FINANCIAL TIMES

24 مليون مستثمر جديد في سوق الأسهم الهندية خلال 6 أشهر

24 مليون مستثمر جديد في سوق الأسهم الهندية خلال 6 أشهر

ملايين الهنود تكدسوا في سوق الأسهم في البلاد، ما ساعد على الحفاظ على انتعاش قوي بعد هبوط السوق إلى مستويات دنيا في آذار (مارس)، لكن ذلك أثار مخاوف بشأن مخاطر حدوث خسائر مع تفاقم أزمة فيروس كورونا.
ارتفع عدد حسابات المستثمرين الأفراد 20 في المائة منذ بداية العام، إلى 24 مليونا في تموز (يوليو)، وفقا لنظام إيداع الأوراق المالية الهندية CDSL، الذي يتبع رابع أكبر سوق أسهم في آسيا من حيث الرسملة بعد بر الصين الرئيس وهونج كونج واليابان.
يقول محللون إن التدفق يعكس اتجاها عالميا خلال الجائحة، إذ بدأ الأفراد الملازمون لمنازلهم في الخوض في الأسهم لأول مرة. في الهند التي شهدت أحد أكثر عمليات الحظر التام صرامة في العالم، زادت التدفقات إلى سوق الأسهم بسبب عدم القدرة على الوصول إلى مزيد من الاستثمارات التقليدية، مثل الذهب أو العقارات، بينما أدى انخفاض أسعار الفائدة إلى جعل سوق الديون الأكثر أمانا أقل جاذبية.
"زيرودا"، شركة وساطة عمرها عشرة أعوام تقدم للأفراد خصما في العمولات، نمت لتصبح أكبر شركة في الهند، وباتت تنفذ معاملات يومية أكثر من منصة روبن هوود الأمريكية الشهيرة، وفقا للمؤسس والرئيس التنفيذي، نيثين كاماث. قال إن منصته الموجودة في بنجالور كانت تعالج ما بين خمسة وسبعة ملايين طلب يوميا، مقارنة بـ4.3 مليون طلب في "روبن هوود"، حسبما أفيد أخيرا.
أوضح كاماث إن منصته تعززت نتيجة لإغلاق متاجر المجوهرات أثناء الحظر التام، ما أجبر الأشخاص الذين قد يفضلون شراء الذهب المادي على التفكير في الأسهم، التي هبطت في آذار (مارس) إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أعوام قبل تعود وتشهد تعافيا سريعا.
لدى "زيرودا" ثلاثة ملايين عميل وتضيف نحو 200 ألف شهريا، أي أكثر من ضعف معدل نموها قبل الجائحة. ومتوسط عمر عملائها 28 عاما.
قال كاماث: "كانت أسواق الأسهم تحس بشعور 'فومو'"، في إشارة إلى خوف المستثمرين من تفويت شيء ما.
شركة آي سي آي سي آي سيكيورتيز، التي سجلت أيضا نموا قويا في الحسابات وزيادة حادة في متوسط حجم التداول اليومي، أعلنت الشهر الماضي عن شراكة مع شركة إنتراكتيف بروكر في الولايات المتحدة للسماح لعملائها بالاستثمار في الأسواق الأمريكية.
الرئيس التنفيذي لـ"آي سي آي سي آي"، فيجاي تشاندوك، يعزو بعض الاهتمام المتزايد بالتداول الذي يمارسه المستثمر بنفسه إلى عدم الرضا العام عن الاستثمار من خلال الصناديق المشتركة. توسعت صناعة الصناديق المشتركة في الهند بسرعة في الأعوام الأخيرة، لكن التدفقات إلى صناديق الأسهم تباطأت منذ آذار (مارس).
وقال تشاندوك: "الرواية القائلة إن أداء صناعة (صناديق الاستثمار المشتركة) كان فاترا إلى حد ما قد تسللت إلى أذهان المستثمرين. عندما انهارت السوق (...) كان ذلك إلى حد ما القشة التي قصمت ظهر البعير. وضع (المستثمرون) أنفسهم على طريق الاستثمار المباشر في أسواق الأسهم".
شركات السمسرة تقول إن الشركات متوسطة الحجم أثبتت شعبيتها بشكل خاص بين الفئة الناشئة من المستثمرين الأفراد. في حين أن مؤشر نيفتي 50 - الذي يمثل أكبر الشركات في الهند - ارتفع 50 في المائة تقريبا عن أدنى مستوى في آذار (مارس)، سجل مؤشر نيفتي ميدكاب 100 قفزة بلغت 54 في المائة.
أيضا تكدس الوافدون الجدد في الأسهم التي تساوي أقل من دولار، التي يمكن أن تكون متقلبة بشكل خاص. قال كاماث، من "زيرودا"، إن شركته شجعت المستثمرين على إعادة النظر، محذرة من المخاطر، كما طالبت العملاء بالانتظار للحصول على كلمة سر للجوال قبل إتمام الصفقة - وهو إجراء قال إنه كان يهدف إلى إبطائهم.
على نطاق أوسع، أدى الاندفاع إلى الأصول الخطرة في وقت تتفاقم فيه أزمة فيروس كورونا في الهند إلى إثارة مخاوف بشأن احتمال تكبد المستثمرين الجدد خسائر كبيرة. أظهرت بيانات الشهر الماضي أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد تقلص 24 في المائة عن العام السابق في الربع المنتهي في حزيران (يونيو)، وهو أحد أكبر حالات الانكماش في العالم.
إس آر سرينيفاسان، مستشار مالي في بنجالور، قال إنه شهد زيادة في الاستفسارات من العملاء المحتملين الذين لم يسبق لهم الاستثمار في الأسهم. "نظرا لأن جميع الأسهم ترتفع على ما يبدو، بما في ذلك الأسهم التي تساوي أقل من دولار، يمكن أن يجعل الناس يعتقدون أنهم فهموا الأسلوب الصحيح". أضاف: "قد يكون هذا ’حظا غبيا‘ لكن قد يعتقد الناس أنه بسبب استراتيجيتهم".
براديب ماهتاني، مستشار استثمار في مومباي، قال إنه حاول إقناع العملاء الجدد بالاستثمار في الصناديق المشتركة لمدة عام على الأقل قبل الانتقال إلى الأسهم مباشرة. المستثمرون الجدد في كثير من الأحيان "لا يملكون الصبر أو الوقت لإجراء أي بحث"، حسبما أضاف. "يقولون ’أعطني بعض أسماء الأسهم'، ومن دون معرفة ما إذا كانت مناسبة لهم، يذهبون ويستثمرون فيها".
"نظرا لأنهم يميلون إلى جني الأموال بسرعة، فإن هذا يتزايد ببطء إلى مزيد ومزيد من الأشخاص الذين يشترون".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES