"وآه من سطوة الفقدان.. آه من موت العبارة"، عبارتان اختارهما الأديب والمذيع الراحل عبدالله بن عبدالرحمن الزيد عنوانا لواحد من أميز دواوينه الشعرية، موثقا لسطوة الفقد التي تطال أحبابه اليوم، بعد رحيله يوم أمس.
عبدالله الزيد، الذي تأوه من الفقد وموت العبارة، هو نفسه الشاعر فارس اللغة ومروضها، وهو أيضا المذيع والمعد، صاحب الصوت الرخيم والأفكار البرامجية الخلاقة، في مشوار حافل بالإعلام والأدب والشعر والثقافة.
يغادر الزيد أحبابه بعد صراع طويل مع المرض، لم يستسلم له كعادته المقاتلة في كل مجال يخوضه، لينتصر عليه في كثير من الجولات السابقة، لكن القلب المنهك والعامر بالبياض توقف مودعا بعد 67 عاما من الركض، في دروب الثقافة والحياة.
عبدالله الناقد الموضوعي والمعروف بصرامته التطبيقية في كثير من مسارات الكتابة الصحافية، وعبر محطاته المتنوعة بين المطبوعات السعودية المعروفة كمجلة "اليمامة" و"اقرأ" أو تجاربه في صحيفتي "الرياض" و"الجزيرة" هو نفسه الكاتب الوجداني، الذي أثرت فيه تجارب فقد الوالد والأشقاء إنسانيا وشعريا أيما تأثير.
والزيد - كما يقدم نفسه في أحد أعماله - عاش في أسرة متدينة، وتعلم منها العلوم الدينية والأدبية، وقد درس في كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حصل على الليسانس، وعمل بعد تخرجه على تنفيذ وقراءة النشرة الإخبارية في التلفاز والإذاعة، وقدم عدة برامج ثقافية وأدبية في الرياض، وشارك في تقديم النشرات الإخبارية والبرامج، وعمل في التحرير والمطبوعات والمصنفات والإشراف الثقافي والأدبي والبرامج والعلاقات العامة والتصحيح اللغوي. وهو عضو مشارك في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، والنادي الأدبي في الطائف وجدة والقصيم.
رحم الله الفقيد، وجزاه الله خيرا عما قدمه وتركه من أثر أدبي وثقافي ظاهر، وآخر كامن في صدور من عرفوه من قرب، وعايشوه بصدق.

