أخبار اقتصادية- محلية

قمة الذكاء الاصطناعي تتوج أعمالها باتفاقيات مع 3 شركات عالمية عملاقة

قمة الذكاء الاصطناعي تتوج أعمالها باتفاقيات مع 3 شركات عالمية عملاقة

جانب من فعاليات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في يومها الثاني، أمس.

توجت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) أعمالها في يومها الثاني أمس، بتوقيع ثلاث اتفاقيات استراتيجية مع شركات IBM، علي بابا، وهواوي، فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الدولي للاتصالات.
وفي التفاصيل، أعلن المركز الوطني للذكاء الاصطناعي عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة هواوي تهدف إلى التعاون الاستراتيجي لتفعيل البرنامج الوطني لتنمية القدرات، إحدى مبادرات المملكة الرامية إلى تطوير إمكانات الذكاء الاصطناعي المحلية.
وبموجب مذكرة التفاهم الجديدة، ستدعم شركة هواوي برامج تدريب المهندسين والطلاب السعوديين المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، فضلا عن التطوير المشترك لرفع إمكانيات الذكاء الاصطناعي الخاصة باللغة العربية، كما سيعمل الطرفان على استكشاف فرص تطوير منصة لدعم القدرات الوطنية وتوطين الحلول التقنية المحلية في هذا المجال.
ووقع مذكرة التفاهم كل من الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الدكتور ماجد التويجري، ورئيس "هواوي" الشرق الأوسط تشارلز يانج، وذلك على هامش أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2020 التي عقدت افتراضيا في الرياض.
ومن خلال هذه الشراكة، سيعمل الجانبان على صياغة استراتيجية شاملة لإنتاج منظومة من شأنها النهوض بمهارات وقدرات الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع مستهدفات "رؤية 2030".
وسيعمل الجانبان على تطوير برنامج تنمية وتأهيل المواهب الوطنية في الذكاء الاصطناعي، الذي سيوفر فرص تدريب متقدم لطلاب الجامعات السعودية والباحثين والمطورين، لتمكينهم من الإلمام بتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي، ويهدف هذا البرنامج المستدام إلى توفير كوادر مؤهلة لتلبية الطلب المتزايد في هذا المجال من قبل مؤسسات القطاعين العام والخاص في المملكة على حد سواء.
وتأتي مذكرة التفاهم مع المركز ليدعم تفعيل الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وتعزيز القدرات ومستويات الابتكار في هذا المجال على مستوى المملكة.
في حين وقعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" مذكرة تفاهم مع شركة "علي بابا للحوسبة السحابية" بهدف تأسيس شراكة استراتيجية لقيادة الابتكار في المدن الذكية في المملكة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2020.
وستدعم الشراكة الجديدة مساعي المملكة لتطوير مدن ذكية بمواصفات عالمية يمكنها الاستجابة بفاعلية أكبر لاحتياجات ورغبات السكان للارتقاء بجودة الحياة، وستركز على دفع الابتكار والاستثمار في المدن الذكية في المملكة بهدف تحويل مدن المملكة لتصبح أكثر استدامة اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا، كما ستوظف البيانات والذكاء الاصطناعي لجعل المدن أكثر ذكاء، فضلا عن تعزيز الأمن والسلامة.
كما ستعمل كل من "سدايا" و"علي بابا" على تطوير الحلول الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في عديد من القطاعات؛ بما في ذلك: السلامة والأمن، والنقل، والتخطيط الحضري، والطاقة، والتعليم، والصحة، وغيرها، وذلك من خلال الاستفادة من إمكانات منصات الذكاء الاصطناعي لدى "علي بابا" لتمكين مدن المملكة من إدارة الخدمات العامة بذكاء، وتطوير حلول تجعلها أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات سكانها.
كما وقعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" أيضا مذكرة تفاهم مع الاتحاد الدولي للاتصالات وذلك خلال انعقاد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في مدينة الرياض.
وتأتي هذه الاتفاقية التي وقعها الدكتور عبدالله بن شرف الله الغامدي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، والدكتور هولين تشاو الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات ضمن جهودها الرامية لدعم جاهزية الدول والتعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، وإيجاد منظومة معترف بها عالميا تتولى حشد الموارد وتوفير الدعم للجهات الرسمية لتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، واعتمادها لتلبية مختلف متطلباتها الاقتصادية.
وأوضح الدكتور الغامدي أن مذكرة التفاهم تمهد لإجراء الدراسات المطلوبة لضمان الاستقلالية والمصداقية، واكتساب فهم جديد لدور الذكاء الاصطناعي في الإصلاحات المؤسسية المرغوبة.
وأكد أنه سيتشارك الاتحاد مع المملكة أفضل الممارسات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، كما سيتم إبراز كيفية رعاية ودعم الشركات الناشئة والحاضنات الجديدة والناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة مع عدم وجود إطار محدد يدعم جاهزية الدول والتعاون الدولي في هذا المجال بشكل منتظم.
وقال "إنه من هذا المنطلق، نتطلع في "سدايا" إلى معالجة هذه الفجوة من خلال دعم الاتحاد الدولي للاتصالات في تطوير منهجية عالمية للاستعداد للذكاء الاصطناعي".
من جهته، أكد الدكتور هولين تشاو الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، أن استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح مهما لمواجهة التحديات الأكثر تفاقما في العالم، من تغير المناخ إلى جائحة كورونا.
وقال تشاو، "مع تبقي عشرة أعوام فقط لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، يتطلع الاتحاد الدولي للاتصالات إلى العمل مع "سدايا" لتطوير المشاريع والمبادرات التي يمكن أن تسرع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الذكاء الاصطناعي كقوة إيجابية للبشرية والكوكب".
وتحظى القمة العالمية للذكاء الاصطناعي برعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وهي تشكل واجهة حضارية للمملكة وصولا إلى تحقيق "رؤية 2030"، وينتظر أن تعزز دور المملكة الريادي في مسيرة الذكاء الاصطناعي وقيادة الجهود العالمية في هذا المجال، وتتضمن القمة ملتقى سنويا عالميا لتبادل الخبرات وعقد الشراكات بين الجهات والشركات الفاعلة في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتسعى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي إلى الارتقاء بالمملكة إلى ريادة الاقتصادات القائمة على البيانات، وذلك عبر ثلاث أذرع هي: مكتب إدارة البيانات الوطنية، مركز المعلومات الوطني، والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي، على تنظيم قطاع البيانات وتمكين الابتكار والإبداع.
وتأتي القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في سياق سعي المملكة لتحقيق تطلعاتها في الريادة العالمية من خلال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتتضمن القمة تسليط الضوء على دور الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في القيادة الاستراتيجية للاقتصاد البديل بالتعاون مع عديد من الجهات ذات العلاقة للمساهمة في تحقيق أهداف "رؤية 2030".
إلى ذلك، استضافت المملكة اجتماع الطاولة المستديرة التشاوري الذي عقد لمناقشة إطلاق الهيئة الاستشارية المقترحة من قبل منظمة الأمم المتحدة، التي ستسند إليها شؤون الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك الاجتماع افتراضيا ضمن أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة في الرياض، وكجزء من المناقشات الأولية حول إمكانية تشكيل هيئة استشارية للأمم المتحدة لتعزيز الذكاء الاصطناعي الموثوق به والآمن والمستدام، بما يدعم حقوق الإنسان ويحقق السلام والازدهار.
وبدأ الاجتماع بشرح موجز من ممثلة الأمم المتحدة يو بينج شان عن خطة الأمم المتحدة ورؤية الأمين العام.
وأوضح مشاري المشاري نائب مدير مركز المعلومات الوطني، أنه لا يمكن الفصل ما بين البيانات والذكاء الاصطناعي فالأولى هي الوقود والثانية هي المحرك.
بدوره بين البروفيسور بروس فيرجسون مدير الجامعة الأمريكية في السليمانية بالعراق، أن الذكاء الاصطناعي قد يحسن جودة التعلم ويمكن الوصول إليه بسهولة.
من جانبه أكد أدريان ويللر مدير الذكاء الاصطناعي في معهد ألان تورينج في بريطانيا، أنه يجب مشاركة الجميع في مستقبل هذه التقنيات، لأنها ستؤثر في حياتهم.
وتعد المملكة عضوا مساهما في مشاورات الخبراء التي ستشكل مرحلة استشارية قبل التشكيل المقترح للهيئة التي ستتبع الأمم المتحدة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو جوتيرش) تحدث في وقت سابق عن خريطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة في شكل تقرير عن التعاون الرقمي، وأعلن نيته بدء المناقشات حول تشكيل هيئة استشارية تضم مختلف الجهات المعنية تقود التعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتتألف الهيئات الاستشارية التابعة للأمم المتحدة عادة من الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة المعنية، والشركات المهتمة، والمؤسسات الأكاديمية، ومؤسسات المجتمع المدني. ويقع على عاتق كل عضو توفير المعرفة والأفكار حول الموضوعات المتخصصة التي تعنى بها الهيئة، والوصول إلى موقف مشترك بشأن الأولويات والتوصيات التي ستتم مشاركتها مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
ورصدت خريطة طريق الأمم المتحدة الخاصة بالتعاون الرقمي فجوة في التنسيق والتعاون والحوكمة الدولية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، على الرغم من الاهتمام الكبير بالتكنولوجيا لدى مختلف الجهات المعنية في جميع أنحاء العالم.
ويسلط تقرير الأمم المتحدة الضوء على الحاجة إلى مزيد من المناقشات حول الذكاء الاصطناعي، ولا سيما فيما يتعلق بالمخاوف الأخلاقية والمعنوية، بما في ذلك تجنب مخاطر اتخاذ الآلات لقرارات تتعلق بحياة وموت البشر.
كما أقر التقرير بنقص التمثيل والشمولية في المناقشات العالمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، فضلا عن الحاجة لمزيد من التنسيق لضمان تمكين جميع الدول من الوصول إلى المبادرات الحالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
وأشار التقرير إلى أن القطاعات الحكومية ستستفيد من القدرات والخبرات الإضافية للمشاركة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستطلاع مجالات الرقابة أو الإدارة الوطنية لاستخدام هذه التقنيات.
وتأسست الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي عام 2019، وهي مؤسسة حكومية تعتمد المعايير العالمية تعنى بتطوير برامج الذكاء الاصطناعي وأنظمتها في المملكة، وقيادة الابتكار العالمي، وتمكين التنمية الاقتصادية بمساندة الذكاء الاصطناعي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية