Author

أبطال الصحة

|
بدأت في المملكة حملة ضخمة للتطعيم ضد فيروس كورونا. هذه الحملة ستصل إلى الجميع، وهي مخططة بشكل يعتمد على عناصر عديدة، من أهمها الانتشار في كل مناطق المملكة والتعامل مع الأكثر حاجة إلى هذه التطعيمات وتعجيل دورة الوصول للجميع.
لا تزال فئات تشكك في كفاءة وفائدة التطعيم ضد هذا المرض، ولعل وجود أجيال منه تقدم المدد لهذه التحذيرات. تذكرت هذه المحاولات وأنا أشاهد صورة التقطت قبل أكثر من 100 عام لطفلين، أحدهما تلقى التطعيم ضد مرض الجدري، والآخر كان مجتمعه يستخدم مفهوم المؤامرة لمحاربة الجديد المفيد في عالم الطب والوقاية. يعلم الجميع كم المعاناة التي عاشتها الجزيرة العربية في عقود سابقة بسبب عدم توافر التطعيمات ضد الجدري وغيره من الأمراض المعدية التي كانت تنتشر وتقطف معها الأرواح وتفقد الأسر أغلى ما تملك.
الغريب أن نظرية المؤامرة هذه لا تزال تجد رواجا اليوم، وقد يسهم في نشرها مثقفون وأكاديميون ليس من المتوقع أن يكونوا ضحايا أي دعاية أو تشكيك عفا عليه الدهر. ذلك أن هؤلاء القدوات يؤثرون في الفهم العام، كما أن الاستقبال الجمعي منهم يجعل عمليات التوعية والحماية صعبة، بل شبه مستحيلة في كثير من الحالات.
ها نحن نشاهد اليوم النجاح الكبير لعمليات التطعيم واقتناع أعداد متزايدة بالذهاب للحصول على الجرعة، لدرجة أن وقت الانتظار يستمر في الزيادة مع الوقت بتزايد أعداد المسجلين للحصول على الجرعة. على أنه من المهم أن نؤكد أن المملكة تقع - اليوم - بين أفضل الدول في تعاملها الفوري والسريع مع تداعيات الجائحة وما نتج عنها في كل العالم، وتتفاعل بسرعة مع كل مستجد كما حدث عندما ظهر الفيروس المتحور في أوروبا.
يبقى أن نتذكر أن أبطالنا الذين واجهوا هذه الجائحة وكانوا في الصفوف الأولى من أول يوم، قاموا بذلك وهم يؤمنون بدورهم الأساس في حماية المجتمع. نتذكر أبطالنا ونشكر حسهم وحماسهم في مواجهة الخطر لتبقى هذه المهنة الإنسانية أيقونة تذكر الجميع أن التراحم والتعاطف لا يكون للقريب فقط، إنما هو فرصة عظيمة لتوحيد المجتمع، ودور أساس ترمز له الجهود التي تبذلها الجهات الصحية في المملكة.
يستمر هؤلاء الأبطال في أدوارهم اليوم وغدا وبعد غد، فهم يقفون الساعات الطوال في غرف العمليات ويعملون في أوقات يبحث الآخرون فيها عن الراحة، لإيمانهم بدورهم الأساس في المجتمع الذي يحبهم ويحبونه.
إنشرها