Author

الإنترنت: أسئلة الخصوصية

|
أثارت خطوة واتساب بتغيير سياسة الخصوصية جدلا مجتمعيا لافتا. الكل بدأ يشعر فجأة بالقلق من تهديد خصوصيته. وهذا الأمر يثير تساؤلا مهما، ما الخصوصية؟
السؤال يبدو متسعا باتساع الإنترنت، ومحركات البحث، ومنصات التواصل الاجتماعي، ومواقع تحميل الصور.. إلخ.
فضلا عن التطبيقات الأخرى ذات الجنسيات الروسية والأوروبية الشرقية والعربية التي لا توجد لديها قيود ولا ضوابط فيما يتعلق بالخصوصية. كل خطوة لك على الإنترنت، أنت تتنازل بوعي أو دون وعي عن خصوصيتك.
أرقام هواتفك والصور التي تخصك والتفضيلات التي تميل إليها في المأكل والمشرب والملبس، حتى بعض تفضيلاتك التي قد لا تتذكرها أو لا تريد أن تبوح بها، موجودة في ذاكرة الشبكة العنكبوتية. خطوة واتساب، كانت فرصة لمواقع محادثات تركية وروسية لتحاول تقديم نفسها باعتبارها الأكثر أمانا. أنا أتفهم أن يتحوط إنسان يستخدم هذه التطبيقات لتبادل معلومات حساسة. لكن حتى السلوك ممنوع في البروتوكولات السيبرانية. يتبقى بعد ذلك أولئك الذين يقومون بتدوير الرسائل والفيديوهات. وبعض هواة النقاشات والجدل الذي لا يهدأ. لكن واقع الحال أن معظم القلقين يشاركون الناس عن طريق "إنستجرام" و"سناب شات" وسواهما أدق تفاصيل حياتهم. الانتقال من تطبيق لآخر، هو مجرد انسياق لتسويق ذكي من طرف ثان.
أما الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي، فهي مجرد قصة وهمية. على الأقل بالنسبة إلى عموم الناس. إن الذين يضعون على هواتفهم تطبيقات التعرف على رقم المتصل - مثلا - هم أعطوا أرقامهم ومعلوماتهم للتطبيق نفسه، وهكذا أصبحت أرقامك وأرقام من يحيطون بك متاحة للآخرين. ختاما، لعل توضيحات "واتساب" الأخيرة تكون صادقة، وتشيع الراحة في نفوس من أصابهم القلق. إن مغادرتك "واتساب" لا تعني تحقق محافظتك على خصوصيتك. الأمر شديد التعقيد. كل تطبيق موجود على هاتفك يأخذ جزءا منك. وهناك دول اشترت محتويات "تويتر" و"فيسبوك" كاملا، لكن اطمئن فطوفان المعلومات لا يختلف أبدا عن شح المعلومات.
إنشرها