Author

تصنيف الحوثي .. التوقيت والتداعيات 

|

 
أثبتت عصابات الحوثيين العميلة للنظام الإرهابي في إيران، منذ اليوم الأول، أنها إرهابية بجدارة، تعمل ضد الشعب اليمني الشقيق، وتحارب الحكومة الشرعية المعترف بها عربيا ودوليا على أرض اليمن، وترتكب الجرائم والتهجير والقنص والسلب والنهب. هذه العصابات صنعها نظام علي خامنئي الإرهابي من أجل أن تحارب الشعب الذي من المفترض أنها تنتمي إليه، وتحافظ على أمنه واستقراره وتحمي شرعيته. إنها في مقام حزب الله اللبناني الإرهابي نفسه، وبقية العصابات التي أسستها طهران منذ أكثر من أربعة عقود، بما فيها تلك الخلايا النائمة في كل مكان. والإرهاب الحوثي في اليمن، هو جزء من استراتيجية الخراب التي وضعتها إيران وتتبعها من أجل نشر التوتر والاضطرابات والظلم والقتل في كل نقطة يمكنها الوصول إليها. في حين أن النظام الإيراني ضرب كل محاولة الدول العربية والأجنبية، من أجل جعله جزءا من المنظومة الدولية الطبيعية، التي تنشد الأمن والاستقرار للعالم أجمع. قرار الولايات المتحدة بتصنيف عصابات الحوثي منظمة إرهابية، جاء في الوقت المناسب، على الرغم من أن البعض يعتقد أنه أتى متأخرا. لكن في النهاية تقف واشنطن إلى جانب الشرعية والحق وتتحرك في كل الاتجاهات لرفع الظلم ووقف الحرب في اليمن. والمملكة التي تقود التحالف الدولي في اليمن، لا تريد أقل من أن تتوقف الحرب، وأن يتم الحفاظ على أرواح الأشقاء اليمنيين، وأن يتحرك المجتمع الدولي من أجل الإسهام في إعادة الإعمار في اليمن، وضمان النمو والازدهار الذي يستحقه اليمنيون. وتقود السعودية الحراك منذ البداية من أجل تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية خطيرة تعبث ببلادها وبالمنطقة، كما أن الرياض تتحرك أيضا لكي تنهي المشروع الحوثي الطائفي البغيض، المدعوم مباشرة من واحد من أكثر الأنظمة إرهابا ووحشية في إيران. المملكة رحبت بالقرار الأمريكي، وعدته خطوة منسجمة مع مطالبات الحكومة اليمنية الشرعية، بوضع حد لتجاوزات وممارسات أعمال الحوثيين المشينة في اليمن وخارجه أيضا. كما أن هذا القرار يعزز مرة أخرى الحراك الدولي لمحاصرة النظام الإرهابي الإيراني الذي يقتطع من قوت الشعب الإيراني لكي يوفر التمويل اللازم لعصاباته ومنظماته. فالمسألة في اليمن لا تخص فقط هذا البلد، بل تشمل أيضا الساحة الدولية، حيث يمضي المجتمع الدولي في مسيرة ضمان أمن والسلم الدوليين والاقتصاد العالمي أيضا. ولذلك، فإن أي خطوة تتخذ ضد الحوثي والذين يقفون خلفه بالدعم والتمويل والتدريب، هي في الواقع خطوة تصب في مصلحة المجتمع الدولي كله، دون أن ننسى أن النظام الإرهابي في إيران يشكل تهديدا دائما للأمن العالمي، عبر استراتيجيته التخريبية التي انتهجها منذ السيطرة على الحكم في البلاد. ومن هنا، يمكن النظر إلى ما عبرت عنه السعودية التي تأمل أن يسهم هذا التصنيف الجديد في وضع حد لأعمال عصابات الحوثي وداعميها. فمن شأن مثل هذا التصنيف أيضا أن يساعد على وقف تزويد هذه العصابات بالأسلحة المختلفة، بما فيها الصواريخ والطائرات دون طيار، فضلا عن الأموال. وهذا الدعم الخطير يستهدف أولا الشعب اليمني الشقيق الذي عانى الأمرين من الحوثيين، الذين لن يتوقفوا قبل أن أن ينشروا مشروعهم الطائفي الإرهابي في الأرجاء. ولا شك في أن تصنيف الولايات المتحدة ميلشيات الحوثي منظمات إرهابية سيساعد أيضا على تحقيق تقدم مطلوب من المملكة ودول التحالف لدعم الشرعية في اليمن على صعيد الحل السياسي، فالتحالف يدعم كل الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث ومقترحاته لإنهاء الأزمة برمتها. لكن بلا شك، فإن كل خطوة في اتجاه تحجيم الضرر الآتي من الحوثيين الطائفيين، تمثل نجاحا جديدا على طريق حل الأزمة.

إنشرها