Author

الناصية والتحكم في القرار

|
خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وجعل لكل جزء من أجزاء جسمه دورا مهما يقوم به، اتضح للعلماء دور بعضها، وما زال بعض أدوارها مجهولا. يقول الحق سبحانه، "وفي أنفسكم أفلا تبصرون". يستوقف الإنسان حين يقرأ القرآن بعض الآيات، وقد تمر على البعض مرور الكرام، ولكن كلما ازداد علم الإنسان اتضح له أن هذا الكتاب معجز لا في ألفاظه ولغته فحسب، بل في معانيه ودلالات مقاصده. نقرأ قوله سبحانه، "كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة"، ونقرأ "إني توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها.."، ثم تجد في الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -
"..ناصيتي بيدك.." فما هذه الناصية التي تكرر ذكرها في القرآن والسنة؟ الناصية في اللغة: هي مقدمة الرأس أو أعلى الجبهة. دماغ الإنسان يحتوي على أربعة فصوص رئيسة هي: الفص الأمامي، الفص الخلفي، الفص الصدغي، والفص الجداري، ولكل واحد منها دور وظيفي ينفرد به عن الآخر، وفي الوقت ذاته هي مكملة لأداء وظائف الجسم الأخرى، وبينت دراسات المخ الإلكترونية أن الفص الأمامي للمخ يحتوي على خمسة مراكز عصبية، تختلف فيما بينها من حيث الموقع والوظيفة وهي: مركز الحركة الأولي، مركز الحركة الثانوي، الحقل العيني الجبهي، مركز حركات النطق، وخامسا القشرة الأمامية الجبهية Pre-Frontal Cortex، وتقع مباشرة خلف الجبهة، وهي تمثل الجزء الأكبر من الفص الأمامي للمخ، وترتبط وظيفتها بتكوين شخصية الإنسان، وتعد مركزا علويا من مراكز التركيز والتفكير والذاكرة. وهذا ما ثبت من خلال الدراسات العلمية التي أجريت في كل من جامعة بنسلفانيا ومعهد فرجينيا للأبحاث التي أشارت أيضا إلى أن الإنسان عندما يكذب، فإن منطقة في الدماغ تقع خلف الجبهة مباشرة يزداد نشاطها بشكل ملحوظ. ويؤكد العلماء في جامعة أكسفورد أن هذه المنطقة عندما تتأذى نتيجة صدمة أو إدمان، فإن القدرة على اتخاذ القرار تضطرب، ما يؤكد أن هذه الناصية كما هي مسؤولة عن الكذب؛ فهي أيضا مسؤولة عن الخطأ، فمن أخبر محمدا - صلى الله عليه وسلم - بهذه الحقيقة؟. إنه الله الذي نتشرف أن نضع جباهنا على الأرض طاعة له، ورجاء ما عنده.
إنشرها