Author

المجتمع الحيوي .. الخصائص والقيم «1»

|
المؤتمر الـ 19 للجمعية السعودية للعلوم النفسية والتربوية المنعقد خلال الفترة من 8-10 من شهر رجب 1441 حمل عنوان: تعزيز الشخصية السعودية لمجتمع حيوي، حيث قدمت فيه بحوث، وأوراق عمل، وحلقات نقاش شارك فيها كثير من المهتمين بشأن التربية، ونظرا لأهمية المؤتمر شاركت في حلقة نقاش بورقة تناولت فيها محور الخصائص النفسية والقيمية، نظرا لأهمية ما يجب أن يتسم به أفراد المجتمع الحيوي من خصال، وقيم تميزهم عن غيرهم من المجتمعات التي تفتقد خاصية الحيوية.
في البداية قدمت تعريفا لبعض المفاهيم، كالسمة، والشخصية، والشخصية الفاعلة، والقيم، والمجتمع الحيوي، تسهيلا على الحضور، وإعطاء عرض متكامل، متين لموضوع تسعى المجتمعات إلى غرسه، وتحقيقه في أجيالها، حيث إنهم بناة المجتمع، وشعلة الحضارة، وهذا لا يتحقق ما لم يكتسب أبناء المجتمع خصالا تمثل قواسم مشتركة بينهم، مع ما قد يوجد من خصائص فردية تميز بعضهم عن بعض تعرف بالفروق الفردية.
من الأمثلة على الخصال الحميدة ثقة أفراد المجتمع بذواتهم، والطموح العالي، ومفهوم ذات إيجابية، ودافعية عالية، ومشاركة، وحضور اجتماعي مناسب لقدرات ومهارات الفرد، والدور الممكن القيام به، هذه الخصال، وغيرها من الخصائص الإيجابية، ذات أهمية بالغة يلزم تشكيلها في المدرسة، والبيت، ومن خلال وسائل الإعلام بكل صورها لتشكيل شخصية الفرد القادر على الكسب، والعطاء في الوقت نفسه ليسجل له مكانا، وحضورا مميزا في تاريخ التنمية، والتطور الذي يشهده مجتمعه.
إذا سلمنا أن الشخصية المتزنة، الهادئة، الطموحة، ذات الأهداف السامية لا يمكن أن تنبت بمعزل عن مجموعة من العوامل، والظروف أولها العوامل البيولوجية، والبيئية، والتاريخ، والرموز، والخبرات والمواقف التي يمر بها الشخص تسهم في صقل شخصيته، إضافة إلى المعارف التخصصية، والعامة التي ينهلها الفرد، كما أن القيم الاجتماعية، والدينية، والسياسية، والثقافة العامة، والتغيرات العالمية تقنيا، واقتصاديا، وسياسيا كل هذه وغيرها تمثل نموذجا يمكن أن نفسر به، ومن خلاله نشأة الشخصية، وتطورها، وما تتسم به من إيجابيات، وسلبيات لنحدد المراحل الواجب سلوكها لإيجاد الفرد الصالح، المنتج، الوفي لمجتمعه، ووطنه.
منظومة القيم التي يتمثلها الفرد تعمل على شكل نسق متماسك ينظم الفرد حياته على ضوئها، ويحدد من خلالها أولوياته، وتمثل معايير ومقاييس يحكم من خلالها على سلوكه، وحياته فيما إذا كانت تسير بالشكل الصحيح، أم لا، ولعل من أهم القيم الصدق، والتسامح، والعدل، والأمانة، والحرية، وحب العمل، وحب الوطن، والإخلاص والتفاؤل، والاستقلالية، واحترام الوقت، والمحافظة على الممتلكات العامة، وتحمل المسؤولية، والشفافية.
غرس الخصائص، والقيم الحميدة في الفرد يمثل مطلبا أساسيا لتحقيق المجتمع الحيوي، ذلك أن ثنائي السمات والقيم يحقق الضبط الذاتي للسلوك، وتوجيهه الوجهة المناسبة بما فيه مصلحة الفرد، والمجتمع، نظرا لما تمثله من شحنة انفعالية إيجابية تستثير دافعية الفرد ليعمل بجد، وإخلاص، وتفان خدمة لمجتمعه الذي ينتظر منه كثيرا، وذلك استشعارا منه بالمسؤولية.
إذا علمنا أن المجتمع الحيوي هو ذلك الكيان القادر على تنظيم حياته في كل المجالات، مع توظيف المصادر المادية كافة، والبشرية لبناء حضارة ينافس بها الحضارات الأخرى، مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بهويته وخصائصه المميزة له عن الآخرين، لذا يمكن القول: إن الخصائص، والقيم الحميدة تحدث الطمأنينة في الفرد، وتوجد التوازن، والتماسك في شخصيته، وهذه تحقق استقرار المجتمع، وتجنبه الجريمة، والفساد الأخلاقي، والإداري لتكون النتيجة النهائية نمط حياة اجتماعية متينا... يتبع.
إنشرها