أخبار اقتصادية- عالمية

قطاع الزراعة في الهند .. أزمات مستمرة تهدد مورد رزق 70 % من السكان

قطاع الزراعة في الهند .. أزمات مستمرة تهدد مورد رزق 70 % من السكان

يعتصم مزارعون هنود منذ أشهر في خيم على أطراف نيودلهي، احتجاجا على إصلاحات تطول قطاعهم، وقد عاث آلاف منهم خرابا في العاصمة في تصعيد كبير للأزمة بينهم وبين الحكومة.
وبحسب "الفرنسية"، فإن قطاع الزراعة في الهند كبير ويعاني مشكلات. فهو مورد الرزق لنحو 70 في المائة من السكان البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، ويمثل نحو 15 في المائة من الاقتصاد البالغ حجمه 2.7 تريليون دولار.
و"الثورة الخضراء" التي اندلعت في السبعينيات حولت الهند من دولة تعاني نقصا متكررا في المواد الغذائية إلى دولة لديها فائض، بل من كبار المصدّرين.
لكن منذ العقود القليلة الماضية، لم تسجل مداخيل المزارع تقدما يذكر وبات القطاع بحاجة ماسة إلى الاستثمار والتحديث.
وأكثر من 85 في المائة من المزارعين يملكون أقل من هكتارين من الأرض. وأقل من واحد بين مائة مزارع يملك أكثر من عشرة هكتارات، بحسب مسح لوزارة الزراعة في 2015 - 2016.
ألحق نقص المياه والفيضانات والطقس المتقلب بشكل متزايد بسبب تغير المناخ، إضافة إلى الديون، خسائر فادحة بالمزارعين.
وانتحر أكثر من 300 ألف مزارع منذ التسعينيات الماضية. ونحو 10,300 انتحروا في 2019، بحسب أحدث الأرقام الرسمية.
ويتخلى مزارعون عن الزراعة بأعداد كبيرة، 2000 منهم يوميا وفقا لآخر تعداد في 2011.
وكثيرا ما قدمت الحكومات الهندية وعودا كبيرة للمزارعين، فهم خزان أصوات مهم في الانتخابات. ومودي لا يختلف عنها، فقد تعهد بزيادة عائداتهم بمقدار الضعف بحلول 2022.
في أيلول (سبتمبر) أقر البرلمان ثلاثة قوانين تسمح للمزارعين بالبيع لأي مشتر يختارونه، وليس لسماسرة مقابل عمولة في أسواق تسيطر عليها الحكومة.
أنشئت تلك الأسواق في الخمسينيات الماضية لوقف استغلال المزارعين ودفع سعر دعم أدنى لبعض المنتجات.
وأدى هذا النظام إلى قيام المزارعين أحيانا بزراعة محاصيل لا تتوافق مع الظروف المناخية المحلية، مثل عطش الأرز في البنجاب، كما يمكن أن يمثل أرضا خصبة للفساد.
لكن عديدا من المزارعين يعدون سعر دعم أدنى كشبكة أمان حيوية، ويخشون من عدم تمكنهم من التنافس مع مزارع كبيرة ومن الحصول على أسعار متدنية من شركات كبرى.
وأثار مودي انتقادات غاضبة من قبل، ككارثة سحب أوراق نقدية من التداول في 2016 مثلا، لكن شعبيته لم تتزعزع وأعيد انتخابه بعدما حقق فوزا ساحقا في 2019.
منذ أواخر 2019، خرجت تظاهرات على مدى أشهر احتجاجا على قانون للجنسية مثير للجدل تسبب في أعمال شغب طائفية في نيودلهي في شباط (فبراير) 2020 قضى فيها أكثر من 50 شخصا.
وتصوير المزارعين على أنهم "مناهضون للقومية" كما حصل في تظاهرات 2019، يمكن أن تكون له ردود فعل عكسية كونهم يحظون بدعم واسع بين الهنود.
وتجاهل مطالبهم يتعارض أيضا مع الصورة التي رسمها مودي لنفسه على أنه نصير الفقراء.
ويواجه مودي خصما قويا يتمثل في المزارعين الذين يقيمون في خيم على أطراف نيودلهي منذ أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، رغم ليالي الشتاء الباردة.
وقد أسسوا مدارس لأبنائهم وصحيفة خاصة بهم وفرقا لشبكات التواصل الاجتماعي وخدمات طبية، بل حتى ماكينات تدليك للأرجل المتعبة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية