الطاقة- النفط

محللون دوليون: سياسة السعودية النفطية هادئة ومتعمقة وتركز على الاستقرار والتوازن

محللون دوليون: سياسة السعودية النفطية هادئة ومتعمقة وتركز على الاستقرار والتوازن

جهود "أوبك +" تسعى إلى تقييد المعروض لتسهيل التوازن بين العرض والطلب.

صعدت أسعار النفط أمس بدعم من عوامل رئيسة أبرزها انخفاض مخزونات الخام الأمريكية على نحو غير متوقع الأسبوع الماضي، وتسجيل الصين، ثاني أكبر مستهلك في العالم للنفط، أدنى مستوى يومي للزيادة في الإصابات بكوفيد - 19 في أكثر من أسبوعين.
كما تلقت أسعار الخام دعما من قيود الإنتاج التي فرضها تحالف "أوبك +"، إضافة إلى التخفيضات الطوعية السعودية التى تقدر بنحو مليون برميل يوميا.
وقال لـ«الاقتصادية»، مختصون ومحللون نفطيون إن الطلب الصيني على النفط الخام قد يشهد انتعاشا جيدا مع العودة إلى انخفاض الإصابات، لكن التعافي الكامل من التباطؤ في استهلاك الوقود المحلي بات صعبا في بداية العام الصيني "القمري" الجديد، نتيجة تجدد انتشار الوباء من حين إلى آخر، إضافة إلى موسم صيانة مصافي التكرير الذي يشهد ضعفا إضافيا موسميا في الطلب.
وأكد جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد آيه إف" في كرواتيا أن الاقتصاد العالمي يأمل في تلقى دفعة جيدة من انتشار لقاحات كورونا الجديدة التى يمكن أن تحدث طفرة نحو تعافي الطلب قبل منتصف العام الجاري، مشيرا إلى أحدث تقارير صادرة عن صندوق النقد الدولي التى تتوقع أن تبلغ أسعار النفط في المتوسط 50 دولارا للبرميل لعام 2021 بارتفاع 20 في المائة عن متوسط العام الماضي، لكنها لا تزال أقل بكثير من متوسط عام 2019.
وأضاف أن جهود "أوبك +" من جانبها تسعى إلى تقييد المعروض لتسهيل التوازن بين العرض والطلب في ظل المحنة الراهنة وقد تدعمت هذه الجهود بالقرار السعودي بخفض مليون برميل يوميا طوعيا وإضافيا على قيودها المتفق عليها مع بقية المنتجين وتزامن ذلك مع تسارع عملية التعويض في خفض الإنتاج من قبل بعض المنتجين وتثبيت الإنتاج في كانون الثاني (يناير) إلى جانب انكماش جديد للإنتاج الأمريكي بسبب المخاوف من توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة الداعمة لتحول مزيج الطاقة نحو الموارد الجديدة.
من جانبها، قالت الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة إن عديدا من المؤسسات المالية الدولية على قناعة تامة بأن طرح اللقاحات على نطاق واسع سيعزز الاقتصادات في النصف الأخير من العام الجاري، مشيرة إلى أن تقديرات صادرة عن صندوق النقد ترجح أن ينمو الاقتصاد العالمي 5.5 في المائة في عام 2021 و4.2 في المائة في عام 2022.
وأكدت أن السعودية تسير وفق سياسات نفطية هادئة ومتعمقة في بحث تطورات السوق مع التركيز على الاستقرار والتوازن وبقاء علاقة العرض والطلب في حالة من التوافق المستدام ولذلك جاء قرار التخفيضات الطوعية الإضافية للشهرين المقبلين لحين حدوث تقدم جيد في جهود تعافي الطلب.
بدوره، قال أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة إن هناك حالة من الترقب لحسم الإدارة الأمريكية الجديدة لملفي العقوبات على فنزويلا وإيران، حيث إن عودة صادرات البلدين معا سيكون لها تأثير واسع على تجدد تخمة المعروض خاصة في ضوء إعفائهما من أي قيود على الإنتاج بسبب تداعيات العقوبات والأزمات الداخلية.
ولفت إلى أن العقوبات فتحت الأبواب الخلفية أمام تجارة غير رسمية في النفط، حيث إن ملايين البراميل من النفط الخام الثقيل الفنزويلي - المحظورة من قبل الولايات المتحدة - كانت تذهب تهريبا إلى الصين ما جعل المصافي الصينية شريان حياة أساسيا لصناعة النفط الفنزويلية المنهارة.
وفيما يخص الأسعار، صعد النفط أمس بعد أن أظهرت بيانات للقطاع انخفاض مخزونات الخام الأمريكية على نحو غير متوقع الأسبوع الماضي، وسجلت الصين، ثاني أكبر مستهلك في العالم للنفط، أدنى مستوى يومي للزيادة في الإصابات بكوفيد - 19 في أكثر من أسبوعين.
وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 39 سنتا أو ما يعادل 0.7 في المائة إلى 56.30 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:36 بتوقيت جرينتش، لتعزز مكاسب محدودة حققتها أمس الأول.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 37 سنتا أو ما يعادل 0.7 في المائة إلى 52.98 دولار للبرميل، لتتعافي من خسائر تكبدتها أمس الأول.
وقالت فاندانا هاري محللة سوق النقد لدى "فاندا انسايتس"، "خام غرب تكساس الوسيط ارتفع قليلا على خلفية انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية وفقا لما أعلنه معهد البترول الأمريكي، ما بدد أثره زيادات في البنزين ونواتج التقطير".
وذكر معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك في العالم للنفط، انخفضت 5.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 كانون الثاني (يناير) مقارنة بـتوقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لزيادة 430 ألف برميل.
لكن البيانات كشفت أن مخزونات البنزين ارتفعت 3.1 مليون برميل ما يزيد بكثير عن المتوقع.
وتظهر بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، زادت 1.4 مليون برميل مقارنة بـتوقعات بانخفاض 361 ألف برميل وأن معدل تشغيل المصافي نزل 76 ألف برميل يوميا.
ويقول محللون إنه بعد أن ارتفع الخام لأعلى مستوى في عدة أشهر في مطلع العام، يبدو أن موجة صعود أسعار النفط فقدت قوة الدفع وإن الأسعار تتحرك في نطاق ضيق في الأسابيع الأخيرة.
لكن الأسعار تتلقى الدعمأ إذ انحسر التوتر بشأن تراجع حاد في السفر خلال السنة القمرية الجديدة في الصين. وتكافح الصين، أكبر مستورد في العالم للخام، صعوبات في الآونة الأخيرة جراء ارتفاع جديد في الإصابات بفيروس كورونا، لكن يبدو أن عدد الإصابات الجديدة يتراجع.
وتكشف بيانات رسمية أنه جرى تسجيل 75 حالة إصابة جديدة مؤكدة بكوفيد - 19 أمس، وهو أقل معدل زيادة يومية منذ 11 كانون الثاني (يناير).
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 54.87 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 54.85 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة استقرت تقريبا عند مستوى اليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 54.85 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط