FINANCIAL TIMES

غيبوبة تضع فنادق نيويورك على أجهزة دعم الحياة

غيبوبة تضع فنادق نيويورك على أجهزة دعم الحياة

مدخل فندق هيلتون تايمز سكوير، المؤلف من 476 غرفة، الذي أغلق أبوابه بشكل دائم الشهر الماضي.

تمر صناعة الفنادق في نيويورك بأزمة. أربعة من كل خمسة عقارات تقوم عليها سندات القروض العقارية التجارية تعاني الآن ضغوطا تحت وطأة فيروس كورونا ويخشى المستثمرون ما إذا كان أصحاب الفنادق سيكونون قادرين على الوفاء بقروضهم.
تسببت جائحة فيروس كورونا في تدهور السفر بغرض الأعمال والسياحة إلى حد كبير، وعاثت فسادا في الأوضاع المالية للفنادق والمنتجعات في جميع أنحاء العالم. ترددت أصداء هذه التأثيرات في الأسواق المالية وضربت نحو أربعة مليارات دولار من القروض العقارية الفندقية في نيويورك، التي تم تجميعها في أوراق مالية مدعومة بالقروض العقارية التجارية.
يقول محللون إن آثار الفيروس أدت إلى تفاقم أعوام من البناء الزائد وأنشأت وفرة من غرف الفنادق الشاغرة. احتمال الحصول على لقاح لفيروس كورونا، بعد الفتح القوي الذي حققته شركتا فايزر وبيونتيك الألمانية الأسبوع الماضي، وأخيرا شركة موديرنا، تقدم بصيص أمل. لكن من غير المحتمل أن يكون كافيا لتفادي شتاء قاتم لأصحاب الفنادق والمستثمرين الذين أقرضوهم المال.
وفقا لفيجاي دانداباني، الرئيس التنفيذي لاتحاد الفنادق في مدينة نيويورك، إذا نجا نصف فنادق المدينة البالغ عددها 640 فندقا، فسيكون ذلك نتيجة "رائعة". ظلت معدلات الإشغال في أيلول (سبتمبر) أقل 20 في المائة عن الشهر نفسه في 2019، على الرغم من التعافي من أسوأ نقطة لها في نيسان (أبريل) حين انخفض الإشغال أكثر من 60 في المائة على أساس سنوي، وفقا لبيانات من STR.
أشار دانداباني إلى أن اللقاح لن يكون له "أي تأثير" في صناعة الفنادق لبقية العام، مع احتمال عودة بعض الأعمال المتعلقة بالسياحة في وقت مبكر من 2021.
قال: "الوضع غير مستقر. من الناحية الواقعية، لن نشهد أي تحسن حتى الربع الثاني. الصناعة تنزف حقا. فهي ليست موضوعة فقط على جهاز دعم الحياة، بل هي في غيبوبة".
وفقا لأرقام واردة من تريب Trepp، وهي شركة مختصة ببيانات الأوراق المالية المدعومة بالقروض العقارية التجارية CMBS، 37.7 في المائة من جميع فنادق نيويورك التي تقوم عليها صفقات الأوراق المالية المذكورة موجودة الآن في قائمة مراقبة مصممة لتحذير المستثمرين من متاعب وشيكة قبل تحويل أي قرض عقاري إلى جامعي الديون، المعروفين بأصحاب الخدمات الخاصة. يمكن إضافة قرض إلى قائمة المراقبة لعدد من الأسباب، مثلا، إذا انخفض دخل المقترض أو فاته أخيرا سداد دفعة على قرضه العقاري.
كما تم تحويل نسبة أخرى من القروض تبلغ 44.7 في المائة إلى مقدمي الخدمات الخاصين إما لإيجاد طريقة لجعل المقترضين يسددون قرضهم العقاري وإما للحجز على الممتلكات. معا، تعني هاتان الخطوتان أن أكثر من 80 في المائة من فنادق المدينة التي تدعم صفقات CMBS – ما يعادل 3.1 مليار دولار – تظهر عليها علامات إجهاد ناجمة عن فيروس كورونا، وهو مستوى أعلى من المتوسط الوطني البالغ 71 في المائة.
قال مانوس كلانسي، رئيس الأبحاث في تريب: "هذا أمر فظيع. لا يوجد طلب الآن. نحن ندخل الآن في فترة زمنية نتوقع فيها عادة أن يكون الطلب مرتفعا. هذا موسم الأعياد. يريد الناس المجيء إلى نيويورك. يريدون أن يروا موكب عيد الشكر وأن يروا واجهات المتاجر وأن يذهبوا إلى برودواي. الآن سيكون وقتا قاتما للغاية".
في الشهر الماضي أغلق فندق هيلتون تايمز سكوير المكون من 476 غرفة أبوابه بشكل دائم بعد أن أعاد مالكه، صنستون هوتيل إنفيسترز Sunstone Hotel Investors، المفاتيح إلى المقرضين. يدعم العقار قرضا بقيمة 76.5 مليون دولار يمثل 17.4 في المائة من صفقة CMBS في 2011.
في آب (أغسطس) كان الرهن العقاري على القرض متأخرا أصلا أكثر من 90 يوما. صنستون قيمت العقار أخيرا بمبلغ 61 مليون دولار، انخفاضا من 246 مليون دولار في 2010.
فندق آخر في تايمز سكوير، ذا هوتيل The Hotel، قال إن الإيرادات أصبحت "في وضع كارثي بكل تأكيد" عندما طلب 90 يوما من السماح من سداد القرض العقاري، وفقا لتقرير مقدم الخدمة الخاصة.
خفضت وكالة ستاندر آند بورز جلوبال التصنيف الائتماني للصفقة، الذي كان في السابق سالب BBB، أي الشريحة ذات المرتبة الاستثمارية – التي هي أيضا مكشوفة بشدة أمام ممتلكات البيع بالتجزئة - إلى تصنيف السندات الخطرة B+.
أحد ممتلكات الرئيس دونالد ترمب علق في الجيشان. في حين أن جميع ممتلكات الرئيس الأربعة المجمعة في أوراق مالية تجارية مدعومة بقروض عقارية ملتزمة بمدفوعات قروضها، وضعت تريب إحدى الأوراق المالية – التي تحمل قرضا عقاريا بقيمة 6.5 مليون دولار على فندق ترمب الدولي في 1 سنترال بارك وست – على قائمة المراقبة بعد أن انخفض دخل الفندق بشكل لا يستهان به.
قال جين ريبر، رئيس صفقات "الأوراق المالية المدعومة بالقروض العقارية التجارية" في شركة بن ميوتشوال أسيت مانيجمنت: "أعتقد أن نيويورك ستعاني لبعض الوقت. فهي تعتمد بشكل كبير على السياحة والسفر لأغراض الأعمال".
قلب فيروس كورونا أطروحة الاستثمار في المدن الكبيرة مثل نيويورك رأسا على عقب. اختفت السياحة وحذر المحللون من أن رحلات العمل قد لا تعود أبدا لأن الشركات تدرك أن بإمكانها العمل دون إنفاق الأموال على رحلات العمل باهظة الثمن إلى المدن الكبرى.
قال ديف جودسون، رئيس قسم الدخل الثابت المورق في شركة فويا لإدارة الاستثمار، إن العقارات "الأساسية الحضرية" انتقلت من المنطقة التي كان يسعى الملاك إلى التعرض لها لتصبح القطاع الأكثر إثارة للمخاوف. "لقد انقلبت على رأسها".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES