Author

لا أحد آمن حتى يصبح الجميع آمنين «2 من 2»

|
لا يخلو الأمر من طرق أخرى حيث تشكل مساعدة الآخرين في معركتهم ضد كوفيد - 19 أولوية وطنية، خاصة للدول الغربية وحلفائها. لقد عززت الصين بالفعل نفوذها ومكانتها في العالم النامي، سواء بشكل مباشر، من خلال دبلوماسية القناع - توفير أقنعة الوجه بالمجان للحد من انتقال الفيروس -، أو غير مباشر من خلال إظهار أن نموذج الحوكمة الذي تتبناه أكثر فاعلية من ذلك المعمول به في الدول الغربية للتغلب على الشدائد غير المتوقعة.
الآن، تنشغل الصين بتقديم اللقاحات، وكذلك روسيا. على سبيل المثال، أعلنت منصة الإمدادات الطبية في إفريقيا أخيرا أن الاتحاد الإفريقي عرض عليه الحصول على 300 مليون جرعة من لقاح Sputnik V الروسي، إلى جانب تقديم التمويل للدول التي تحتاج إليه.
إن الاستعانة بنهج فعال من جانب مجموعة السبع لجعل التطعيم في متناول الدول النامية من شأنها أن تساعد على تفنيد الرأي القائل: إنها تخلت عن الساحة العالمية. كما يتفق هذا مع هدف إدارة بايدن المتمثل في العودة إلى الانخراط في الشؤون العالمية.
تستلزم فاعلية مجموعة السبع في هذا المجال أكثر من مجرد الوفاء بشكل كامل بمجموعة الوعود المهمة الأخيرة. فالوقت عنصر أساسي، سواء في إتاحة المساعدة المالية للدول النامية أو التبرع لها بالجرعات الزائدة المتوقعة والمضمونة بالفعل من الدول المتقدمة.
يتعين على مجموعة السبع أن تذهب أيضا إلى ما هو أبعد من مثل هذه المساعدات بطريقتين. أولا، إذا اقتضت الحاجة وعند الطلب، يجب على الدول الأعضاء تقديم المساعدة الفنية والدعم اللوجستي للتغلب على الإخفاقات الصغرى التي تعطل سلاسل التوريد المحلية - النقص - الذي قوض جهود التطعيم السابقة، كتلك في مكافحة الملاريا، لفترة طويلة للغاية، ويمكن الآن التغلب عليه بسهولة أكبر. ثانيا، ينبغي لمجموعة السبع أن تضغط على مصنعي اللقاحات لحملهم على تقاسم معرفتهم مع المنتجين المحليين وتسهيل قدرتهم القانونية والتشغيلية اللازمة للقيام بذلك.
الحق، إن الطريق أمامنا وعرة. فستنشأ المعارضة على مستويات عديدة، بما في ذلك من جانب أولئك الراغبين في إنفاق المال والجهد في الداخل فقط، وأولئك الساعون إلى حماية فرص الربح الحالية من لقاحات كوفيد - 19 وفرص الربح في المستقبل من الاختراقات العلمية التي تحققت في إطار البحث عن اللقاحات. لكن رغم كل هذه الصعاب، فإن البديل أشد صعوبة: الحياة في ظل الارتباكات المصاحبة لانتشار الفيروس، أو الحياة في مخابئ وطنية، أو كلا الأمرين.
خاص بـ "الاقتصادية"
بروجيكت سنديكيت، 2021.
إنشرها