FINANCIAL TIMES

وول ستريت منشغلة بخلافة رئيس مجموعة أبولو للأسهم الخاصة

وول ستريت منشغلة بخلافة رئيس مجموعة أبولو للأسهم الخاصة

ليون بلاك في الوسط وإلى يساره جوش هاريس وفي اليمين مارك روان FT montage©

بعد ساعات من إعلان الأسبوع الماضي عن تحقيق شركة أبولو جلوبال مانيجمنت في العلاقة بين ليون بلاك، مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها، والراحل جيفري إبشتاين الذي كان يواجه قضايا تتعلق بممارسات غير أخلاقية، تلقى الموظفون العاديون رسالة بريد إلكتروني يبدو أنها تشير إلى انتقال السلطة في هذه الشركة القوية في وول ستريت.
كان المستثمرون البارزون قد بدأوا منذ فترة في النأي بأنفسهم عن شركة إدارة الأصول التي تدير 414 مليار دولار، التي كان البعض يخشى أن تتلوث بسبب العلاقات المالية لمؤسسها مع إبشتاين. بدأت رسالة أبولو للموظفين بالقول: "نعلم أن اهتمام وسائل الإعلام أثار المخاوف"، مضيفة أن قيادة المجموعة "تركز على المصالح الفضلى لجميع أصحاب المصلحة، بمن فيهم أنتم".
تحت التطمينات، سارع المطلعون إلى ملاحظة الأسماء الموقعة في أسفل الرسالة – والأسماء الغائبة. على مدى عقدين من الزمن، هيمن على أبولو ثلاثي يقوده بلاك مع شريكيه مارك روان وجوش هاريس. هذه المرة كان هاريس هو الذي يتصدر الرد، وظهر اسمه جنبا إلى جنب مع اثنين من زملائه الأقل مرتبة. دفعت التوقيعات أحد المطلعين السابقين إلى التعليق: "جوش هو الكل في الكل الآن".
ظهور تسلسل هرمي رسمي تحت الثلاثي الحاكم لأبولو يؤكد الكيفية التي كانت تسعى لها المجموعة جاهدة منذ عدة أعوام لإعادة اختراع نفسها شركة مالية ناضجة. فقد أصبحت أقل اعتمادا على عمليات الاستحواذ المتقلبة ذات الرفع المالي، وجمعت صندوقا احتياطيا كبيرا من رأس المال الدائم الذي يمكن إعادة تدويره إلى ما لا نهاية في استثمارات جديدة، وصقلت أوراق اعتمادها باعتباره شركة بمبادرات واعية اجتماعيا مثل إطلاق صندوق استثمار مؤثر يهدف إلى تحسين العالم وكذلك تحقيق عوائد مالية.
قال أحد المستثمرين في الشركة: "أبولو هذه الأيام هي أكثر بكثير من مجرد ليون بلاك".
يقول عدد من المطلعين على بواطن الأمور إنهم فوجئوا بموجة التدقيق التي أعقبت الكشف في وقت سابق من هذا الشهر عن أن بلاك دفع ما لا يقل عن 50 مليون دولار لإبشتاين منذ إدانته بمراودة قاصر في 2008. الآن، يجب على المجموعة أن تعطي الانطباع بهالة من الاستقرار، حتى في الوقت الذي يبدأ فيه بعض المستثمرين في توقع اليوم الذي يكون فيه الوجه العام لأبولو شخصا آخر غير بلاك الشهير.
على مدار أكثر من 30 عاما منذ تأسيس أبولو، كانت الخلافة غير واردة على الإطلاق. تم تكوين المجموعة من قبل لاجئين من دريكسل بيرنهام لامبيرت، دار السندات الخطرة التي انهارت في 1990 بعد توجيه اتهامات جنائية ضد مايكل ميلكن، مديرها التنفيذي. يتحدث زوار مكتب بلاك عن صورة يظهر فيها مؤسس أبولو طويل القامة وهو يبرز فوق التنفيذيين بمن فيهم في روان وهاريس، خريجو دريكسل الشباب الذين ظهروا صغارا أمام الرجل الذي عينهم في أبولو. لكن مع مرور الوقت، نمت مكانتهم وإنجازاتهم.
كانت أبولو لفترة طويلة تشبه "أسرة مفككة، مع كل ما يوحي به ذلك"، كما قال روان بشكل جذاب للجمهور في 2009. اجتماعات لجنة الاستثمار الصاخبة للمجموعة والحد الأدنى من البيروقراطية عززت الابتكارات مثل خطوة مبكرة لشراء سندات الشركات المتعثرة. كما أن ذلك يميز أبولو عن منافسيها مثل بلاكستون وكيه كيه آر، اللتين بلغتا نضجا من نوع ما، حيث طورتا ثقافة مثل البنوك الاستثمارية أو شركات المحاماة التي تعمل عادة بالإجماع. على النقيض من ذلك، كان المؤسسون في أبولو يتشاجرون في بعض الأحيان وكان كل من روان وهاريس يفكران بصوت عال أحيانا عن نيتهما في ترك المجموعة، ذلك وفقا لتنفيذيين سابقين. في النهاية، اختارا البقاء معا – وتعزيز السيطرة فيما بينهما.
بدأ تركيز القوة هذا في التلاشي في 2018، عندما رفعت أبولو اثنين من التنفيذيين اللذين يعملان فيها منذ فترة طويلة إلى منصب "الرئيس المشارك"، ما منحهما صلاحيات واسعة على أنشطة الاستثمار. أحدهما كان سكوت كلاينمان (47 عاما) الذي انضم إلى المجموعة في 1996 وساعد على تحقيق أرباح بمليارات الدولارات من استحواذ أبولو في 2008 على شركة الكيماويات ليونديل ـ بازل LyondellBasell. يقول زملاؤه إن أسلوبه اللطيف ساعد على تلطيف صورة أبولو التي تتسم بالتنافس الشديد الذي لا يرحم. والآخر، جيمس زيلتر، أكبر منه بعقد من الزمان، وانضم إلى الشركة من سيتي جروب في 2006. وكان قد ركز على الأعمال الائتمانية المزدهرة للشركة. ظهر كلا الاسمين بجانب اسم هاريس في رسالة الأسبوع الماضي إلى الموظفين.
بدأ الثلاثي في قضاء مزيد من الوقت في مساع خارجية. كان هاريس يتلاعب بالمقتنيات الرياضية التي تشمل حصة مسيطرة في امتياز فيلادلفيا 76ers لكرة السلة ونادي كريستال بالاس في لندن. كان روان يميل إلى محفظة عقارات تمتد من ترايبيكا في مانهاتن إلى هامبتونز في لونج آيلاند، بينما يجد أيضا وقتا للاستثمار في Beats، شركة صناعة السماعات التي اشترتها شركة أبل في 2014 من مغني الراب Dr Dre. استثمارات بلاك الشخصية تشتمل على سلسلة مطاعم هدل هاوس Huddle House وشركة خدمات بيئية في بنسلفانيا مرتبطة بإبشتاين، ويترأس مجلس إدارة متحف نيويورك للفن الحديث.
أوقف الثلاثي وضع خطة صريحة للخلافة، حتى مع قيام مجموعة كارلايل وبلاكستون وكيه كيه آر بإعداد جيل جديد من القادة الذين سيتولون المسؤولية في النهاية عن المؤسسين. يبلغ بلاك من العمر 69 عاما، وهو أصغر بعدة أعوام من ستيفن شوارزمان وهنري كرافيس وغيرهما من رواد الأسهم الخاصة. ولأن هاريس وروان في الخمسينات من العمر، بدا أن الوقت في صالح أبولو.
ربما يكون ذلك في سبيله إلى التغيير الآن. في مقابلات مع "فاينانشيال تايمز"، قال عدد من مستثمري أبولو، الذين طلبوا جميعا عدم ذكر أسمائهم، للتحدث بصراحة عن شركة قوية في وول ستريت، إنهم يخشون أن يؤدي استمرار وجود بلاك إلى الإضرار بآفاقها. قال أحد كبار مستشاري مجموعات الأسهم الخاصة الذي يعرف أبولو جيدا: "لا أعتقد أننا حتى الآن واجهنا في الواقع وضعا ربما يعمل فيه المؤسس على تدمير القيمة من خلال بقائه في الشركة".
انخفضت أسهم أبولو 8.5 في المائة منذ أن ظهر إلى العلن حجم مدفوعات بلاك إلى إبشتاين في وقت سابق هذا الشهر.
لم يقدم بلاك أي إشارة إلى أنه يعتزم التنحي، وتقول أبولو إن شركة ديشيرت للمحاماة، التي عينتها للتحقيق في علاقات مؤسسها مع إبشتاين، "ستجري مراجعة شاملة، وتؤكد بشكل مستقل، المعلومات التي نقلها بلاك".
يقول رئيس مجلس إدارة أبولو إن المال كان دفعة للحصول على استشارات ضريبية وخدمات مهنية أخرى، ولم يتم اتهامه بأي سلوك غير لائق أو مخالفة. منذ العام الماضي ظل براد كارب، رئيس مجلس إدارة شركة المحاماة القوية، بول فايس، التي طالما فضلتها شركة أبولو، وكيلا شخصيا لبلاك في قضية إبشتاين. لم ترد شركة بول فايس على طلب للتعليق.
بلاك هو أكبر مساهم في أبولو، بامتلاكه 23 في المائة من الأسهم، ولا يمكن عزله من عضوية اللجنة التنفيذية الحاكمة لمجموعته إلا إذا منع من العضوية بأمر من المحكمة أو أدينَ بارتكاب جناية. وفي حين يعبر بعض المستثمرين عن مخاوفهم، فقد لا تحمل أصواتهم الآن الوزن الذي كانت تحمله من قبل، بعد أن أصبح أكثر من نصف أصول أبولو "رأسمال دائم" بدلا من الأموال التي تعاد في النهاية إلى المستثمرين ويجب استبدالها.
إذا قرر مؤسس أبولو أن أسهمه يمكن أن تكون ذات قيمة أكبر وعين شخصا آخر ليتولى المسؤولية، فإن المطلعين يقولون إن الوظيفة من غير المرجح أن تقع على عاتق روان. فهو صاحب شخصية آسرة، لكن يبدو أنه غير مهتم بتطوير وجه عام، فهو لا يتسامح كثيرا مع عوامل الإزعاج في إدارة شركة كبيرة، وفقا لأشخاص يعرفونه. في وقت سابق من هذا العام، تخلى عن الإدارة اليومية لقسم التأمين والخدمات المالية الذي أشرف عليه لأكثر من عشرة أعوام، وأعلن عن إجازة مفتوحة، على الرغم من أنه ظل في مجلس إدارة أبولو.
هذا يترك المجال مفتوحا لهاريس، الذي تبنى دوره المزدوج مالكا للرياضة وأحد أساطين المال. لطالما كان يظهر بانتظام على شاشات التلفزيون، وفتح هذا الصيف ملفا شخصيا على شبكة التواصل الاجتماعي لينكدإن، حيث كان ينشر تأملات شخصية حول التكنولوجيا ووباء فيروس كورونا وكرة السلة.
صعود هاريس سيكمل تحول أبولو، التي ظلت وفية لنهجها غير المتجانس الذي لا هوادة فيه في جني الأموال لفترة طويلة، بعد أن بدأت مجموعة الأسهم الخاصة المنافسة في تطبيق التلميع المؤسسي. ما إذا كانت لديه الفرصة قد يعتمد في النهاية على حاسة وقدرة بلاك الفطرية من حيث القيمة المالية.
لا يزال من الممكن أن يؤدي صدور رأي لا لبس فيه من ديشيرت إلى إزالة الكآبة التي يشعر بها المستثمرون بشأن أبولو. لكن أحد المحامين الذي سبق له تقديم المشورة إلى أبولو قال إن الأشخاص المقربين من المجموعة يمكنهم الآن تصور أن يضع بلاك المال قبل غروره الذاتي. أضاف أن استنتاجهم هو: "إذا كان وجوده يضر بسعر السهم، فسيذهب".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES