«التكليج»

لم يقتصر تأثير وباء كورونا في البشر والعالم بأكمله بشل حركته، والعودة بنا إلى حياة كنا نحلم أن نعيشها ولكن بدون مرض أو موت!
لقد أثر حتى في الكلام، فالكلمات وعددها في اللغات المختلفة تتطور وتزداد يوما بعد يوم، كلمات مثل "السيلفي"، "تويتر"، "سنابيين" لم تكن موجودة قبل بضعة أعوام، لكنها اليوم كلمات ننطقها ونفهم معناها دون أن نجد لها مرادفا لغويا في المعاجم الموجودة، وهناك مصطلحات جديدة علمية يتم اختراعها بصفة دورية في مختلف المجالات وتؤثر بصفة مباشرة في تطور اللغة، وبالتالي، فالمعاجم تتم مراجعتها وتطويرها سنويا وذلك بإضافة كلمات أو مصطلحات جديدة وحذف كلمات موجودة أحيان أخرى أو إهمالها لأن الناس لم تعد تستخدمها!
يقدر أنه في كل 98 دقيقة تولد كلمة جديدة أي ما يعادل 14.7 كلمة في اليوم الواحد، وهذا التطور السريع في اللغة الإنجليزية جعل كلماتها اليوم تصل إلى 1,057,379.6 حسب تقرير الشركة العالمية لمراقبة اللغة جي إل إم، متخطية بذلك أغلب لغات العالم، مثل اللغة الفرنسية التي يتحدث بها نحو 80 مليون شخص حول العالم موزعة على 54 دولة، والإسبانية التي تعد ثالث أكثر لغة استخداما في العالم إذ يتحدث بها أكثر من 500 مليون شخص موزعين على 20 دولة حول العالم. إن التطور الذي تشهده اللغة الإنجليزية في مختلف الميادين، أسهم في ظهور مصطلحات جديدة ما أجبر بقية اللغات على اعتماد هذه المصطلحات اللغوية كما هي أو إيجاد ترجمة لها!
أما اللغة العربية فتتسيد الموقف عدديا فبحسب المصادر والمراجع ومعاجم اللغة العربية، فإن عدد كلماتها سواء المستخدمة أو المهملة - يبلغ 12302912 كلمة دون تكرار، أي عشرة أضعاف عدد كلمات اللغة الإنجليزية!
وبعد أن كانت الكلمات الخاصة بالإنترنت والتواصل الاجتماعي أو الإعلام الجديد عموما، تشكل النسبة الغالبة من الكلمات الجديدة والمضافة سنويا للقواميس الرسمية، احتلت كورونا المركز الأول وأصبحت ست كلمات من أكثر عشر كلمات تداولا، متعلقة بكورونا لدرجة أن كلمة "لوك داون أو الإغلاق" التي عرفتها مؤسسة قاموس كولينز بأنها، "فرض القيود الصارمة على السفر والتفاعل الاجتماعي وارتياد الأماكن العامة"، اختيرت لتكون الكلمة الرئيسة هذا العام لكثرة تداولها حيث وصل مجمل تداولها إلى 250 ألف بعد أن كانت نسبتها العام الماضي أربعة آلاف فقط.
هناك كلمات فرضت نفسها علينا وتداولناها دون أن تضاف رسميا إلى معاجم اللغات مثل "يكلج" وهي لا تعني يصنع الكليجا وإنما من تلعثم واختلطت الحروف والكلمات في فمه!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي