الطاقة- النفط

وزير الطاقة : اتفاقية أوبك+ الجديدة ناضجة وقادرون على إدارة الأزمة دون مقامرة أو مخاطرة

وزير الطاقة : اتفاقية أوبك+ الجديدة ناضجة وقادرون على إدارة الأزمة دون مقامرة أو مخاطرة


قرر الاجتماع الوزاري لدول "أوبك" وخارجها "أوبك +" في اجتماعه الـ12 العودة إلى زيادة الإمدادات النفطية في كانون الثاني (يناير) المقبل مع البدء بـ500 ألف برميل يوميا وعقد اجتماعات في أول كل شهر لتقييم وضع السوق في ظل أزمة الجائحة، كما جدد الثقة في الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة رئيسا للجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج.
وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المباحثات كانت ناجحة وفعالة، مشيرا إلى استمرار المشاورات بشكل شهري للتغلب على حالة عدم اليقين في الأسواق وهو تقليد متبع في عديد من المؤسسات مثل البنوك المركزية.
وقال وزير الطاقة في مؤتمر صحافي على هامش ختام أعمال المؤتمر الوزاري الـ12 لتحالف "أوبك +" الذي عقد افتراضيا أمس وسبقه الاجتماع الوزاري لمؤتمر "أوبك" الوزاري رقم 180، إن "الخلاف بين المنتجين مجرد شائعات وأنا شخص دقيق في التعبير عن الموقف، والجميع يركز حاليا على متطلبات السوق بشكل متميز".
وأوضح أن "الاتفاقية الجديدة ناضجة ومسؤولة وكل الأطراف تتحمل مسؤولياتها لنر النور في نهاية النفق بفضل التوافق والاجماع في كل التحركات"، مضيفا "نحن نتمتع بالمرونة الشديدة لإدارة الأزمة بدقة ودون مقامرة أو مخاطرة على الأسواق".
وأشار إلى تطرق المؤتمر للإغلاق والموجة الثانية وتأثيرها في الطلب، مضيفا أن "الأمر يتطلب مزيدا من الحذر والوعي من المنتجين ولدينا أمل كبير في تجاوز أمريكا وأوروبا هذه الجائحة قريبا".
ولفت إلى أن "الوباء مأساة إنسانية ونأمل أن تكون هذه الموجة قصيرة، وأن تنجح اللقاحات وتنتشر وتوزع على الجميع وتسهم في سرعة التعافي".
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، "نرى عديدا من اللقاحات الجاهزة وننتظر أن نرى مدى إقبال الأشخاص على أخذ اللقاح"، متوقعا أن تشهد الأشهر المقبلة نجاح اللقاحات وتوفير الشفاء والأمان لقطاع كبير من سكان العالم.
وتابع "لم نشهد مثل هذه الأزمة من قبل ولذا يجب أن نتريث في التعامل مع التطورات، موضحا أنه لا يستطيع التنبؤ بالمدى الزمني ومدى استجابة الناس للقاحات.
واستطرد "سنستمر في مراقبة التعويضات الإنتاجية في الشهور الأربعة المقبلة للدول المنتجة المتعهدة بها، مشيرا إلى أن ليبيا لها وضع خاص بسبب الظروف التي مرت بها ومع الأخذ في الاعتبار الجوانب الإنسانية ولمساعدتها على التنمية الاقتصادية واستعادة البنية الأساسية وسنظل نتابع تطورات إنتاجها في الشهور المقبلة.
ولفت إلى أن الجميع يتفهم جيدا لطبيعة السوق غير المستقرة في الشهور الثلاثة المقبلة وسنتابع ونحكم في التوقيت الصحيح لمنع حدوث التقلبات السعرية والتشجيع على مزيد من المطابقة، مبينا أن التعويضات تسير بشكل جيد والعراق وأنجولا أسهما بالفعل في إجراء تلك التعويضات ويتمتعان بمسؤولية والتزام جيد مع ضرورة تعميق الحوار مع كل الأطراف.
وأضاف الأمير "ننظم أنفسنا بشكل جيد وقد أعطتنا الإمارات تطمينات جيدة حول التزامها بمستويات الإنتاج وستقوم اللجنة الوزارية بتقييم الموقف بشكل أكثر عمقا، لافتا إلى أن السوق النفطية في وضع جيد للغاية وأفضل من أسواق أخرى.
من جانبه، قال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة نائب رئيس الوزراء الروسي إن اجتماعات "أوبك +" كانت ناجحة ومفيدة، موجها الشكر إلى الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي ومحمد باركيندو الأمين العام للمنظمة.
وأضاف نوفاك أن جميع المنتجين أكدوا التزامهم بمواصلة التعاون، كما أن تأجيل الزيادات الواسعة جاء انتظارا لمتابعة تطورات السوق وستكون الزيادة تدريجية، حيث ستصبح التخفيضات 7.2 مليون برميل يوميا بدلا من 7.7 مليون برميل يوميا بزيادة 500 ألف برميل يوميا.
وذكر نوفاك أن القرارات ستتعدل شهريا وفقا لتطورات وضع الطلب سواء إيجابيا أو سلبيا، لافتا إلى المرونة في تعديل مستويات الإنتاج مع بداية العام الجديد والاستمرار في إجراء التعويضات الإنتاجية المتفق عليها سابقا من قبل المنتجين.
وأشار نوفاك إلى أن المفاوضات كانت صعبة لوجود اعتبارات عديدة ولتحقيق التوازن وضمان المرونة وتحقيق الاستقرار في السوق في ظل التحديات الراهنة الواسعة، مضيفا أنه سيزور السعودية في منتصف كانون الثاني (يناير) لتبادل وجهات النظر والتشاور حول تأثيرات الجائحة.
وأوضح نوفاك أنه من الصعب تغيير مستوى الإنتاج الروسي في فصل الشتاء، لكن سيتم العمل على سرعة الوفاء بجميع الالتزامات تجاه التعاون مع "أوبك" بالتنسيق مع الشركات الروسية، موضحا أن نسبة المطابقة الروسية مرتفعة بشكل مستمر في الشهور الأخيرة وهو ما رصدته لجنة المراقبة الوزارية.
وذكر نوفاك "تناقشنا حول كل المؤثرات في السوق في الفترة الماضية واتفقنا على الحاجة لدعم الاستقرار دون الأضرار بالسوق وستوفر لنا المتابعة الشهرية رؤية أكثر وضوحا لتطورات وضع السوق في ظل التحديات الراهنة".
وأضاف "نعرف جيدا أن إعلان التعاون قرر إضافة نحو مليوني برميل يوميا في كانون الثاني (يناير)، لكننا اتخذنا القرار الصائب بما لا يضر باستقرار السوق، مشيرا إلى أن التعافي الكامل مرتبط بوضع الجائحة ومدى إمكانية السيطرة عليها ومن ثم العودة إلى الوضع الطبيعي.
إلى ذلك، أكد البيان الختامي لاجتماعات "أوبك +" على المستوى الوزاري للدورة الـ12 مجددا على استمرار التزام الدول المنتجة المشاركة في إعلان التعاون بإقامة سوق مستقرة ودعم المصالح المشتركة للدول المنتجة والإمداد الفعال والاقتصادي والآمن للمستهلكين والعائد العادل على رأس المال المستثمر.
وأوضح البيان أن جميع الدول الأعضاء في إعلان التعاون رحبوا خلال الاجتماع بالأداء الإيجابي في مستويات المطابقة الإجمالية لتعديلات الإنتاج منذ اجتماعه الأخير في حزيران (يونيو) والاستجابة البناءة من عديد من الدول لآلية التعويض في استيعاب أحجامها ذات الأداء الضعيف على النحو المتفق عليه في الاجتماعات الوزارية في حزيران (يونيو) وتم تعديلها لاحقا في أيلول (سبتمبر) 2020.
وبحسب البيان، فأكد الاجتماع أنه من الضروري أن يظل الأعضاء في إعلان التعاون وجميع المنتجين الرئيسين ملتزمين تماما بالجهود التي تهدف إلى تحقيق التوازن والاستقرار في السوق.
وأشار البيان إلى أن عمليات الإغلاق المتجددة بسبب إجراءات احتواء فيروس كورونا الأكثر صرامة لا تزال تؤثر في الاقتصاد العالمي وعلى تعافي الطلب على النفط مع حالة عدم اليقين السائدة خلال أشهر الشتاء.
وفي ضوء الأساسيات الحالية لسوق النفط والتوقعات لعام 2021 وافق الاجتماع على إعادة تأكيد الالتزام الحالي بموجب قرار إعلان التعاون اعتبارا من 12 نيسان (أبريل) 2020 ثم تم تعديله في حزيران (يونيو) وأيلول (سبتمبر) 2020، للعودة تدريجيا بمقدار مليوني برميل يوميا مع الأخذ في الحسبان ظروف السوق.
واضاف البيان أنه اعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2021 قررت الدول الأعضاء في "أوبك +" تعديل الإنتاج طوعيا بمقدار 0.5 مليون برميل يوميا من 7.7 مليون برميل في اليوم إلى 7.2 مليون برميل يوميا.
وأشار إلى أن دول "أوبك +" وافقت على عقد اجتماعات وزارية شهرية لمنظمة "أوبك" وخارجها اعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2021 لتقييم ظروف السوق واتخاذ قرار بشأن تعديلات الإنتاج الإضافية للشهر التالي، مع تعديلات شهرية أخرى لا تزيد على 0.5 مليون برميل يوميا.
كما وافق الاجتماع على تمديد فترة التعويض المحددة للمنتجين في الاجتماع السابق التي تم تعديلها لاحقا في أيلول (سبتمبر) 2020 للفترة من كانون الثاني (يناير) حتى نهاية آذار (مارس) 2021 لضمان التعويض الكامل عن الإنتاج الزائد من جميع الدول في "أوبك +".
وحث البيان الدول الأعضاء في منظمة أوبك وخارجها وزير الطاقة السعودي على مواصلة دوره كرئيس للاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك وخارجها، موضحا أن مثابرته وجهوده غير العادية حظت بتقدير كبير من قبل جميع الدول الأعضاء وساعدت في مكافحة آثار جائحة كورونا وفي استقرار سوق النفط من خلال التنفيذ الناجح لأهداف "أوبك +".
وأشار البيان إلى قبول الأمير عبدالعزيز بن سلمان عرض الاستمرار في دوره كرئيس للاجتماع وتعهد بالسعي بقوة إلى تحقيق الاستقرار المستدام في سوق النفط الذي يرغب فيه المنتجون والمستهلكون على حد سواء.
كما أعرب الاجتماع عن عميق تقديره وامتنانه لألكسندر نوفاك نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي، لقيادته المثالية كرئيس مشارك للجنة الوزارية، كما طلب منه الاجتماع الاستمرار في هذا المنصب وشكره على جهوده الدؤوبة ودعمه القوي لإدارة تقييم الامتثال خلال هذه الأوقات الصعبة للغاية.
كما أشار الاجتماع إلى الذكرى السنوية الرابعة لتوقيع إعلان التعاون وأثنى على الدول الأعضاء لالتزامها المستمر بالمبادئ التي تقوم عليها شراكة "أوبك +".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط