default Author

لصوص البحار

|
من منا لا يذكر بطل قصة جزيرة الكنز، القرصان ذو العين الواحدة الحامل للببغاء على كتفه وصاحب العبارة الشهيرة "خمسة عشر رجلا ماتوا من أجل صندوق". إنه صورة القرصان التي عرفناها منذ الطفولة، فئة غامضة لا نعرف عنها سوى القليل. إنهم فئة من البحارة جابوا البحار في سفنهم ليبحثوا عن كنوز دفينة، وقاموا بأعمال السرقة والتخريب، وعرفوا بطغيانهم وقوتهم وقسوة قلوبهم. سمعنا عنهم كثيرا في أفلام هوليوود، وأفلام الكرتون، لكن لا نعرف أصولهم ودوافعهم للتحول من أشخاص عاديين إلى لصوص يرهبون العالم ويسلبون الأمان في طرق الإبحار التجارية والرحلات الاستكشافية والحملات العسكرية. من أشهرهم وأشرسهم القرصان بارثولوميو روبرتس المولود في جنوب ويلز في عام 1682، اشتهر باسم "بارت بلاك"، وهو واحد من القراصنة الأكثر نجاحا على مر التاريخ. بدأت قصته في القرصنة عندما كان خادما على متن إحدى السفن التي هاجمها مجموعة من القراصنة، وبعد مقتل قائد السفينة في كمين نصب لهم، تم انتخابه ليصبح قائد السفينة بسبب قوة قلبه وفرض شخصيته. بدأ بممارسة أعماله الوحشية، حيث سرق أكثر من 400 سفينة، وقام بحرق السفن التي كانت مأسورة، واستعبد مئات البشر، ويعد واحدا من أخطر وأشرس القراصنة على مر التاريخ.
أما أغربهم فهو، القرصان ستيد بونيت، الذي لم يسبق له أن عمل قرصانا. لقد كان شخصا غنيا لديه مزرعة وأسرة، لكن فجأة ومن دون سبب واضح، انتقل إلى حياة القرصنة. وبما أنه شخص مثقف، كانت لديه أفكار جيدة، وأطلق عليه لقب "رجل القراصنة". وعلى الرغم من ثقافته الواسعة، إلا أنه كان الأقل نجاحا بين قراصنة البحر الكاريبي. أما سبب شهرته الواسعة، فكان بسبب أعماله المشبوهة التي لا علاقة لها بالقرصنة. ألقي القبض عليه في عام 1718 وتم إعدامه.
أما أسوأهم حظا فكان الاسكتلندي وليام كيد، المولود عام 1645. بدأت قصته عندما كان والده بحارا، حيث ورث حب البحار من والده، وأول ما فعله عندما كبر غادر بلاده بحرا إلى نيويورك للبحث عن حياة جديدة، وتزوج بامرأة غنية، أنجب منها طفلين.
بدأت حالته بالانهيار لأن عديدا من طاقم سفينته الخبراء تركوه، واضطر لتوظيف أناس لا علاقة لهم بالإبحار، وتحول من بحار إلى قرصان، لكنه خسر في أغلب هجماته، وتم إلقاء القبض عليه في إنجلترا ليحكم عليه بالإعدام. ولأنه اشتهر بسوء حظه، فقد كان حبل المشنقة تالفا واستبدلوه بحبل آخر، وهذا يعني أنه تم شنقه مرتين.
إنشرها