الطاقة- النفط

النفط يسجل أعلى مستوى في 8 أشهر .. تفاؤل بانتعاش الطلب بعد لقاحات كورونا

النفط يسجل أعلى مستوى في 8 أشهر .. تفاؤل بانتعاش الطلب بعد لقاحات كورونا

أنظار أسواق الطاقة تتركز حاليا صوب اجتماعي أوبك وحلفائها لمناقشة سياسة الإنتاج.

واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية المتسعة وسجلت أعلى مستوى في ثمانية أشهر بفعل التفاؤل الواسع باللقاحات الجديدة ضد فيروس كورونا التي أثبتت فاعلية ونجاحا واسعا، وتستعد للطرح التجاري في مختلف دول العالم.
وقد أسهم في دعم الارتفاعات السعرية اقتراب موعد اجتماع وزراء "أوبك" الإثنين المقبل، ويعقبه الثلاثاء الاجتماع الوزاري لدول "أوبك+" لتقييم وضع السوق في ضوء آمال انتعاش الطلب الجديدة عقب النجاح الأولي للقاحات كورونا المرتقبة، ويذهب أغلب التوقعات إلى تمديد الوزراء تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 7.7 مليون برميل يوميا للعام المقبل ولحين تعافي الطلب بشكل كامل.
ويجيء ذلك في الوقت الذي ما زالت فيه أعداد الإصابات الجديدة في ارتفاع مستمر خاصة في أوروبا وأمريكا مع توقع حدوث موجة ثالثة من الوباء بالتزامن مع احتفالات الأعياد والعام الجديد، وفاقم من تأثير العوامل السلبية ارتفاع مستوى المخزونات النفطية، لكن السوق تجاهلت هذه العوامل بسبب آمال اللقاح الأكثر تأثيرا.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن "تسجيل النفط أعلى مستوى له منذ مارس الماضي كان متوقعا بعد الأنباء الإيجابية عن اللقاحات التي أدت إلى تزايد التفاؤل بأن اللقاحات المرتقبة ستؤدي إلى انتعاش سريع في الطلب العالمي على الطاقة في العام المقبل".
وأوضح المختصون أن إيجابيات السوق حاليا انعكست على الفور على ارتفاع العقود الآجلة وتسجيل قفزة هائلة في الطلب للأسواق الآسيوية خاصة مع رصد موجة من المناقصات من شركات التكرير الصينية والهندية التي تسعى إلى الحصول على النفط الخام لشهر يناير المقبل، لافتين إلى أن انتعاش الطلب على النفط في عام 2021 أصبح أمرا متوقعا بشكل كبير.
وفي هذا الإطار، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا "إن اللقاحات الجديدة الموثوقة هي تطور إيجابي كبير كانت تتطلع إليه الأسواق منذ شهور عديدة في ظل تسجيل الطلب مستويات تاريخية من الضعف والتردي"، مشيرا إلى أن الصورة تبدلت كليا حاليا في الأسواق، وهناك توقعات مستقبلية للنفط إيجابية للغاية على المدى الطويل.
وأوضح أن أسعار النفط الخام كسبت أكثر من 25 في المائة، خلال الشهر الجاري بسبب انتعاش آفاق السوق وتبدل معنويات التجار والمستثمرين، لافتا إلى أن تقارير لبنك "أوف أمريكا" الدولي ترجح احتمالية أن يصل سعر خام برنت إلى 60 دولارا للبرميل بحلول صيف عام 2021.
من جانبه، يقول أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة، "إن أنظار السوق تتركز حاليا صوب اجتماعي "أوبك" وحلفائها يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين لمناقشة سياسة الإنتاج والتوافق على مستوى خفض الإنتاج في بداية العام المقبل"، مشيرا إلى أن جميع الإشارات الصادرة عن كبار المنتجين تفيد بأن خطوة "أوبك+" ستكون داعمة لاستعادة توازن السوق، وبما يعزز استمرار مسيرة المكاسب السعرية الراهنة.
وذكر أن التفاؤل المحيط بالإعلان عن لقاحات كورونا الجديدة دفع الأسواق إلى التطلع للعودة إلى نوع من الحياة الطبيعية في عام 2021، مشيرا إلى أن "أوبك+" من المتوقع أن تتعامل مع تطورات السوق بحذر شديد ولن تتسرع في العودة إلى زيادة الإمدادات النفطية للأسواق إلا عندما تتأكد بشكل كاف من تعافي الطلب بشكل مستدام.
ويرى ديفيد لديسما المحلل في شركة ساوث كورت الدولية أن أسعار العقود الآجلة للنفط حققت مكاسب جيدة وهو ما يعزز الحوافر لمنتجي النفط الخام للاستمرار في سياسات تقييد الإنتاج للفترة المقبلة خاصة أن "أوبك+" لديها بالفعل خطة زمنية لتخفيضات الإنتاج تمتد حتى أبريل من عام 2022.
ولفت إلى أن وضع السوق حاليا ما زال تحت ضغوط الإصابات الجديدة الواسعة في مختلف دول العالم وأوروبا وزاد من أعباء السوق إعلان معهد البترول الأمريكي زيادة قدرها 3.8 مليون برميل في مستوى مخزونات الخام الأمريكية وذلك للأسبوع الثالث على التوالي، لكن العوامل الإيجابية أصبحت لها اليد العليا حاليا في السوق خاصة مع ارتفاع الطلب من المشترين الآسيويين وتزايد التفاؤل بشأن لقاحات كورونا الناجحة.
بدورها، تقول نينا أنيجوبجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي الدولي "إن أساسيات سوق النفط أصبحت في وضع أفضل وأكثر قوة خاصة بعدما تجاوزت مرونة الطلب في الصين والهند التوقعات السابقة، كما أن سوق السفر الجوي التي كانت سجلت حالة واسعة من الضعف على مدى عدة شهور تقترب حاليا من العودة إلى المستويات الطبيعية".
وأشارت إلى أن صناديق التحوط تركز حاليا على مكاسب النفط حيث ارتفعت الأسعار إلى أقوى مستوياتها منذ فبراير الماضي، موضحة أنه تسود قناعة بأن مردود اللقاحات المرتقبة على إنعاش الطلب على النفط سيكون كبيرا، لافتة إلى أن التعافي قد يستغرق شهورا خاصة أن مصافي التكرير الأوروبية ما زالت في حالة من الإغلاق أو التعطل أو الإيقاف بسبب ضعف الطلب وسط استمرار تفشي فيروس كورونا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط للجلسة الرابعة على التوالي أمس، إذ تجاهلت السوق تقريرا في القطاع أظهر أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت بأكثر من المتوقع، ليتواصل بذلك صعود دعمته آمال في أن يدعم لقاح لكوفيد - 19 الطلب على النفط.
وبحلول الساعة 0616 بتوقيت جرينتش، صعد خام برنت 38 سنتا، أو 0.8 في المائة إلى 48.24 دولار للبرميل، وذلك بعد ارتفاع بنحو 4 في المائة، في الجلسة السابقة. وزاد خام غرب تكساس الوسيط 27 سنتا، أو 0.6 في المائة، إلى 45.18 دولار، وذلك بعد أن ربح أكثر من 4 في المائة الثلاثاء، وكلا العقدين عند أعلى مستوياته منذ أوائل آذار (مارس)، وصعدا بنحو 9 في المائة، في آخر أربع جلسات.
وقد ارتفعت أسعار النفط في السوق الأوروبية يوم الأربعاء لتواصل مكاسبها لليوم السادس على التوالي، لتسجل أعلى مستوى في ثمانية أشهر، بفضل تزايد التفاؤل حيال لقاحات فيروس كورونا، التي ستساعد كثيرا في السيطرة على الجائحة التي أضرت بشدة بمستويات الطلب العالمي على الوقود، وطغي هذا التفاؤل على بيانات أولية أظهرت ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي.
وارتفع الخام الأمريكي بنسبة 1.9 في المائة، إلى مستوى 45.67 دولار الأعلى منذ 6 آذار (مارس) الماضي، من مستوى الافتتاح عند 44.80 دولار، وسجل أدنى مستوي عند 44.76 دولار، وصعد خام برنت بنسبة 1.8 في المائة، إلى مستوى 48.68 دولار للبرميل الأعلى منذ 6 آذار (مارس)، من مستوى الافتتاح عند 47.80 دولار، وسجل أدنى مستوي عند 47.74 دولار.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 45.51 دولار للبرميل يوم الثلاثاء مقابل 44.75 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الأربعاء "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق خامس ارتفاع له على التوالي، كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 42.76 دولار للبرميل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط