Author

مركز الملك سلمان للإغاثة ودعم الشعوب

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية

تاريخ المجتمع في المملكة طويل مع دعم الإخوة والأشقاء حول العالم، وهذا الدعم هو امتثال لأمر الله بالوقوف مع الأشقاء في أي مكان في العالم والتخفيف من معاناتهم. وعند إتاحة المجال للتبرع في مختلف الظروف التي يمر بها المجتمع، نجد المبادرة للمشاركة بالممكن من أجل دعم الأشقاء، ولهذا - بحمد الله - جعل الله هذه الأرض مباركة. والحقيقة: إن الجهود الفردية أو على مستوى بعض الجمعيات التي اجتهدت في هذا المجال قد لا تكون بمستوى العمل المؤسسي، ومن هنا نجد أن المبادرة المباركة من خادم الحرمين الشريفين، لتوحيد الجهود لدعم الأشقاء خارج المملكة كان لها دور في الوصول إلى الحالات المتضررة بشكل عاجل وفاعل، حيث تكون هناك معالجة لاحتياجاتهم بالأدوات التي تناسب كل متضرر.
جهود المركز مستمرة ولم تتوقف عن دعم الأشقاء في سورية واليمن ولبنان، وغيرها من دول العالم، خصوصا الأشقاء في الدول العربية والإسلامية، والضعفاء والمنكوبين في أي مكان في العالم، أينما كانوا. ولعل سرعة تفاعل المركز مع الكارثة التي أصابت الأشقاء في السودان، كانت سريعة وفاعلة، حيث خففت كثيرا عن الأشقاء المتضررين الذين بلغت أعدادهم نحو نصف مليون أو أكثر، وقد تهدمت مجموعة من مبانيهم في ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد، نسأل الله أن يرفع عنهم البلاء.
إن مركز الملك سلمان للإغاثة عبارة عن مجموعة من البرامج الإغاثية المتكاملة، لا تقف عند مسألة تقديم المعونات فقط، بل توجد مجموعة من البرامج التي يسعى المركز من خلالها إلى تقديم خدمة متكاملة لتخفيف معاناة المتضررين، تشمل الإغاثة والعلاج وبعض المبادرات الخاصة بالتأهيل والتعليم، خصوصا لبعض الأطفال في اليمن وسورية، للارتقاء بالمستويين التعليمي والمعرفي في المجتمعات العربية، خصوصا في ظل وجود الحروب الطاحنة داخل تلك الدول، فلن يجد الأطفال فرصا للتعليم، بل قد يكونون وقودا جديدا للحرب الطاحنة بين أبناء شعبهم، ولا أمل لهم في حياة كريمة مستقرة مع استمرار حالة الزج بهم كوقود وأدوات لمزيد من الاقتتال والحرب. وقد شاهد العالم كيف أن الميليشيات الانقلابية جندت الأطفال في الحروب لتستمر حالة التمرد والفوضى في المجتمع في اليمن، وكيف أن المجموعات الإرهابية جندت الأطفال في سورية، وهذا بلا شك خطير على المجتمعات، إذ يؤدي إلى مستقبل يجعل هؤلاء الأطفال لا يجدون طريقا للعيش إلا من خلال الحروب، فيكونون أداة في أيدى أعداء الأوطان، الذين لا يريدون لبلادهم الاستقرار.
مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية، يتميز بأنه يقدم الدعم دون تمييز، حيث يصل إلى الأماكن المنكوبة سريعا، خصوصا الأكثر تضررا، بفريق متكامل من المواطنين، سواء كانوا عاملين في المركز أو متطوعين من المواطنين، ليعكس الحس العام الذي تتمتع به قادة وأبناء هذه البلاد، بالشعور بكل منكوب وتقديم الدعم والإعانة له. ودائما ما يتطور المركز في أعماله ومهامه ومبادراته وسرعة تجاوبه مع احتياجات كل حالة، إذ يتمتع بقدرات عالية لتشخيص حالة الضرر وتقديم الدعم المناسب، خصوصا مع التفاعل الإيجابي من المؤسسات الحكومية والمجتمع داخليا، وهذه التجربة تعد نموذجا مميزا لتقديم الدعم للمتضررين خارجيا، وهو يعد اليوم أحد أبرز المؤسسات الإغاثية عالميا. ومن الممكن أن تكون للمجتمع في المستقبل القريب برامج أكثر استدامة، خاصة في قطاع التعليم، باعتباره الوسيلة الضرورية لنهضة الشعوب، ولا سيما مع انتشار حالة الفوضى لديها، ووصول أبنائها إلى حالة الشك في مستقبل آمن، إذ من يريد أن يتجنب الصراع عليه بالهجرة، وهذا ما يفسر سبب هجرة أعداد هائلة من الأشقاء في سورية، وغيرها من الدول الشقيقة، التي تدعم الفوضى فيها دول مارقة تسعى إلى استمرار حالة الفوضى في الدول العربية لتتمكن منها.
الخلاصة: إن برامج ومبادرات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كان لها الأثر الكبير في التخفيف على الأشقاء في العالم، ولعل سرعة تفاعلها مع الإخوة في السودان يبرز قدراتها وكفاءتها العالية في التعامل مع حالات الكوارث بشكل فاعل وسريع، بما يكون له أبلغ الأثر في التخفيف عن الأشقاء في كل مكان، وهو يمثل الأنموذج المناسب لتقديم المعونات خارجيا، باعتبار أن لديه إمكانات عالية ومتطورة، كما أن الثقة به عالميا تيسر من وصوله إلى أي مكان، لعدم وجود أجندة غير إنسانية له أو تمييز في تقديم الدعم.

إنشرها