Author

دعم لا يتوقف بمبدأ لا يتغير

|

تقف المملكة بقواها وتأثيرها في الساحتين الإقليمية والعالمية، إلى جانب القضايا التي تهم المنطقة، ولا سيما تلك التي تختص مباشرة بالعرب ومستقبلهم. وهذا ليس جديدا على السعودية، التي تتحرك وفق استراتيجية معلنة منذ تأسيسها، تهدف إلى استقرار المنطقة، وحماية مصالح شعوبها، وتوفير الأدوات اللازمة لنهضتها وازدهارها، وإبعاد كل العراقيل عن مسيرة التنمية. والرياض لم توفر جهدا طوال العقود الماضية من أجل نزع فتيل الأزمات، التي تنال في الواقع من مستقبل المنطقة كلها. وتسارع في كل المحافل المؤثرة إلى تقليل ما أمكن من الأضرار، وإلى دعم جميع الجهود الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، ليس فقط في المنطقة العربية، بل في الساحة الدولية أيضا، وهذا دور ألزمت نفسها به منذ البداية، للوصول إلى ما يستحقه العرب ومنطقتهم من أمن وسلام واستقرار.

من أجل ذلك، تقود المملكة المسيرة بواقعية مطلوبة، وتأثير موجود أصلا، الأمر الذي عطل مشاريع خطيرة للنيل من المكتسبات كلها في هذه المنطقة، ومن دول بعينها، خصوصا في ظل المشروع الإيراني الخبيث، الذي رصد له النظام الإرهابي في طهران كل ما يملك لتحقيق غاياته وأهدافه التخريبية المختلفة. الرياض لم تهدأ لحظة في العمل على المحافظة على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وتعزز كل يوم رفضها لأي مساس يهدد استقرار المنطقة. إنه توجه استراتيجي سعودي أسهم، ويسهم، في الحد من الآثار السلبية لأي سياسة تخريبية من هذا الطرف أو ذاك، ولأي مشروع يستهدف نشر التوتر وعدم الاستقرار والظلم والعدوان، في منطقة لم تهدأ مشكلاتها يوما.

ولأن هذه الاستراتيجية متكاملة ومرسومة بدقة، حققت أهدافا محورية، ضمنت سيادة دول عربية تعرضت بالفعل للتهديد، وهي الآن تمضي قدما في توفير المساندة لأي دولة تستحقها، مستندة إلى التزاماتها العربية، ومسؤولياتها الدولية أيضا. وعلى صعيد القضية الفلسطينية، لم تقبل المملكة بأي شيء قد ينال من الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، ووقفت على مدى أعوام عديدة في وجه مشاريع مختلفة الأدوات للنيل من هذه الحقوق. وعندما اتفق العرب على أن السلام صار خيارا استراتيجيا، أسرعت السعودية إلى طرح مبادراتها لحل القضية الفلسطينية، التي تمثل المسألة المحورية للعرب كلهم. مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - كانت واضحة، وحصلت على الدعم العالمي اللازم لها، وهي ترتكز على قيام دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

إنها المبادرة الأهم في تاريخ النزاع العربي - الإسرائيلي، وهي تستند إلى الواقعية اللازمة، خصوصا أنها تلبي طموحات الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة تستحق النمو والازدهار، وأن تكون جزءا أصيلا من المجتمع الدولي، تماما مثلما هي بالنسبة إلى العالم العربي. كل هذا جعلته المملكة جزءا أساسا من قرارات الشرعية الدولية، تلك الساحة التي لم تتوقف الدبلوماسية السعودية لحظة في تحركها لتكريس الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، ولتأمين الاستقرار للمنطقة كلها، بما في ذلك توفير البيئة اللازمة والأدوات الممكنة لإعادة الإعمار والتنمية فيها في سياق تعاون دولي بضمانات دولية. المبدأ الرئيس للسياسة السعودية، يبقى دائما قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والحفاظ على سيادة الدول العربية كلها، ومنع التدخلات الخارجية التي أسهمت في تعميق التوتر. إنها سياسة واضحة ومعروفة لكل الأطراف، خصوصا تلك التي لا تعرف إلا أن تلعب بالنار وتصطاد في المياه العكرة ما استطاعت.

إنشرها