FINANCIAL TIMES

محبوسون ومحاصرون .. معضلة الجامعات حين تتحول إلى شركات

محبوسون ومحاصرون .. معضلة الجامعات حين تتحول إلى شركات

مدخل جامعة مانشستر في يوم شهد تخريج دفعة من طلاب الجامعة.

محبوسون ومحاصرون .. معضلة الجامعات حين تتحول إلى شركات

يوم مشمس في حرم جامعة مانشستر.

في الشهرين الماضيين منذ وصولها إلى جامعة مانشستر، لم تجد هانا فيرجو نفسها بالقرب من قاعة المحاضرات، أو القاعة الرياضية، أو حانة الطلاب. بل تحتل بناية عالية فارغة.
منذ نحو من أسبوعين، تسللت هذه الشابة البالغة من العمر 18 عاما مع تسعة طلاب آخرين إلى برج أوينز بارك، في وسط حرم فالوفيلد في مانشستر، وتحصنوا بالداخل للاحتجاج على تعامل الجامعة مع العملية التعليمية خلال هذا الوباء.
على الرغم من أزمة فيروس كورونا، تم تشجيع الطلاب على بدء مقرراتهم الدراسية في جامعات المملكة المتحدة على وعد بالحصول على تجربة جامعية، لكن كثيرين يقولون إنهم تم التخلي عنهم دون أي شيء يذكر من باب الدعم المالي أو دعم الصحة العقلية، وتم حبسهم مع غرباء في الوقت الذي أخذ فيه كوفيد - 19 يخترق أماكن الإقامة الجامعية، واضطروا لدفع رسوم دراسية سنوية 9250 جنيها مقابل الدروس على زووم.
تقول فيرجو: "نقلونا إلى هنا تحت ذرائع كاذبة. في الأساس، هم كذبوا علينا حتى ندفع الرسوم".
مع استمرار الجامعات في التدريس خلال الموجة الثانية من الفيروس، والإغلاق الوطني الثاني، يبدو أن الآلاف من طلاب المملكة المتحدة توصلوا إلى النتيجة نفسها. يتجه بعضهم إلى الرد بشكل مباشر. في الجامعات من جلاسجو إلى بريستول، دخل المئات في إضراب عن دفع الإيجار، واستمر الاحتلال في أوينز بارك على الرغم من عرض الجامعة التنازل عن الإيجار.
بعد عقد من احتجاجات الطلاب ضد زيادة الرسوم الدراسية ثلاث مرات، كشف الوباء عن تصدعات عميقة في أنموذج التعليم العالي في المملكة المتحدة. فلكونه يعتمد على رسوم الطلاب، مع قليل من المساعدة الإضافية من الحكومة، يقول النقاد إن الجامعات كانت مدفوعة بالضرورات المالية لإعادة الطلاب إلى الحرم الجامعي. ويرون أن القرار عادي في نظام تحركه السوق الجامعات فيه شركات، وبالتالي ملزمة بأن تنظر إلى الطلاب على أنهم مستهلكون يدفعون الرسوم، مع إعطاء الأولوية لتوليد الدخل على التدريس والبحث والرعاية الاجتماعية.
في العقدين الماضيين، تغيرت طبيعة التمويل الجامعي. يعتمد قطاع التعليم العالي في المملكة المتحدة الآن على رسوم الطلاب للحصول على نصف دخله السنوي البالغ 40 مليار جنيه. أصبحت الجامعات تتصرف مثل ملاك العقارات ومديري الفعاليات ومتعهدي تقديم الطعام في محاولة لتأمين مواردها المالية وتوسيع التمويل، حيث يقدم الطلاب مساهمة كبيرة في النشاط الاقتصادي لكثير من البلدات والمدن البريطانية.
على الرغم من أن كثيرا من الجامعات لديها احتياطيات كبيرة وتحتفظ بفوائض جيدة، إلا أن هذا جعلها عرضة للخطر عندما ضرب الوباء. في تموز (يوليو)، أفاد معهد الدراسات المالية، وهو مؤسسة فكرية مؤثرة، أن الخسائر على مستوى القطاع قد تصل إلى نحو نصف إجمالي الدخل السنوي – ما يصل إلى 19 مليار جنيه. وحذر من أن بعض الجامعات التي لديها موارد مالية غير مستقرة من قبل يمكن أن تدفع نحو الإفلاس.
في غضون أسابيع من بداية الفصل الدراسي، فرضت على آلاف الطلاب العزلة الذاتية، بما في ذلك 1700 طالب في مبنيين سكنيين في مانشستر متروبوليتان، ثاني جامعة في المدينة الإنجليزية. بحلول منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، كانت معدلات الإصابات في المناطق الجامعية في إنجلترا 701 لكل 100 ألف شخص، مقارنة بـ 141 في المناطق التي بها عدد أقل من الطلاب، على الرغم من انخفاض الحالات منذ ذلك الحين.
تقول فيكي بليك، رئيسة اتحاد الكليات الجامعية، الذي يمثل أكثر من 120 ألف أكاديمي وموظف دعم: "إذا كنت طالبا، فقد تم تسويق فكرة أنه ستكون لديك هذه التجربة المعدلة قليلا. لم يكن ذلك ممكنا أبدا. الآن تم عزل الطلاب، وحبسهم، ويدفعون رسوما دراسية عالية، وجعلوا يشعرون بأنهم أسلحة بيولوجية".

هجمة مباغتة

في ظهيرة الأيام العادية في تشرين الثاني (نوفمبر) يكون حرم أكسفورد رود عند جامعة مانشستر، على حافة وسط المدينة، مكتظا بجزء كبير من طلابها البالغ عددهم 40 ألفا. في الأسبوع الماضي، تجولت حفنة قليلة فقط حول المكتبات وقاعات المحاضرات.
خلال الصيف، وعدت رسائل بريد إلكتروني من الجامعة بأن هيئة التدريس تعمل لضمان حصول الطلاب على تجربة جامعية عادية قدر الإمكان. لكن بعد أسابيع قليلة من الفصل الدراسي، كان الإغلاق في جميع أنحاء مانشستر الكبرى يعني إلغاء أغلبية التدريس وجها لوجه. الآن يمكن للطلاب حجز عدد محدود من المساحات في المكتبات أو غرف الكمبيوتر، لكن المرافق مثل الحانات وصالات الألعاب الرياضية مغلقة ولا يسمح إلا بالأعمال العملية الأساسية، مثلا في العلوم أو الطب.
تقول ستيلا، طالبة فنون في العام الأول رفضت الكشف عن اسم عائلتها: "ما كان ينبغي أن يطلب منا المجيء إلى هنا". على الرغم من تعاطفها مع محاضريها الذين تقول إنهم عملوا بجد لتقديم دروس عبر الإنترنت، إلا أنها غاضبة مما تصفه بسوء الإدارة والرسائل المربكة وتوفير الرعاية الاجتماعية غير المنتظم من الجامعة. تقول: "ليست لديهم خطة. كل شيء غير واضح للغاية ويتم توصيله بشكل سيئ".
عندما اضطرت ستيلا وزملاؤها في السكن إلى عزل أنفسهم بعد أن ثبتت إصابة أحدهم، وصل طرد رعاية من الجامعة قبل ثلاثة أيام فقط من نهاية الحجر الصحي البالغ 14 يوما. كان الطرد محشوا بالطعام الذي اقترب تاريخ انتهاء صلاحيته، وكان لا بد من التخلص منه. أثبتت خدمات الصحة العقلية التي وعدت بها الجامعة صعوبة الوصول إليها، كما تقول، بما لديها من قوائم انتظار طويلة.
نانسي روثويل، نائبة رئيس جامعة مانشستر، تقول إن الجامعة ظنت أنها مستعدة تماما لمواجهة الوباء، حيث أنفقت "الملايين حرفيا" على توفير الصحة العقلية واستثمرت بكثافة في موارد التدريس عبر الإنترنت. لكنها تعترف بأنها "بوغتت" بانتشار وحجم الفيروس، الذي زاد بسرعة من عدد قليل من الحالات إلى أكثر من 200 من طلاب الجامعة في اليوم التالي لبدء الفصل الدراسي. لكن بينما تقول إنها "متعاطفة مع" الطلاب الذين يعانون، فإنها تظل واثقة بأن إعادة الطلاب إلى الجامعة كان هو القرار الصائب.
من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان عدد كبير من الطلاب قد تسربوا خلال الفصل الدراسي الأول، إلا أن استطلاعا أجرته الشهر الماضي منظمة أوبينيوم وشركة "يونايت للطلاب" التي توفر سكن الطلاب، يؤيد موقف نائبة رئيس الجامعة. وجد الاستبيان أن 93 في المائة من الطلاب يرغبون في البقاء في الجامعة وأن 82 في المائة سعداء لانتقالهم إلى سكن الطلاب.
تقول الليدي نانسي: "إنه موقف صعب للغاية، ونحن نبذل قصارى جهدنا. الأغلبية العظمى من الطلاب اختاروا المجيء، وفي تجربتنا حتى الآن، يغادر عدد قليل جدا منهم – لا يندم معظم الطلاب على الذهاب إلى الجامعة".

فقدان الثقة

خلال الموجة الأولى من الوباء، عندما تم التخلي عن التدريس وجها لوجه، كثير من الجامعات كانت تخشى ألا يعود الطلاب. عندما نشر معهد الدراسات المالية توقعاته في تموز (يوليو)، أوضح أن معظم الجامعات لديها موارد مالية صحية كافية للنجاة من الجيشان. لكنه حذر من خسائر تصل إلى 4.3 مليار جنيه من انخفاض أعداد الطلاب الأجانب، وما يصل إلى 7.6 مليار جنيه من العجز في خطط المعاشات التقاعدية، فضلا عن انخفاض تدفقات دخل المؤتمرات والتموين وإقامة الطلاب التي أصبحت الآن أجزاء بالغة الأهمية من تمويل الجامعات.
على الرغم من المطالبات بحزمة إنقاذ بقيمة ملياري جنيه، لم تقدم الحكومة سوى دعم مالي محدود للجامعات المتعثرة. وحتى ذلك الدعم تم تقديمه على أساس "حزمة إعادة الهيكلة" التي فرضت شروطا صارمة على الجامعات. عد عدد من نواب رؤساء الجامعات أن هذه الخطوة من أعراض العداء للتعليم العالي: في تموز (يوليو)، ألغى وزير التعليم جافين ويليامسون هدف حكومة توني بلير في 1999 المتمثل في إدخال 50 في المائة من الشباب في التعليم العالي، قائلا إنه "ليس دائما ما يحتاج إليه الفرد والأمة".
يقول ستيفن جونز، أستاذ التعليم العالي في جامعة مانشستر، إن هذا الضعف المالي والاندفاع لإعادة الطلاب كانا يعتمدان جزئيا على حقيقة أن جامعات المملكة المتحدة تعمل بشكل أشبه بالشركات، وتتنافس على جذب الطلاب الذين تعتمد عليهم من أجل دخلها.
على الرغم من الاحتجاجات واسعة النطاق، غيرت الحكومة في 2012 كيفية تمويل التعليم العالي في إنجلترا. زادت رسوم الطلاب البريطانيين إلى تسعة آلاف جنيه، معظمها في شكل قروض حكومية يسددها الطلاب بمرور الوقت. وفي وقت لاحق تم إلغاء سقف خاص بالتوظيف، ما بشر بمزيد من النمو في قطاع التعليم العالي، كما بشر بتسارع في السعي إلى جذب الطلاب.
منذ ذلك الحين، زاد إجمالي التمويل للتعليم العالي لكل طالب 25 في المائة، وفقا لمعهد الدراسات المالية، وارتفع عدد المسجلين في الدرجات الجامعية الأولى 10 في المائة تقريبا، إلى 541 ألف طالب في 2019.
لكنه حول أيضا مصدر التمويل من الدولة إلى الفرد. منذ 2012، زاد دخل الرسوم المحلية للتعليم العالي للطلاب البريطانيين أربعة أضعاف تقريبا، من 2.6 مليار جنيه إلى 10.1 مليار جنيه. في الوقت نفسه، انخفض الدعم الحكومي المباشر للتدريس 76 في المائة بالقيمة الحقيقية.
في 2017، وهو العام الذي تتوافر فيه أحدث مقارنات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كان 79 في المائة من الإنفاق على التعليم العالي في المملكة المتحدة من مصادر خاصة، و21 في المائة من الخزانة العامة. لكن التصنيف الخاص لمنظمة التعاون يشمل تمويل القروض – الذي لن يسدد الطلاب أبدا قسما كبيرا منه – لذلك من المحتمل أن يقلل من قيمة مبالغ الإنفاق العام النهائية في التعليم العالي في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فإن الأرقام تضعها على خلاف مع معظم أوروبا: في ألمانيا، يتم تمويل 85 في المائة من تمويل التعليم العالي من القطاع العام، وفي فرنسا 79 في المائة.
مع تبني جامعات المملكة المتحدة لأجندة السوق، وانتقالها على مدى عقدين من كونها معفاة من الرسوم إلى كونها من بين أغلى الجامعات في العالم، فإن عقدها مع الطلاب "تغير بشكل جذري"، كما يقول البروفيسور جونز. خلال كوفيد - 19، عندما فشلت الحكومة في تقديم خطة إنقاذ معقولة للجامعات، اتسعت الصدوع في الأنموذج.
نحو 96 في المائة من الدعم الحكومي المقدم للجامعات هو الآن في شكل قروض، وفقا لمعهد الدراسات المالية، سيتم سداد الكثير منها في النهاية من قبل الطلاب. لكن يقول جاك بريتون، المدير المساعد في المعهد، إن هذا التحول لم يجعل الجامعات بالضرورة أكثر عرضة للخطر، على اعتبار أنه تم احتساب تمويل المنح في العقود السابقة أيضا وفقا لأعداد الطلاب.
يقول البروفيسور جونز: "لا تزال معظم الجامعات تريد أن تفعل ما هو مناسب لطلابها، لكن في بيئة تنافسية، يتعين عليها أيضا حماية حصتها في السوق والدخل الذي يأتي معها. هناك الآن ارتياب لا تراه في الدول التي تكون فيها الجامعات جزءا من القطاع العام. لقد فقدنا الثقة".
في مانشستر، ظهر هذا الانفصال على شكل أحداث خطيرة ومأساوية في بعض الأحيان، أشعلت التوترات بين إدارة الجامعة وطلاب الشهادات الجامعية الأولى.
في أوائل تشرين الأول (أكتوبر)، عثر على فين كيتسون، وهو طالب في العام الأول يعيش في قاعات سكن فالوفيلد، ميتا في غرفته بعد معاناته من القلق. فتح تحقيق في تشرين الثاني (نوفمبر).
والده الحزين، مايكل، وهو أكاديمي في جامعة كامبريدج، اعترض على تقرير مفاده أن وفاة المراهق لم تكن مرتبطة بكوفيد - 19، وكتب تغريدة قال فيها: "إذا قمت بحبس الشباب بسبب كوفيد - 19 مع قليل من الدعم، عندها ينبغي أن تتوقع أنه يعاني قلقا شديدا". بشكل منفصل، وجدت منظمة مايند Mind الخيرية للصحة العقلية أن 73 في المائة من الطلاب أفادوا أن صحتهم العقلية تدهورت أثناء الإغلاق.
في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر)، استيقظ طلاب العام الأول الذين يعيشون في قاعات السكن نفسها ليكتشفوا أنه تم نصب سياج معدني طويل حول محيط الموقع. قالت الجامعة إن الهدف من السياج هو حماية الطلاب من المتعدين على الممتلكات، لكن الطلاب الجامعيين قالوا إنهم شعروا بأنهم داخل "سجن" وهدموا السياج.
وما يزيد من الشعور بعدم الثقة أنه بعد أسبوع من ذلك كان زاك آدان، وهو طالب أسود في العام الأول، يسير عائدا إلى غرفته في الحرم الجامعي عندما أوقفه حراس الأمن، ودفعوه نحو الجدار واتهموه، بحسب شهادته، بأنه "يشبه تاجر مخدرات". بعد انتشار مقطع فيديو للحادث على الإنترنت، اضطرت الجامعة إلى فتح تحقيق. بالنسبة لمارسيل ماب، وهي طالبة في العام الثالث في إدارة الكوارث، فإن التنميط العنصري المزعوم لآدان كان شخصيا. تقول: "عندما شاهدت مقطع الفيديو الخاص بزاك، غادرت الغرفة وبدأت أبكي. أن آتي إلى الجامعة التي من المفترض أن أشعر فيها بالأمان ثم أرى شخصا يشبهني يرتطم بجدار – لقد أثر ذلك في حقا".
تردد صدى قلق الطلاب من قبل بعض الأكاديميين في مانشستر. قال نحو خمسة أو ستة محاضرين تحدثوا إلى "فاينانشيال تايمز" إن الوباء أدى إلى تفاقم الشعور بالتهميش. تقول إحدى الأكاديميات عن تجربتها: "هناك مجموعة صغيرة جدا من الأشخاص الذين يتخذون قرارات بشأن التعليم وليسوا معلمين".
اتحاد الكليات الجامعية يجادل منذ بداية الوباء بأن التدريس عبر الإنترنت ينبغي أن يكون هو الوضع الذي من المفترض أن تضمن فيه الجامعات السلامة، وتسهيل التدريس الأساسي وجها لوجه، وتخفيف عبء العمل. بدلا من ذلك، يقول الأكاديميون إن كثيرا من الجامعات بالغت في وعودها بشأن ما يمكن أن يتوقعه الطلاب، ثم انقلبت على احتياجات هيئة التدريس للتحضير للتعليم المباشر وجها لوجه عبر الإنترنت، ما جعل الأساتذة "يتخبطون" في التحضير للدروس.

رسالة خاطئة

تقدر فيليبا براوننج، أستاذة الفيزياء ونائبة الرئيس المشاركة لفرع اتحاد الكليات الجامعية في مانشستر، أن أعضاء هيئة التدريس سيحتاجون إلى العمل نحو 20-30 ساعة إضافية في الأسبوع لتحويل سلسلة محاضرات لتكون جاهزة لكي تلقى عبر الإنترنت. ويقول أكاديميون آخرون إن التخطيط لعمل يجمع بين التدريس عبر الإنترنت والتدريس وجها لوجه يتطلب ما يصل إلى ستة أضعاف عبء العمل.
تعتقد البروفيسورة براوننج أنه "تم ارتكاب خطأ" عندما أرسلت الجامعة رسالة إلكترونية إلى الطلاب لتشجيعهم على العودة. تقول: "كانت كل جامعة تخشى خسارة الطلاب، وكانت الفكرة هي تقديم التدريس وجها لوجه حتى لا يترك الطلاب الدراسة. أي شخص لديه ذرة من عقل يعلم أن ذلك غير ممكن – كنا بالفعل في حالة إغلاق".
في مانشستر، مجموعة ناشطة جديدة اسمها "حركة الطلاب من أجل استجابة عادلة ومستنيرة" Safer – تضغط من أجل خفض الرسوم إلى 6162 جنيها، وهو الرسم الذي تفرضه الجامعة المفتوحة، وهي مؤسسة للتعليم عن بعد.
أشار "مكتب الطلاب"، وهو الجهاز التنظيمي للتعليم العالي، إلى أنه ينبغي للجامعات النظر في مطالبات الاسترداد الجزئي، التي ستتم متابعتها من خلال مكتب القاضي المستقل.
لكن كما يقول جافان كونلون، وهو باحث تربوي في شركة الاستشارات، لندن إيكنوميكس London Economics، الجامعات تصرفت "بشكل عقلاني تماما"، نظرا لأهمية الرسوم الدراسية، وأدلت بتصريحات حول ما يمكن أن يتوقعه الطلاب "بحسن نية" في سياق استجابة حكومة المملكة المتحدة "الفوضوية" للوباء.
ويقدر أنه حتى استرداد ألف جنيه لكل طالب لمرة واحدة، سيدفع المؤسسات إلى العجز. يقول: "هذا يدمرها".
من شأن هذا أن يكلف جامعة مانشستر نحو 40 مليون جنيه. مع دخل سنوي 1.1 مليار جنيه، تعترف الليدي نانسي أن الجامعة "قلقة" بشأن عواقب الوباء على مواردها المالية. تقول إن الخسائر في تدفقات الدخل الأخرى مثل الأحداث وتجارة التجزئة داخل الحرم الجامعي اصطدمت مع زيادة تكاليف التدريس عبر الإنترنت وسلامة الحرم الجامعي.
بليك، من اتحاد الكليات الجامعية، تقر بنقاط الضعف المالية للجامعات. لكنها تقول إن المديرين بحاجة إلى أن ينظروا إلى ما وراء تلك المخاطر للعمل عن كثب مع الموظفين والطلاب إذا أرادوا التغلب عليها. تضيف: "الجامعات فشلت لأنها لم تنخرط مع الطلاب وهيئة التدريس".
بحسب لاريسا كينيدي، رئيسة الاتحاد الوطني للطلاب، الغضب الذي أثاره الوباء والأضرار التي لحقت بالعلاقات بين الطلاب والجامعات لن تنسى.
تقول: "الطلاب يحتجون بشدة ليس فقط على ما يحدث الآن، بل على الهيكل المالي الكامل لتمويل التعليم العالي في المملكة المتحدة. نحن بحاجة إلى استراتيجية جديدة، والتفكير في الشكل الذي سيكون عليه التعليم الممول بالكامل. لا يمكننا قبول استمرار هذا النظام".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES