Author

الوطن ومواصلة البناء والعطاء

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية

السعودية قصة نجاح انطلقت من الجزيرة العربية، لتقف شامخة في مصاف أقوى 20 اقتصادا في العالم، وواحدة من أكثر الدول تأثيرا في العالم اليوم. بدأت القصة من الإمام محمد بن سعود، الذي وضع الأساس لوحدة هذه الجزيرة العربية وتثبيت الأمن والاستقرار ومواجهة الأطماع من خارج البلاد، ومن ثم جاء المؤسس لنهضة هذه البلاد، الملك عبدالعزيز - رحمه الله - واستمر هذا البناء إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، حيث تطورت الحياة في جميع جوانبها بعد 90 عاما من توحيد المملكة على يد المؤسس. تطورت الحياة في جميع جوانبها، في قطاع الصحة والتعليم والقدرات العسكرية والصناعية، إضافة إلى القطاعات الخدمية وغيرها، ما يشهد نقلة كبيرة اليوم مقارنة بأعوام مضت. واليوم، نشهد منافسة مع الإنجازات، ففي كل عام يستمر العمل على تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى ما يعمل عليه الجميع لتحقيق رؤية المملكة 2030، ولا شك أن هذه النعم والإنجازات لا يمكن أن تتحقق إلا بتوفيق من الله، ثم بوجود قيادة تسعى إلى تحقيق كل ما يمكن إنجازه من أجل أن تكون هذه البلاد في مقدمة دول العالم في مختلف المجالات.
الحقيقة: إن القيادة الحكيمة التي تتمتع بها المملكة، كانت السبب - بعد الله - فيما نراه من رخاء، فليست السعودية البلد الوحيد، الذي يملك ثروة النفط في العالم، لكن المتابع يجد أن هناك استغلالا أمثل للاستفادة من النفط، ليس في توفير المال فقط، بل لتحويل هذه الجزيرة القاحلة إلى منطقة حيوية استراتيجية، يجد المواطن فيها الفرص والرخاء، وذلك من خلال بناء مشاريع استراتيجية للخدمات واستدامة أسباب العيش الرغيد، فمن يتخيل وفرة الماء في بلد تعد أجزاء كبيرة منه عبارة عن صحراء، وأجزاء أخرى لا يوجد فيها وفرة للمياه الجوفية، ولا أودية ولا أنهار تجري، وليس ذلك فقط، بل تمتلك قدرات هائلة في الصناعات الغذائية وتصدر الغذاء لأماكن كثيرة حول العالم، واليوم بدأت المملكة ببرامج استباقية استراتيجية لتوفير الرخاء وأسباب العيش الرغيد للمواطن، من خلال بناء رؤية واستراتيجية وخطط للمستقبل بتنويع مصادر الدخل واستغلال ما يمكن استغلاله من أجل استدامة التنمية والفرص للشباب، حيث اعتمدت "رؤية السعودية" على بناء استراتيجية فاعلة لاستغلال موارد المملكة الطبيعية، واستغلال موقعها الاستراتيجي، والاهتمام ببناء اقتصاد متين وحيوي يتكيف مع المتغيرات في العالم، إضافة إلى الاهتمام والعمل لتبوؤ مركز الريادة في المجالات المتقدمة. كما أن المملكة بذلت جهودا كبيرة واستثنائية في خدمة الحرمين الشريفين، وتسهيل الحج والعمرة على ضيوف الرحمن من جميع بقاع الدنيا، بما يمكنهم من أداء هذه الشعائر براحة وأمان، بعد أن كان أداؤهما شاقا على كثير من الناس.
ما تحقق من إنجازات، لا شك أن له الأثر الكبير في مواجهة الجائحة والأزمة التي يعانيها العالم اليوم، والقدرة على استدامة تسيير أمور البلاد بوتيرة لم تتغير على مستوى المشاريع واستمرارها، والعمل على تقليل الأثر قدر الإمكان في المواطن، واستدامة الخدمات الأهم، وهي صحة الإنسان، وأمنه.
احتفاؤنا بهذا اليوم ليس بسبب استقلال، حيث إن المملكة لم تكن - بحمد الله - مستعمرة في تاريخها، لكنه احتفاء بالإنجازات التي حققت تحولا كبيرا خلال 90 عاما مضت، بكل التحديات التي واجهتها هذه البلاد المباركة، إضافة إلى أنه تطلع إلى المستقبل من خلال العمل الذي نشاهده اليوم، والأهداف التي تم رسمها للوصول إليها مستقبلا، لتستمر هذه البلاد - بإذن الله - رائدة في مختلف المجالات، وتتبوأ المركز الذي تستحقه بوصفها مهدا للحضارات، ونبراسا ونورا انطلقت منها أعظم رسالة لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، كما أنها كانت وما زالت مصدر خير وعطاء، ومكان أقدس البقاع، وما زال للإنجازات بقية، ونحتفي بهذه الإنجازات كل عام.
الخلاصة: إن المملكة - بحمد الله - وخلال 90 عاما، حققت تحولا عظيما في هذه البلاد، من خلال الإدارة الرشيدة، التي حققت - بفضل الله - أعلى درجات الأمن للمواطن والمقيم، إضافة إلى الرخاء الذي نتمتع به، وما زال العمل الجاد قائما لتتبوأ البلاد مركز الريادة في مختلف المجالات، وينعم أبناؤها بالفرص والرخاء جيلا بعد جيل. وفق الله خادم الحرمين الشريفين، وولى عهده الأمين، إلى كل ما فيه خير، ومتعهما بالصحة والعافية، وجزاهما الله عنا خير الجزاء.

إنشرها