Author

جازان .. لؤلؤة في عقد سعودي

|
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يحاول فيها أعداء الوطن استغلال أي حدث يقع في السعودية لتمرير رسائلهم المقيتة، ونفث سمومهم ضد لحمتنا الوطنية التي لم ولن تتأثر - بإذن الله تعالى. هذا ديدنهم وما تخفيه صدورهم أكبر في جميع القضايا ومنها بلا شك ما يتعلق بالمنشآت النفطية وإمداداتها، متجاهلين احترافية أرامكو السعودية التي أبهرت العالم بتوجيه ومتابعة من وزارة الطاقة في التعامل مع أي طارئ يؤثر في الإمدادات النفطية ومنتجاتها. من تابع بحيادية كيف تم التعامل مع الهجوم الإرهابي الجبان على منشآت بقيق وخريص النفطية سيعي يقينا أن هذا الثناء ليس كلاما مرسلا، بل حقيقة على أرض الواقع لا يتجاهلها منصف. يوم الأربعاء الماضي بتاريخ 2 ديسمبر أعلنت أرامكو السعودية، حدوث عطل فني في إحدى المضخات في محطة توزيع المشتقات البترولية في منطقة جازان، ما أدى إلى نقص في بعض المشتقات البترولية في عدد من محطات بيع الوقود في المنطقة. وجه على الفور الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، للعمل مع أرامكو السعودية بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة لضمان تلبية الطلب على المشتقات البترولية في منطقة جازان. عملت فرق أرامكو الفنية على مدار الساعة لإصلاح العطل الفني، في أسرع وقت ممكن، وتوفير المشتقات البترولية التي تحتاج إليها منطقة جازان من المحطة بلا انقطاع، وعادت - بحمد الله - إمدادات المشتقات البترولية تدريجيا وفي زمن قياسي. ما سبق هو الحقيقة المجردة ومن مصادرها الرسمية، فما الحال في وسائل التواصل الاجتماعي وتعاطيها مع الخبر؟ المتأمل في وسائل التواصل الاجتماعي يجد تباينا في التفاعل مع هذا الحدث، ويمكن في رأيي تصنيف الطرح إلى ثلاثة أنواع. الأول: طرح مسموم ليس بجديد يقوده أعداء الوطن المتربصون لرسم صورة كاذبة عن منطقة جازان الحبيبة، وهذا محض افتراء، وهم يعلمون أنهم كاذبون، ويعلمون أننا نعلم أنهم كاذبون. الثاني: طرح لا يقل عن سابقه في أسلوبه، يهدف إلى إطلاق الشائعات والتشكيك في التصريحات الرسمية، وتصوير العطل الفني هجوما إرهابيا تحاول الجهات الرسمية التغطية عليه، هذا الطرح في الحقيقة تعدى مرحلة السذاجة، كأن الجهات الرسمية لم تعلن هجمات إرهابية وقعت في أوقات سابقة في مدينتي بقيق وجدة وغيرهما من مدن المملكة ومحافظاتها، الثالث: هو الطرح الذي يهمنا جميعا، وأعتقد أن من الضروري تسليط الضوء عليه، خصوصا إذا ما علمنا أنه طرح يحسب على أبناء الوطن صيغ بحسن نية، وتم تداوله بلا تمحيص ولا تدقيق. تلقف البعض مع الأسف إشاعة استهداف الحوثي لمحطة توزيع المشتقات البترولية في جازان من مصادر غير رسمية، وأسهموا في انتشارها، بل والتنديد بهذا الهجوم. وأسهم آخرون بحسن نية أيضا برسم صورة خاطئة أن محطات الوقود في منطقة جازان برمتها خارج نطاق العمل لعدم توافر الوقود نهائيا. أذكر نفسي وأذكركم أننا مسؤولون جميعا ديانة من أجل وطننا، فلا أسهل من أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، كي نحارب الشائعات ونقطع الطريق على الأعداء ومخططاتهم. السعودية كانت وستبقى - بإذن الله تعالى - عقدا نفيسا منتظما بـ 13 لؤلؤة تسر الناظرين، وضد أعداء الوطن والمتربصين به.
إنشرها