FINANCIAL TIMES

انظر قبل أن تتناول الوجبات الخفيفة الصحية

انظر قبل أن تتناول الوجبات الخفيفة الصحية

في فيلم Mean Girls، الفيلم الكوميدي الذي تدور أحداثه في المدرسة الثانوية من تأليف تينا فاي، تنخدع ريجينا جورج بأكل ألواح التغذية السويدية لإنقاص الوزن، لأنها "تحرق كل ما تتناوله من الكربوهيدرات". تستغرق بعض الوقت، لتدرك أن وجبتها التي من المفترض أن تكون صحية لها تأثير عكسي.
كان الفيلم سابقا لوقته عند بثه في 2004، لأن الشهية أصبحت الآن هائلة تجاه الوجبات الخفيفة التي تفيدك. تمتلئ محال السوبرماركت بألواح البروتين والفاكهة، وكعك الأرز ورقائق التورتيلا الخالية من الجلوتين، وكثير منها مصنوعة من قبل علامات تجارية صغيرة. يعدك أحد ألواح الفاكهة بأنه "خال من الذنب ولذيذ". "مكونات يمكنك رؤيتها ولفظها"، كما يقول آخر من شركة كايند سناكس "الرائدة في مجال الوجبات الخفيفة الصحية" التي تمتلك شركة مارس حصة فيها.
مونديليز، مجموعة الحلويات والوجبات الخفيفة المنفصلة عن شركة كرافت فودز ، التي تملك شكولاتة كادبوري وبسكويت أوريو، تحولت إلى هذا الاتجاه. قالت الأسبوع الماضي، إنها تنوي إنشاء ـ والاستحواذ على ـ مزيد من العلامات التجارية للوجبات الخفيفة الصحية، وإعادة توظيف بعض استثماراتها الحالية البالغة عشرة مليارات دولار في شركات القهوة. اشترت مونديليز شركة بيرفيكت سنانكس الأمريكية لتصنيع ألواح البروتين المبردة، العام الماضي.
هذا وقت مفيد للحصول على وجبة ثانية. كان وباء كوفيد مفيدا لشركتي مونديليز وبيبسيكو، وهما اثنتان من أكبر مجموعات الوجبات الخفيفة في العالم. عندما دخل الناس في الإغلاق، مدوا أيديهم إلى علبة الرقائق ومرطبان البسكويت. وجدت مجموعة كانتار للأبحاث أن "مناسبات" تناول الوجبات الخفيفة - أيضا معروفة بعدم انتظار الوجبة التالية - زادت كلما طال أمد الإغلاق.
لكن، هل نحن جميعا ريجينا جورج الآن، معتقدين أن بإمكاننا تناول أطعمة صحية، في حين أن ما نفعله هو أننا نفرط في الأكل فقط؟ يعتمد كثير على الإجابة، لأن تناول الوجبات الخفيفة أصبح جزءا لا يتجزأ من الأكل الحديث. الإسراع إلى العمل مع لوح من الحبوب بدلا من تناول الإفطار، أو تناول البسكويت في استراحة منتصف فترة العصر، كثير من الناس يعيشون الآن على الوجبات الخفيفة بقدر الوجبات الرئيسة.
الأمريكيون والبريطانيون في طليعة محبي الوجبات الخفيفة، لكن الاتجاه نحو تناول وجبات عدة صغيرة، بدلا من ثلاث وجبات كبيرة، هو اتجاه عالمي، إذا تم تكييفه مع الأذواق المحلية. الأسماك وشرائح الحبار المجففة معروضة في محال البقالة اليابانية، بالقرب من الفول السوداني ورقائق البطاطس. أبلغت شركة مونديليز عن ارتفاع بنسبة 18 في المائة في "مناسبات تناول الوجبات الخفيفة على مستوى العالم" بين 2015 و2017.
هذا تغيير بين الأجيال، فضلا عن تغيير في نمط الحياة. يحرص جيل الألفية على تناول الوجبات الخفيفة - في أحد الاستطلاعات قال سبعة من أصل عشرة، إنهم يفضلون وجبات صغيرة متعددة - كما يفعل المراهقون، لكنهم أيضا يسخرون من الشركات، وسئموا من العلامات التجارية القديمة، وأصبحوا يختارون المكونات بعناية. العلامات التجارية الصغيرة، وكثير منها أسسها جيل الألفية، اكتشفت هذا بشكل أسرع من شركات مثل كرافت. "تناول الوجبات الخفيفة دون تنازل" هو شعار شركة أمبليفاي براندز ـ مقرها في تكساس ـ التي تصنع فشار سكيني بوب، وفطائر الأرز والذرة Pirate’s Booty، وقد استحوذت عليها شركة هيرشي Hershey في 2017.
شركة أمبليفاي تعرف أنصارها من محبي الوجبات الخفيفة من جيل الألفية. في دراسة في 2017، حددت الميزات التي يتوقون لها. يعتقد معظمهم أنه كلما كانت المكونات أقل في الوجبة الخفيفة، كان ذلك أفضل، وينفرون من الدهون المتحولة أو السكر المضاف. يحبون مسميات مثل "خالية من الجلوتين"، و"خالية من مسببات الحساسية" و"نباتية" ويريدون طعاما من مصادر مسؤولة. كما أنهم على استعداد لدفع أسعار أعلى مقابل متعة خالية من الشعور بالذنب.
اشتهاء الوجبات الخفيفة الصحية أنتج وفرة من الأطعمة غير العادية التي توضع في الفم. في سوبرماركت سينزبري في منطقتي شرقي لندن، ألواح الحبوب، والمقرمشات، والفطائر تشغل مساحة كبيرة بقدر البسكويت، وتطغى على ممر الصودا والمشروبات الحلوة. وجبات الذرة المخبوزة الخفيفة، والخبز المقرمش، ووجبة لحم البقر الخفيفة، وكعك الشوفان تتزاحم لجذب الاهتمام مع الأعشاب البحرية المقرمشة.
جميعها تبدو صحية أكثر من بسكويت أوريو الذي يقابلها، لكنها تتطلب فحصا دقيقا. لوح الفاكهة والجوز Nakd Cocoa Delight الذي تناولته من أجل هذا البحث يحتوي على التمر والكاجو والزبيب والكاكاو مع "لمسة من النكهة الطبيعية" و"دون سكر أو شراب مضاف". كان لذيذا، لكن تبين أيضا أنه يحتوي على 15.9 جرام - نحو ملعقتين صغيرتين مليئتين - من السكريات الطبيعية.
سرعان ما تراكمت السعرات الحرارية من تناول الوجبات الخفيفة، حتى من الأنواع الأكثر صحة: نحو ربع مقدار الطاقة اليومية، التي يحصل عليها الأمريكيون، تأتي الآن من الوجبات الخفيفة. حقيقة أنهم غالبا ما يتناولون الطعام بمفردهم، تقلل أيضا من الضغط الاجتماعي للتوقف قبل إنهاء كيس الفطائر المخبوزة. المتعة قد تصبح عادة، وما تدعوه مونديليز "تساهلا يمكن السماح به" قد يتحول إلى طابع للأكل.
تناول الوجبات الخفيفة لا يجب أن يكون ضارا - وجدت بعض الدراسات أن هناك مزايا تتعلق بالاستقلاب عند الأكل بانتظام خلال اليوم، بدلا من الإفراط في الأكل بسبب الجوع في أوقات الوجبات الرئيسة. واستنتجت دراسة إيطالية العام الماضي، أن "النمط الأمثل"، كان تناول ثلاث وجبات رئيسة، ووجبتين خفيفتين يوميا (مولت هذه الدراسة من مجموعة الأطعمة دانون، لكن كتبها أكاديميون).
لكن ليس من قبيل المصادفة أيضا، أن الزيادة العالمية في السمنة تصاحب زيادة تناول الوجبات الخفيفة. "تناول الوجبات الخفيفة بانتباه"، كان رد شركة مونديليز، الذي سيوضع على جميع ملصقاتها بحلول عام 2025 ("امضغ جيدا، أكمل اللقمة الأولى قبل أن تبدأ في التالية"). عند اختيار "الوجبات الخفيفة الصحية"، من المفيد أيضا النظر إليها قبل تناولها. كان من شأن ذلك تجنيب ريجينا جورج كثيرا من القلق.
أسعار أعلى مقابل متعة خالية من الشعور بالذنب
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES