أخبار اقتصادية- عالمية

الصين تضع خطة اقتصادية خمسية تعتمد على فلسفة "التداول المزدوج"

الصين تضع خطة اقتصادية خمسية تعتمد على فلسفة "التداول المزدوج"

بدأت القيادة في الصين أمس، اجتماعا يستمر أربعة أيام لوضع الخطة الاقتصادية الخمسية المقبلة وتحديد أهداف التنمية حتى عام 2035. ومن المقرر أن تركز الخطة الخمسية الـ14 للصين على الاعتماد على النفس في الاقتصاد والابتكار التكنولوجي وبيئة أنظف.
وبحسب "الألمانية"، تمضي بكين قدما في فلسفة "التداول المزدوج"، والتي تهدف إلى تعزيز الاعتماد على النفس في الاقتصاد مع الاستمرار في الاستفادة من العولمة.
وقالت شبكة تليفزيون الصين الدولية الرسمية إن الرئيس الصيني شي جين بينج قرأ تقرير العمل جهرا أثناء افتتاح الجلسة الموسعة للجنة المركزية للحزب الحاكم، وهي هيئة عليا في الحزب.
ومن المقرر أن تستمر الجلسة الموسعة حتى بعد غد، لكن من المحتمل ألا يتم الإعلان عن القرارات المتخذة بها حتى الجلسة البرلمانية المقبلة، التي عادة ما تعقد في آذار (مارس).
ويعقد الاجتماع على خلفية التوترات المتزايدة بشأن التجارة وحقوق الإنسان ووباء كورونا مع الولايات المتحدة وأستراليا ودول غربية أخرى.
وبينما تشهد الولايات المتحدة وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم موجة ثانية لتفشي فيروس كورونا، تمكنت الصين من السيطرة على الوباء إلى حد كبير، ما سمح لاقتصادها بالتعافي.
وتسارع نمو الاقتصاد ليصل إلى 4.9 في المائة في الربع الثالث من العام بعد تراجع تاريخي بلغ 6.8 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام ونمو 3.2 في المائة في الربع الثاني.
وستناقش القيادة الصينية تعهدات طموحة للرئيس بتحقيق الحياد الكربوني، وذلك في الاجتماعات التي بدأت أمس، بحسب "الفرنسية".
والأهداف المناخية للدولة، التي تعد أكبر مصدر للتلوث في العالم والمتوقع أن تبلغ انبعاثاتها الذروة في 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بعد 30 عاما، هي أكثر تحرك بيئي ملموس أعلنته بكين حتى الآن، لكن تفاصيلها المعلنة قليلة.
وسيناقش اجتماع القيادة الخطة الخمسية للصين بدءا من 2021، والمتوقع أن تعرض الخطوات التي ستمكن دولة مسؤولة عن ربع انبعاثات غازات الدفيئة في الأرض، من إعادة هيكلة الاقتصاد ليحقق أهداف شي.
ومن المتوقع أن يحتل الاقتصاد صدارة المناقشات في وقت تسعى بكين لتعزيز الاستهلاك المحلي.
وتنعقد هذه الاجتماعات خلف أبواب مغلقة بعيدا عن وسائل الإعلام، وعادة ما يخرج الاجتماع ببيان يعرض القرارات، التي تتخذها القيادة، ثم تطرح مسودة الخطة الخمسية للصين أمام البرلمان للموافقة الرسمية.
والوعد بالحياد الكربوني، الذي أعلن الشهر الماضي في خطاب الرئيس شي أمام الأمم المتحدة، شكل مفاجأة نظرا لأن الصين تعتمد بشدة على الفحم لتحفيز خروجها الاقتصادي من الفقر إلى أن صارت دولة كبرى، في العقود القليلة الماضية.
وخططها الخمسية "لا تهدف لجذب الأصوات أو تحقيق نقاط سياسية كما يحدث في الغرب من جانب بعض السياسيين، بل إلى تحقيق تطلعات الشعب لحياة أفضل"، حسبما أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" في اليومين الماضيين.
وقالت "شينخوا" إن أكثر من مليون مقترح للخطة الخمسية، قدمت على الإنترنت في آب (أغسطس)، وبأن مساهمات جاءت من جامعات ومراكز أبحاث وهيئات رسمية أخرى.
والخطة ستكون الـ14 منذ تأسيس الحكم في 1949.
وذكرت "شينخوا" أنه تم بلوغ أهداف خفض التلوث في الخطة الأخيرة، وبأن أهالي المدن في الصين "يتنفسون الآن هواء غير ملوث خلال 82 في المائة من أيام العام، فيما نوعية المياه تحسنت إلى مستويات سليمة".
ورحب نشطاء في مجال المناخ بالأهداف البيئية الجديدة للصين، لكنها تسببت أيضا في تداعيات سياسية.
واتهمت بكين الولايات المتحدة "بعرقلة" الجهود الدولية لمكافحة الانبعاثات الشهر الماضي، في وقت تفاقم التوتر بين الجانبين حول عدد من القضايا من بينها التجارة.
إلى ذلك، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت أمس، ارتفاع واردات الصين من سبيكة الحديد والنيكل "فيرو نيكل" إلى مستوى قياسي خلال الشهر الماضي، مع زيادة كبيرة في الواردات القادمة من إندونيسيا.
يذكر أن سبيكة الحديد والنيكل عبارة عن سبيكة معدنية تحتوي على معدن النيكل بنسبة 36 في المائة وهي غير قابلة للتمدد في درجات الحرارة التي تقل عن 200 درجة مئوية ولها استخدامات صناعية عديدة.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن بيانات إدارة الجمارك الصينية القول إن واردات سبيكة الحديد والنيكل وصلت خلال الشهر الماضي إلى 340891 طنا، في حين وصلت الواردات القادمة من إندونيسيا إلى 257265 طنا بزيادة 61 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي.
في الوقت نفسه، وصلت واردات النيكل الخام خلال الشهر الماضي إلى 6.2 مليون طن بتراجع 13 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي.
إلى ذلك، أعلنت شركتا صناعة السيارات الفارهة الألمانية "بي.إم.دبليو" والتجارة الإلكترونية الصينية "علي بابا جروب هولدنج" اعتزامهما إقامة شراكة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية في الأنشطة والخدمات والتسويق لمصلحة الشركة الألمانية في السوق الصينية.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن بيان لشركة علي بابا القول إن الشراكة ستشمل الترويج للعلامات التجارية والمنتجات والمبيعات والتصنيع وخدمة العملاء والتمويل والأنشطة اللوجستية وسلال الإمداد.
كما يتضمن الاتفاق تقديم "علي بابا" المساعدة في توجيه العملاء عبر الإنترنت نحو موزعي "بي.إم.دبليو". وستطلق "بي.إم.دبليو" برنامجا لعضوية العملاء بمساعدة نظام "علي بابا" الموجود في هذا المجال.
وستكون "بي.إم.دبليو" أول شركة سيارات تستخدم ما يعرف باسم نظام تشغيل "علي بابا بيزنس" للشركات بعد اتجاه شركات عالمية أخرى لاستخدامه مثل شركة النفط الفرنسية "توتال"، وشركة مستحضرات العناية الشخصية والسلع الاستهلاكية الأمريكية "براكتور آند جامبل" وسلسلة المقاهي الأمريكية "ستار باكس"، بحسب بيان "علي بابا".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية