Author

إعلانات المشاهير

|
تواجه الجهات المنظمة للسوق في المملكة تحديا كبيرا، وهو تحد عالمي في الوقت نفسه، فمع انتشار وسائل التواصل واندفاع الزبائن نحو الشراء عبر وسائط غير تقليدية، تبدأ التوجهات الخطيرة المتمثلة في التلاعب بالأسعار والمعلومات والحقائق لتصبح أكثر خطرا من أي وقت مضى.
بالأمس، قامت البلديات بحركة نشطة للسيطرة على المواقع التي تقع تحت تصرفها، ثم جاءت الصحة وفعلت الشيء نفسه، إلا أن الجميع لا يعلم ما المحفزات التي تقدمها المواقع التجارية أو الخدمية أو الصناعية، عندما يتعلق الأمر بالإعلانات التجارية في الإنترنت ووسائل التواصل التي يسهم مشاهيرها في إقناع المستفيد بصحة أو سلامة أو تفوق منتج معين.
كثير من هؤلاء المشاهير غير مختصين، وهم بذلك قد ينشرون رسائل مغلوطة دون علم أو انتباه منهم، ولعلنا نشاهد كم المقاطع الدعائية التي تحاصرنا في "السناب" و"اليوتيوب" وغيرها من المواقع، بسبب تقليد المتابعين لهؤلاء المشاهير. أقول قد يؤدي بعض المشاهير دورا خطيرا في تحقيق أهداف مرفوضة في المواقع التي يطلقون منها إعلاناتهم، وقد يصل الأمر إلى أخطار أمنية وصحية وهذا يستدعي تعاملا منطقيا مع ما يمكن أن يسيء لسلامة المجتمع والوطن.
كثير من المستهلكين يبلغون عن المخالفات عبر مواقع التواصل مع الجهات الرقابية ويقدمون معلومات مهمة عن التجاوزات التي يشاهدونها. هؤلاء تدفعهم الغيرة على الوطن أو المجتمع أو الحرص على عدم وقوع الآخرين ضحايا كما حدث معهم أو لمجرد الانتقام ممن خدعهم.
تصل المعلومة في - أغلب الأوقات - متأخرة، وهذا يعني أن عيون الرقيب وآذانه لا بد أن تكون أسرع من انتظار رد فعل الزبون الذي قد يأتي متأخرا.
إيجاد الوسائل الرقابية أمر مهم، والاستثمار فيها أساسي ومفيد ولا يمكن أن يقلل أحد من قيمته وأهميته، لكن الأكثر أهمية هو ضبط المشاهير خصوصا من هم بين أيدينا وإلزامهم بتراخيص معينة للإعلان التجاري الذي يحققون منه دخلا عاليا، بما يجعل وجود شعار الرقابة على كل إعلان وسيلة يسمح من خلالها للمشهور بالإعلان. يمكن أن تفرض الجهة الرقابية رسوما لتكون مصدرا لتمويل عمليات الرقابة للعملية، وتتناسب طرديا مع عدد متابعي كل شخص يقدم الإعلانات في مواقع التواصل. المهم هنا هو تكوين ثقة المستهلك بالجهة الرقابية ليصبح التصريح ضرورة حتى لمن يعلن من المشاهير الذي يعيشون خارج المملكة.
إنشرها