Author

أزمة اللقاح

|
أظهرت أزمة كورونا كثيرا مما يجب التنبه إليه في العلاقات الدولية وطريقة تفاعل الدول مع الأزمات. بدأت عمليات البحث عن اللقاح والتنافس على شرائه مع ظهور نتائج الأداء الأولية التي تحققت في بعض الدول. ومع مرور الوقت، بدأت الدول التي لم تبكر في حجز كمياتها من اللقاح بتنافس غير مقبول وغير أخلاقي لمنع وصول اللقاح إلى دول أخرى. استخدمت دول عمليات الحظر والحصار لحركة الشحن، الذي أدى - بدوره - إلى اضطرار بعض الشركات لبيع ما عندها تفاديا لفساد كميات القاح التي تميزها الحساسية في مقابل الظروف الجوية المتقلبة.
يذكرني هذا بالطبيعة البشرية وارتباطها بالخوف الذي قد يكون "أو لا يكون" مبررا. الخوف الناتج عن الحرص على المستقبل يورث الاهتمام المبكر والبحث عن طرق التعامل مع المتغيرات. هذا النوع من الخوف يمكن تعريفه بالحرص، والحرص مبني على التعرف على التحديات والتأكد من عدم ضغطها على الإمكانات المتاحة أو حتى تحسين المتاح من الإمكانات لمواجهة ما يحمله المستقبل من مفاجآت.
هنا تتضح أهمية التخطيط المبني على المعرفة وتوقع الأصعب، وهذا ما اعتمدته المملكة في تفاعلها مع جائحة فيروس كورونا من أول يوم، الذي أثبت نجاحا باهرا، وسيستمر حسن الأداء - بحول الله وقوته - في المقبل من الأيام. كل الإجراءات الاحترازية - وإن لم تكن جاذبة في بداية ومنتصف الأزمة - أثبتت جدواها، وجعلت أغلب الدول تحاول الوصول إلى مستوى الحماية التي تحققت في المملكة، ويكفي أن نقارن الحالات في المملكة بمثيلاتها في الدول التي يسكنها العدد نفسه من البشر لنتأكد من دقة وكفاءة السياسة التي اعتمدتها الدولة.
كثير من الحديث يمكن أن يتصدر في هذه المرحلة، إلا أن ما يهمني هنا هو التأكيد أن الجهد الذي بذلته، وتبذله، وزارة الصحة في سبيل دعم الحماية والوقاية والتحصين للمواطن، من الأعمال المقدسة. توفير اللقاح بالكميات التي لم يكن لها مثيل، كان واحدا من نتائج الحملة الصحية الطموحة، ومع أن بعض الشركات قصرت في التزاماتها لأسباب واضحة فيما تواجهه من ضغوط ذكرتها في بداية حديثي، إلا أن الوزارة تعمل بكل جد على إيجاد البدائل والتفاعل مع المتغيرات بصفة يومية.
إنشرها