العالم.
خيارات صندوق الاستثمارات العامة في المناطق الاستثمارية نوعية ومميزة، حيث تقدم قيما اقتصادية للمملكة بشكل مميز، إذ إن الأسر فيها تنفق كثيرا على السياحة والسفر لمختلف دول العالم بتكلفة عالية، نظرا إلى ارتفاع تكلفة السفر والتأشيرات، إضافة إلى ارتفاع تكلفة السكن في المناطق الجيدة والآمنة، واختيارات المواطنين وجهاتهم السياحية، خصوصا في أوروبا، يجعل منها تكلفة عالية جدا عندما نضيف إليها تكلفة التنقل مع صعوبة نقل مركباتهم الخاصة وارتفاع تكلفة سيارات الأجرة ووسائل النقل الداخلي، حيث ينفق المواطن كثيرا مما يمكنه أن يوفره فيما لو اختار وجهة سياحية محلية، ونظرا إلى عدم وجود استغلال أمثل للوجهات المميزة محليا، جعل منها خيارا غير مفضل لكثير من الأسر في المملكة، لكن مع وجود هذا الاستثمار النوعي لصندوق الاستثمارات العامة، الذي يتطلع إلى اختيار أهم المناطق الجاذبة في المملكة، بمشاريع تختار أفضل النماذج العالمية، باعتبار أنه يدرس التجارب الحالية العالمية، ويختار منها الأفضل الذي يضيف تجربة مميزة لمن يختارها، وستكون هذه التجربة بتكلفة أقل للمواطن وتجربة مختلفة للزئر من الخارج.
المملكة اليوم تتبنى حراكا غير مسبوق بمشاريع تكاملية تقدم للزائر تجربة متكاملة، فالزائر للحرمين الشريفين سيكتشف تجربة مميزة في السودة والعلا ونيوم ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، كما أن الزائر للرياض سيكتشف الأحساء والخبر والجبيل والقدية ومدن سدير ومناطق القصيم وحائل، وغيرها، ولن تكون زيارة كثيرين للمملكة قصيرة ومؤقتة، بل سيقضون وقتا أكبر ليكتشفوا ما في هذه البلاد من خيارات وتجارب مميزة لن ينسوها، وقد يكررونها من خلال مشاريع يمكن أن تعزز مركز السعودية في الخريطة السياحية، وتجعلها واحدة من الوجهات الأهم عالميا.
الوظائف التي يمكن أن تنشأ من خلال المشاريع السياحية متنوعة بين وظائف رسمية ثابتة، ووظائف مؤقتة خلال مواسم معينة، ويكثر فيها توافد السياح، إضافة إلى فرص للكسب للمواطنين، من خلال بيع ما لديهم من منتجات في تلك المواسم.
صندوق الاستثمارات العامة، من خلال هذه المشاريع التي توزعت في خريطة المدن السعودية، يمثل استثماره البذرة التي ستسهل تدفقا كبيرا للاستثمارات محليا وعالميا، وهذه البذرة مهم أن تكون موجودة لتمثل تهيئة لتدفق الاستثمارات العالمية، حيث ينفق الصندوق الكثير لإضافة قيمة اقتصادية للمملكة عبر استثمارات نتائجها لا تظهر إلا بعد مدة طويلة، وهو شكل من الاستثمارات طويلة المدى، وستقدم قيمة اقتصادية كبيرة فيها وتجعلها تتميز، ليس في النفط فقط، بل تجربة ثرية لكل زائر، ومعالم مميزة ونادرة، ومجتمعا غنيا بثقافته ورحابته وتأثيره.
الخلاصة: شركة السودة للتطوير واحدة من المشاريع النوعية التي تتكامل معها المشاريع السياحية في المملكة، وستضيف تجربة مميزة ومتكاملة لزائر المملكة، ونادرا ما تتكامل تجربته فيها بين زيارة الحرمين الشريفين، والسواحل المميزة، والصحراء بصفائها، والجبال والمناطق الخضراء، إضافة الى مجتمع محافظ كريم.

إنشرها