default Author

تأثير جائحة كورونا في الفقر عالميا «2 من 2»

|
باستخدام توقعات النمو المختلفة التي كانت متاحة عام 2020، تظهر البيانات التغير في العدد المقدر للفقراء الجدد بسبب جائحة كورونا عام 2020 ومساهمة كل منطقة في هذا العدد. وأدى تفاقم أثر هذه الجائحة إلى تغيير كبير في توقعاتنا على مدار هذا العام، ولا سيما عند مقارنتها بمعدلات النمو في نيسان (أبريل)، رغم أن الزيادة بحسب تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية عن الفترة من حزيران (يونيو) إلى كانون الثاني (يناير) هي أقل من هذه المعدلات. وكان السبب وراء ذلك في المقام الأول هو التوقعات التي أشارت إلى تفاقم الوضع في منطقة جنوب آسيا، وقد غيرت هذه التوقعات أيضا الصورة الخاصة بالفقراء الجدد في هذه المنطقة بسبب الجائحة. ومن المهم الإشارة إلى أن تقديرات أوضاع الفقر في منطقة جنوب آسيا في الأعوام الأخيرة، حتى قبل حدوث هذه الجائحة، لم تكن تستند إلى قدر كبير من اليقين بسبب عدم وجود بيانات استقصائية جديدة عن الأسر المعيشية في الهند منذ 2011 - 2012.
وباستخدام توقعات معدلات النمو من نيسان (أبريل) 2020 في إطار خط الفقر البالغ 1.90 دولار في اليوم، تشير تقديراتنا إلى أن 62 مليون شخص سيقعون في براثن الفقر المدقع على مستوى العالم عام 2020، مع مساهمة منطقة جنوب آسيا ومنطقة إفريقيا جنوب الصحراء بنحو 40 في المائة من هذا العدد. وقمنا بتنقيح التقديرات العالمية إلى ما بين 88 و115 مليون نسمة باستخدام توقعات معدلات النمو في حزيران (يونيو) 2020، مع وجود نحو 50 في المائة من الفقراء الجدد في منطقة جنوب آسيا. وباستخدام توقعات كانون الثاني (يناير) 2021، تشير تقديراتنا الآن إلى أن عدد الفقراء الجدد على مستوى العالم سيكون ما بين 119 و124 مليون شخص، منهم نحو 60 في المائة يعيشون في منطقة جنوب آسيا.
وتظهر الزيادة في عدد الفقراء أيضا عند خط الفقر الذي يبلغ 3.20 دولار. وعند خط الفقر البالغ 3.20 دولار، زاد عدد الفقراء الجدد على مستوى العالم بناء على سيناريوهات خط الأساس حسبما ورد في تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية من 175 مليون إلى 228 مليون شخص من حزيران (يونيو) 2020 إلى كانون الثاني (يناير) 2021، ويرجع معدل الزيادة إلى منطقة جنوب آسيا. وعند خط الفقر البالغ 5.50 دولار، لا تزيد التغيرات السلبية على مستوى التقديرات العالمية، حيث إن تقديراتنا الجديدة تقع في الواقع ضمن النطاق الذي قدرناه استنادا إلى تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية لحزيران (يونيو). ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى آفاق أفضل من المتوقع بالنسبة لمنطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ في مقابل الاتجاه التصاعدي لمنطقة جنوب آسيا.
ومما لا شك فيه أن عام 2020 كان عاما صعبا على نحو استثنائي في التاريخ الحديث. ورغم التقدم الذي تم إحرازه في تطوير اللقاحات، لا يبدو أن الزيادة في معدلات الفقر في العام الماضي ستتراجع عام 2021. ويقدر عدد الفقراء الجدد في العالم بسبب جائحة كورونا بنحو 119 إلى 124 مليون شخص عام 2020. وفي عام 2021، من المتوقع أن يرتفع عدد الفقراء بسبب هذه الجائحة إلى ما بين 143 و163 مليون شخص. ورغم أن تقديرات عام 2021 لا تزال أولية، فإنها توضح أن هذه الأزمة لن تكون قصيرة الأجل بالنسبة لملايين الناس في جميع أنحاء العالم. وفي أعقاب الأزمة المالية الآسيوية، نجا 42 مليون شخص من براثن الفقر المدقع عام 1999، وفي المتوسط، نجا 54 مليون شخص من براثن الفقر المدقع سنويا في العقدين السابقين لجائحة كورونا. ويحدونا الأمل أن يكون العام المقبل أفضل بكثير مما نتوقعه في بداية هذا العام، عندما نراجع ما تحقق عام 2021 في نهاية المطاف. لكن التراجع المستمر في معدلات آفاق النمو التي شهدناها العام الماضي قد تشير إلى غير ذلك. ويمثل عدم المساواة مخاطر سلبية أخرى لم نتناولها هنا بافتراض أن معدلات عدم المساواة لم تتغير، غير أن هذا الجانب قد نوقش بمزيد من التفاصيل في مواضع أخرى. ولعل اليقين الوحيد في هذه الأزمة أنها لم يسبق لها مثيل حقا في التاريخ الحديث.
ونحن نقدر بامتنان المساندة المالية المقدمة من حكومة المملكة المتحدة من خلال برنامج الأبحاث المعني بالبيانات والأدلة لمعالجة الفقر المدقع. كما فعلنا في المرة السابقة، نستخدم معدلا قدره 0.85 لانتقال تأثير الأسعار العالمية إلى الأسعار المحلية لتعديل معدلات النمو لأعوام التنبؤ أي الأعوام 2019 - 2021 "لمزيد من التفاصيل بشأن حساب معدل انتقال تأثير الأسعار العالمية إلى الأسعار المحلية، ونستخدم أحدث التوقعات الواردة في تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية الصادر في كانون الثاني (يناير) 2021 لجميع السيناريوهات في 2019.
إنشرها