الطاقة- النفط

مخاوف الطلب تبدد المكاسب السعرية للنفط .. وعاصفة خليج المكسيك تحد من الخسائر

مخاوف الطلب تبدد المكاسب السعرية للنفط .. وعاصفة خليج المكسيك تحد من الخسائر

مخاوف من الحد من جهود المنتجين في استعادة التوازن والاستقرار في السوق.

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع جديد، بسبب المخاوف على الطلب العالمي جراء الإصابات المرتفعة بفيروس كورونا، وسط اتجاه لبعض الدول إلى اتخاذ قرار الإغلاق مجددا للسيطرة على عودة الانتشار السريع للوباء.
وقال لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، "إن الأسعار حققت أسبوعين من المكاسب المتوالية في ضوء اجتماع "أوبك+" الذي شدد على ضرورة الامتثال لتخفيضات الإنتاج وتعويض أوجه التقصير السابقة"، وهو ما قادته السعودية بنجاح، كما حذرت من أنشطة المضاربة، مؤكدة الثقة بقدرة السوق على التعافي على المدى القصير.
وذكر المختصون أن ضعف الطلب على الوقود بشكل خاص أسهم في كبح أي مكاسب في الأسعار فوق 40 دولارا للبرميل على الرغم من حقيقة حدوث تطورات إيجابية بشأن وضع المخزونات في ضوء تسارع وتيرة السحب من مخزون الخام الأمريكي هذا الأسبوع، لافتين إلى بقاء مستوى المخزونات أعلى بأكثر من 20 في المائة من متوسط ​​الأعوام الخمسة، حيث لا يزال السفر الجوي مقيدا بسبب المخاوف المتنامية المتعلقة بالوباء.
وأضاف المختصون أنه "على الرغم من الأجواء السلبية المحيطة بالسوق ما زال بعض المؤسسات المالية يحافظ على توقعات إيجابية للسوق، إذ رفع بنك باركليز توقعاته لأسعار النفط خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري بسبب قيود العرض في "أوبك+" وانكماش الإمدادات الأمريكية، كما توقع "دويتشه بنك" عودة الناتج الإجمالي العالمي إلى مستويات ما قبل الجائحة في منتصف العام المقبل".
وذكر روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن ضغوط ضعف الطلب لا تزال تبدد فرص الحفاظ على مكاسب سعرية مناسبة خاصة في ضوء الغموض المحيط بالآفاق المستقبلية لقطاع الطيران، حيث توقف أغلب الرحلات الدولية، مبينا أن قطاع الطيران شهد انخفاضا متجددا خلال النصف الأول من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري بعد عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا.
ولفت إلى أن مخاوف الإغلاق تطل بقوة على السوق مرة أخرى وهو ما يزيد من التوتر بين التجار خاصة أن وضع الاقتصاد العالمي يتسم بالضبابية وصعوبة التنبؤ بتطورات بيانات العرض والطب، مبينا أن الإعصار الأمريكي ونجاح اجتماع "أوبك" الأخير قدما دعما جيدا للأسعار، لكنه لم يصمد كثيرا نتيجة ضغوط الجائحة وآثارها السلبية في السوق.
من جانبه، قال ألكسندر بوجل مستشار شركة "جي بي سي إنرجي" الدولية، "إن "أوبك+" أكدت في اجتماع لجنتها الوزارية الأخير تصميمها على تحجيم وفرة الإمدادات النفطية في السوق خاصة مع ظهور إشارات بتفاقم وفرة المعروض العالمي من نواتج التقطير، خاصة زيادة اهتمام التجار باستئجار ناقلات منتجات النفط لتخزين الديزل كمخزن عائم".
وذكر أن التخزين العائم للديزل ووقود الطائرات آخذ في الارتفاع تحديدا في شمال غرب أوروبا، كما أصبحت التخمة في الديزل ونواتج التقطير المتوسطة الأخرى واضحة للغاية في الأسابيع الأخيرة، حيث بدأ التجار في استئجار ناقلات لتخزين الوقود للبيع في وقت لاحق، عادّا الأنظار تتحول إلى استمرار ضعف الدولار الذي يقدم دعما تدريجيا لأسعار النفط الخام بسبب العلاقة العكسية بينهما.
من ناحيته، أكد لوكاس برتريهر المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز، أن نشاط المصافي يواجه ضغوطا انكماشية واسعة بسبب تدهور الأسعار ومخاوف الطلب المتسعة، مبينا أن انخفاض هوامش التكرير تحديدا بشكل كارثي في ​​كل جزء من العالم أدى إلى إحباط معنويات عمل المصافي التي توقفت بالفعل عن معالجة مزيد من كميات النفط الخام وتحويلها إلى وقود.
وأشار إلى أن المصافي - نتيجة الأزمة الراهنة - تعزف عن إنتاج وقود الطائرات بسبب تردي الطلب وتحول التركيز نحو إنتاج نواتج التقطير الأخرى، وذلك للحفاظ على الربحية والقدرة على الاستمرار في ظل تداعيات الجائحة الواسعة على السوق النفطية، لافتا إلى أن بعض التوقعات الإيجابية للأسعار من بنوك دولية قد يعزز الثقة بالسوق في مواجهة الضغوط الهبوطية الهائلة.
بدورها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، "إن انخفاض النشاط الاقتصادي والتصنيعي في جميع مناطق العالم أدى إلى عودة تخمة العرض سواء في النفط الخام أو نواتج التقطير"، مشددة على ضرورة بذل كل جهد ممكن لمنع تفاقم المخزونات النفطية وعودتها إلى مستويات قياسية تعمق الفجوة في السوق بين العرض والطلب وتحد من جهود المنتجين في استعادة التوازن والاستقرار في السوق.
وأكدت أهمية البيانات التي صدرت عن وكالة الطاقة الدولية أخيرا، التي عدلت توقعات نمو الطلب خلال العام الجاري نحو الانخفاض وهو ما جعل مخزونات نواتج التقطير أعلى بكثير من متوسطات الأعوام الخمسة وتعثر تعافي الطلب العالمي على الوقود، لافتة إلى تقرير الوكالة الذي أظهر أن هوامش التكرير الضعيفة لا توفر باستمرار حافزا يذكر لتعزيز مشتريات النفط الخام.
وفيما يخص الأسعار، انخفض النفط أمس، بفعل احتمال عودة إنتاج ليبيا، في حين يؤجج تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المخاوف بشأن الطلب العالمي، لكن عاصفة مدارية تتجه صوب ساحل الولايات على خليج المكسيك حدت من الخسائر.
وبحسب "رويترز"، نزل خام برنت 33 سنتا بما يعادل 0.8 في المائة إلى 42.82 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:45 بتوقيت جرينتش، في حين هبط الخام الأمريكي 38 سنتا أو 0.9 في المائة إلى 40.73 دولار للبرميل.
وأكد مهندسان يعملان في حقل الشرارة النفطي الليبي أن العمال في الحقل الرئيس استأنفوا العمليات بعدما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط رفعا جزئيا لحالة القوة القاهرة. لكن لم يتضح متى قد يُستأنف الإنتاج.
وقال المحللون لدى "إيه.إن.زد" في مذكرة أمس، "لن تتحمل السوق دخول مزيد من الخام" في وقت يتقلص فيه الطلب بسبب القيود المرتبطة بفيروس كورونا.
وذكر إدوراد مويا كبير محللي السوق في "أواندا" أنه "من الصعب التحمس لتحسن الطلب على الخام، بينما تتزايد الإصابات بالفيروس في فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، فضلا عن المخاوف من أن الولايات المتحدة ربما معرضة لموجة أخرى على الأقل في الخريف والشتاء".
وتابع "حتى إذا لم يعد الإنتاج الليبي وهدأت حدة موسم الأعاصير، فإن أسعار النفط لن تتخلص من توقعات تراجع الطلب".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 42.98 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي مقابل 42.07 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق رابع ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 39.37 دولار للبرميل".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط