Author

«النظول»

|
رسالة حزينة وصلتني من امرأة تتألم بصمت كلماتها الموجوعة جعلتني أتعاطف معها.
تقول صاحبة الرسالة "حين كنت صغيرة كنت ألاحظ أن خالاتي وعماتي حين تزورهم والدتي يصيبهم الارتباك ويبدأون التمتمة وكثرة التشكي وإخفاء أطفالهم في إحدى الغرف، ما كان يحرمني من لذة اللعب مع أقراني في المناسبات العائلية. كثيرا ما كنت أرى والدتي تبكي بصمت حين يتجاهلونها ولا "يعزمونها" في اجتماعاتهم. حين كبرت أدركت أن كل من يحيط بنا من قريبات وجارات يعتقدون أن أمي "نظول وعينها حارة"، ولذلك أصبحوا يتطيرون منها ويخافون أن تصيبهم بالعين التي قد تتسبب لهم بمرض وكارثة وطلاق وعقم وخسارة... رحلت والدتي إلى خالقها ورحل معها وجعها من حكم الناس الجائر عليها الذي جعلها منبوذة وغير مرغوب في زياراتها، وكأن من حولي لم يكتف بمسلسل الظلم فبدأوا يتغامزون فيما بينهم بأنني ورثت هذا الأمر عن أمي - رحمها الله - فأصبحت بنات خالاتي وعماتي وصديقاتي لا يخبرنني بمناسباتهن من نجاح وخطوبة وحمل بعدما حدث كثير من الأمور السيئة أثناء وجودي معهن. أذكر أن بنت خالتي دعتني إلى خطوبتها فحصل حادث لخطيبها تلك الليلة. وصديقتي دعتني إلى حفلة تخرجها من الثانوية فامتدحت فستانها فسقطت وانكسرت رجلها. وبنت عمتي بشرتني بحملها وبعد يوم واحد أجهضت. وزرت خالتي لأبارك لها منزلها الجديد فاندلع حريق في مجلس الرجال بسبب التماس كهربائي قضى على أثاثه وأحاله لرماد. هذه الحوادث المخيفة جعلتني أتساءل هل أنا حقا "نظول وعيني حارة؟" هل سأعيش مثل أمي منبوذة والجميع يخاف من سوء الطالع بوجودي؟! لماذا تتكرر هذه الحوادث المؤسفة لكل من حولي حين أتواصل معهم رغم أني دائما أردد ما شاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله".
"قبل عشرة أعوام تقدم لخطبتي شاب كان صديقا لأخي في مدينة بعيدة وافقت عليه وانتقلت للسكن في منزل أهله بحكم أنه كان مسؤولا عنهم. كان دخولي عليهم فأل خير فقد افتتح زوجي مشروعا نجح بشكل مذهل، وتزوجت ثلاث من شقيقاته، وتم ابتعاث اثنين من إخوانه واشترينا منزلا فخما، وأم زوجي تناديني دوما المبروكة".
"ما يؤلمني أن تلك النظرة الظالمة ما زالت تسكن في عيون كل قريباتي من خالات وعمات وبناتهن حين ألتقيهن في المناسبات العائلية.. أنا فعلا أتألم وأصبحت أفكر في قطع علاقتي نهائيا بهن".
وخزة:
المبالغة في الخوف من العين رغم التحصن بالأذكار.. نوع من المرض النفسي.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها