default Author

قرن من التواصل

|

قبل أيام احتفل العالم باليوم العالمي للإذاعة، ولعل الجيل الجديد لا يعرف معنى وأهمية تلك الوسيلة التي صنعت ذاكرتنا وثقافتنا وحسنا الفني، وأسهمت في توسيع مدارك أجيال من البشر، فكانت حلقة وصل بينهم وبين عالم واسع مجهول حتى أقرب مدينة تعد عالما غامضا بالنسبة إليهم.
عكس جميع وسائل الإعلام والاتصال يعد الراديو أداة منخفضة التكلفة رغم قدرتها على الوصول إلى الجمهور في أي مكان وزمان، ووسيلة غير انتقائية تسمح للمستمع بالتعبير عن رأيه والمشاركة في الحوار بغض النظر عن جنسه ومستواه التعليمي أو الاجتماعي، إضافة إلى قدرته الفريدة على الوصول إلى جمهور واسع ليعبروا عن آرائهم ويطرحوا مشكلاتهم ويسمعوا صوتهم للآخر، ودوره الفعال في اتصالات الطوارئ والإغاثة في حالات الكوارث، كل هذا جعل من الراديو الوسيلة الأكثر استخداما في جميع أنحاء العالم اليوم.
والراديو هو تقنية إرسال الإشارات والتواصل باستخدام موجات الراديو وهي موجات كهرومغناطيسية ذات تردد بين 30 هرتزا و300 جيجا هرتز، يتم إنشاؤها بوساطة جهاز إلكتروني يعرف بجهاز الإرسال متصل بهوائي ينشر الموجات التي يتم استقبالها بوساطة مستقبل لاسلكي متصل بهوائي آخر.
ويستخدم الراديو على نطاق واسع في التكنولوجيا الحديثة، والاتصالات اللاسلكية ورادارات التتبع لكشف الطائرات والسفن والصواريخ والملاحة اللاسلكية، مثل "جي بي إس"، فمن خلال قياس وقت وصول موجات الراديو بدقة، يمكن للمستقبل حساب موقعك على الأرض، والتحكم عن بعد لفتح الأبواب دون مفتاح والاستشعار من بعد وفي البث الإذاعي والتلفزيوني والهواتف المحمولة، والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية لنقل المعلومات عبر الفضاء، ولعل أشهر حديث تم من خلاله الاتصال التاريخي الذي استمع له آلاف السعوديين والعالم أجمع بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وبين الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي مسلم وهو في مركبة الفضاء ديسكفري عام 1405هـ الموافق 1985، بعد إطلاق القمر الاصطناعي العربي الثاني في الفضاء.
ولأهمية الراديو ودوره الفعال في المجتمع أعلنت الدول الأعضاء في "اليونسكو"، 13 شباط (فبراير) يوما عالميا للإذاعة، الذي يوافق هذا العام مرور أكثر من قرن على اختراع المذياع. وركزت هذه الدورة على دور الإذاعة في التطور والابتكار والربط من خلال الخدمات التي تقدمها الإذاعة لمجتمعاتنا في أوقات الكوارث الطبيعية، والأزمات الاجتماعية والاقتصادية، وتفشي الأوبئة.

إنشرها