مراهقون محتجزون
يروي الفيلم، قصة خمسة متحولين مراهقين، يجدون أنفسهم محتجزين في منشأة غامضة، حيث يدرسون من قبل الدكتورة سيسيلا ريز، تؤدي دورها أليس براجا، التي يبدو أنها البالغة الوحيدة في الفيلم، لكن عندما تصل المريضة الجديدة دانييلا مونستار، تؤدي دورها بلو هانت، وهي أمريكية من السكان الأصليين، نجت من كارثة مؤلمة، ثم استيقظت مربوطة بسريرها في المنشأة إلى جانب زملائها، وهنا تبدأ أشياء غريبة في الحدوث، حيث يواجه كل بطل مخاوفه الداخلية الحقيقية، وسيتعين عليهم التعاون معا، إذا كانوا يريدون معرفة كيفية إيقاف ذلك.
ومن بين زملائها في السجن إليانا راسبوتين، تؤدي دورها أنيا تايلور، التي أدت البطولة في فيلم "ذا ويتش" الذي صدر 2015، وهي روسية تتمتع بقدرات نقل عن بعد وسلوك سيئ، إضافة الى راين سنكلير، تؤدي دورها مايسي ويليامز، التي برزت سابقا في مسلسل "جيم أوف ثرونز"، وهي فتاة اسكتلندية لديها غرائز حيوانية شرسة، لكن قلبها طيب، والصبي البرازيلي الجميل روبرتو دا كوستا، يؤدي دوره هنري زاجا، الذي شارك في بطولة مسلسل "ستيفن كينجز ذا ستاند" للمخرج جوش بون، وتكمن قدرته في امتصاص وتوجيه الطاقة الشمسية، و"سام جوثري"، يؤدي دوره تشارلي هيتون، وهو فتى من كنتاكي يتمتع بقوة وسرعة البرق.
لا أحد من المتحولين الجدد يحب امتلاك قواه، لكنهم يقبلونها على مضض، لأنهم لا يرون بديلا آخر. كل شخصية هي موجودة في هذه المنشأة، لأن قوتها تسببت في مقتل شخص ما، ما جعل معظمهم مليئا بالشعور بالذنب، من بين الخمسة، كانت إليانا المتمردة والجامحة هي الأكثر مهارة في استخدام قواها، وهو أمر يستغله الفيلم بشكل كبير في نهايته. لربما يتمتع سام جوثري بأخطر القدرات، لكن الفيلم لم يطلق العنان لها أبدا، ما سمح لإليانا بالحصول على مشاهد القوى الخارقة الأروع التي ترضي الجماهير. ينطبق الأمر نفسه على روبيرتو دا كوستا الذي يحصل على مشهد كشف عن القوى لا ينسى، إلا أنه لا تتاح له فرصة استعراضها في المشهد الأخير.
من الرواية
تتحدر كل هذه الشخصيات من أول رواية مصورة بعنوان The New Mutants من تأليف ريس كليرمونت وبوب ماكليود، التي نشرت 1982، ويتيح لنا المخرج جوش بون، والكاتب نيت لي مشاهدة قصصهم الأصلية على أنها كوابيس متكررة تحدث داخل المستشفى، ومن الممكن أن تصبح حقيقة، مثل فريدي كروجر، وهو شخصية خيالية ظهرت في أفلام الرعب من سلسلة Nightmare on Elm Street.
كما يمنحنا الفيلم جرعة كبيرة من قلق وهموم سن المراهقة، حيث تذكرنا الدكتورة رايس بوضوح بأن "الطفرة تحدث غالبا في سن البلوغ"، وتأخذنا هذه المشاعر في بعض الأحيان إلى أفلام ديزني، كما في المشهد الذي تخدر فيه مجموعة المراهقين طبيبتهم لتقع في نوم عميق، ثم يقيمون حفلا راقصا على موسيقى الروك.
لم تفسر كثير من الأمور خلال الفيلم، منها سبب وجود المراهقين في هذا المكان، ولمصلحة أي جهة تعمل الدكتورة رايس، لكن فقط تذكر الشخصيات باختصار أكاديمية المتحولين للبروفيسور X، ومع ذلك هناك كثير من الأمور غير مفهوم.
بعيدا عن الرعب
الفيلم الذي أخرجه جوش بون المبني على فريق من تأليف مارفل كومكس، ليس مرعبا بقدر ما يقال عنه، وهي حقيقة يمكن تفسيرها بالحاجة إلى الحفاظ على تصنيف PG-13 "جميع الأعمار مسموح بها، لكن بحاجة إلى انتباه الوالدين لوجود بعض المواد التي قد لا تكون مناسبة لمن هم دون سن 13 عاما"، لكن في النهاية يذكرنا بأفلام رعب المراهقين الحديثة مثل فيلم It الذي يعد أفضل بكثير من هذا العمل الذي يشير بشكل غير واضح إلى سلسلة X-Men، لكنه يحاول النجاح بمفرده. ولسوء الحظ، يصعب حدوث ذلك حتى إن نجح الثلاثي النسائي في الفيلم في منح هذا النوع من الأفلام الذكورية لمسة أنثوية.
صعوبات وعراقيل
لم تكن رحلة فيلم "المتحولون الجدد" سهلة على الإطلاق، فقد صور الفيلم 2017، ثم خضع لفترة طويلة من الإنتاج تضمنت خططا لإعادة التصوير، وبيع استديو 20th Century Fox لـ"ديزني"، وعديد من تواريخ الإصدار المؤجلة، بما في ذلك في أبريل الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا، ولا يزال النقاش قائما حول الإصدار المحلي المقرر أخيرا لغد، فيما إذا كان الذهاب إلى السينما آمنا تماما في هذه الظروف أم لا.
وما زاد الأمور تعقيدا أن شركة ديزني لم تقدم روابط مشاهدة أو غرفا آمنة في ظل جائحة فيروس كورونا، ليشاهد النقاد الأمريكيون الفيلم، لذا يرفض بعضهم الآن تقديم مراجعة للفيلم. في حالتي شاهدت الفيلم في دار سينما وسط باريس في صباح اليوم، الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الفرنسي أن الكمامات الوقائية ستكون إلزامية الآن في دور السينما.
بما أنه صور قبل ثلاثة أعوام، فإن The New Mutants يجعلك تشعر بالفعل أنه ينتمي إلى حقبة زمنية أخرى، ربما أكثر براءة. بشكل أكثر تحديدا، يبدو أنه أنتج في وقت ما، في الثمانينيات أو التسعينيات من القرن الماضي، أو أنه مستوحى من فيلم الثانوية الكلاسيكي The Breakfast Club الذي يتناول قصة خمسة مراهقين من خلفيات متنوعة يحجزون في ملجأ شبه حديث، للخضوع للعلاج النفسي الجماعي، أثناء محاولتهم السيطرة على قواهم الجديدة.
يذكر أن فيلم "المتحولون الجدد" The New Mutants تصدر إيرادات السينما في أمريكا الشمالية بعد يومين فقط من عرضه محققا سبعة ملايين دولار، ويعد من بين أول الأفلام الضخمة التي تعرض، منذ أن أدى فيروس كورونا إلى إغلاق دور السينما في مارس 2020. وعلى الرغم من أن الإيرادات كانت عند الحد الأدنى من التوقعات، فإن عرض شركتي ديزني وتوينتيث سينشوري استديوز للفيلم يمثل أكبر عرض أول حتى الآن لفيلم جديد خلال الجائحة.
وقالت "ديزني"، "إن ما بين 60 إلى 70 في المائة تقريبا من دور السينما أعادت فتح أبوابها، في شتى أنحاء الولايات المتحدة وكندا، لكن ما زال بعض أكبر أسواق السينما، ومن بينها لوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو، وسياتل، وواشنطن العاصمة ونيوجيرزي ونيويورك مغلقا".
أضف تعليق