Author

الفروسية والهيئة العامة للترفيه

|
تعد الفروسية من أولى الرياضات التي عرفها الإنسان، وحظيت الفروسية باهتمام العرب والمسلمين منذ القدم، ويعدها العربي رمزا للأصالة والشجاعة والفخر، لذلك أبدع فيها العرب والمسلمون، وسجل التاريخ كثيرا من أشعارهم حول الفروسية والخيول قبل الإسلام وبعده، وورد ذكرها في القرآن الكريم، فقال تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"، وكذلك "والعاديات ضبحا"، وأثنى الرسول - عليه الصلاة والسلام - على الخيل، بقوله "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"، كما حث الفاروق - رضي الله عنه - على تعليم الأبناء ركوب الخيل، قائلا "علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل".
وأولت الحكومة الرشيدة منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه - اهتماما كبيرا بالخيل، فقد كان يصل عدد جياد الملك عبدالعزيز، إلى ألف من أفضل الجياد، وكان يفضل - رحمه الله - فرسا تسمى "منيفة"، واستعاض عنها بعد قتلها في إحدى المعارك بفرس أخرى تسمى "الصويتية". وانعكس اهتمام آل سعود، بالخيل من خلال تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة، والاتحاد السعودي للفروسية، إضافة إلى نادي الفروسية الذي يحظى برئاسة فخرية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه -، إلى جانب تنظيم مسابقات وبطولات سنوية لسباق الخيول والاحتفاء بها، مثل المهرجان السعودي للجواد العربي "عبية" الذي نظمته هيئة تطوير بوابة الدرعية وغيره.
وللفروسية فوائد كثيرة صحية - جسدية ونفسية وعقلية، للكبار والصغار، لذلك ينصح بها للأطفال لهذه الفوائد وغيرها كالتدريب على الإيقاع والاتزان. ومن المبهر قيام مجموعة من الشباب في محافظة حوطة بني تميم، قبل أيام، بمبادرة تنظيم المهرجان الأول لرمي السهام من على ظهر الخيل بجهودهم الذاتية، وهو الأول على مستوى المملكة العربية السعودية، واستطاعوا استقطاب مشاركة أعداد كبيرة من الفرسان، وحضور حشد كبير من عشاق هذه الرياضة من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج العربي، وذلك بتشريف وتشجيع من قبل رئيس الاتحاد السعودي للفروسية. هذه الجهود التطوعية الذاتية الشبابية تذكر فتشكر، لأنها ملهمة ومشجعة للشباب في مختلف مناطق المملكة للعناية بهذه الرياضة العريقة وغيرها من الأنشطة الأخرى التراثية المفيدة.
من هذا المنطلق، أدعو الهيئة العامة للترفيه بإطلاق برامج ترفيهية وتعليمية للناشئة، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، لتعميق هذه الرياضة العالمية في نفوسهم وتدريبهم على ركوب الخيل، لما في ذلك من فوائد كثيرة، وربما تزداد فاعليتها وفائدتها إذا تم تنظيمها بشكل دوري ومتنقل بين المحافظات، خاصة تلك التي لا تحظى بكثير من الأنشطة الترفيهية الأخرى، إضافة إلى ذلك، آمل التوسع في إنشاء نواد للفروسية في المناطق التي يتركز فيها عدد مناسب من الهواة وملاك الخيول.
إنشرها