الجاذبية العجيبة «كاريزما»
نسمع بين الحين والآخر من يقول "فلان أو فلانة له كاريزما عجيبة"، والحق أنها كلمة مختصرة تغني عن كثير من الجمل الوصفية لشخصية ذلك الرجل أو تلك المرأة، ويقصد بها القدرة على امتلاك شخصية قادرة على جذب الناس والتأثير فيهم بما تملكه من مواصفات وخصائص لا تتوافر لدى كثير من غيره من الناس. وبالاستقراء يتضح أن الشخصية "الكاريزمية" قد تكون وراثية يتمتع بها الإنسان منذ نشأته، وقد يكون حصل عليها من خلال التدريب وتعويد النفس على اكتساب صفات معينة يؤصلها الشخص في نفسه، ثم يحسن تطبيقها حين تعامله مع الآخرين، ومن أبرزها أن يفهم الشخص نفسيته قبل أن يبدأ التأثير في غيره ويراقب ردود أفعاله حين الحديث معهم، ليقوم بضبط انفعالاته وتصرفاته في أي لقاء أو حوار مع الآخرين، حيث لا يغضب أو لنقل يحرص على ألا يظهر علامات الغضب أو الاستياء مما يقوله أو يفعله الآخرون، بل يتقبل بصدر رحب ما يصدر منهم وأن يبتسم في المواقف الصعبة ليشعر الآخرون بالراحة حين التواصل معه، وأن يبدي المحبة والتعاطف معهم وأن يكون صادقا في ذلك وليس مجاملا، لأن الكاريزما الحقيقية والمؤثرة في الناس لا يمكن أن تتأتى مع الأنانية وحب الذات. ولو فكر كل واحد منا قليلا واستعرض في ذهنه بعض من مر عليه من الأقارب أو الجيران أو زملاء العمل، لاستطاع بسهولة أن يستخرج ويحدد مَن مِن هؤلاء يمتلك تلك الشخصية الكاريزمية الجذابة التي عندما تذكر يردد الشخص جملة "ونعم الله يذكره بالخير". وقد أجريت دراسة علمية عن الصفات التي تمنح الإنسان كاريزما مميزة وخلصت الدراسة إلى أن هناك ستة متطلبات أساسية للحصول عليها، وهي أن يكون للشخص حضور قوي وأن يمتلك القدرة على التأثير في الآخرين وأن تكون لديه القدرة على القيادة، وأن يكون قادرا على نشر الشعور بالراحة حين التحدث مع الآخرين وأن تكون له ابتسامة مميزة في وجوههم وأخيرا أن يمتلك القدرة على التعامل مع الأطياف كافة. وإذا ما أردت تحقيق مثل هذه المتطلبات فإن الأمر يسير بتعويد النفس على حسن الخلق وصدق المحبة للآخرين والحرص على تحقيق ما ينفعهم ويدخل السرور عليهم وأن تقابلهم بما تود أن يقابلوك به.