تقارير و تحليلات

«أرامكو» تربح 87.1 مليار ريال وتوزع 140.6 مليار في النصف الأول بفضل المرونة في الأزمات

«أرامكو» تربح 87.1 مليار ريال وتوزع 140.6 مليار في النصف الأول بفضل المرونة في الأزمات

«أرامكو» تربح 87.1 مليار ريال وتوزع 140.6 مليار في النصف الأول بفضل المرونة في الأزمات

م. أمين الناصر.

بفضل مرونتها في الأزمات، تخطت شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، الصعوبات في السوق المتمثلة في تراجع أسعار النفط 39 في المائة خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث حققت أرباحا قدرها 87.1 مليار ريال، مقابل 175.9 مليار ريال في الفترة نفسها من العام الماضي، متراجعة 50.5 في المائة.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، استند إلى بيانات الشركة، تبلغ التوزيعات النقدية لـ"أرامكو" عن النصف الأول من العام الجاري نحو 140.64 مليار ريال، بواقع 70.32 مليار ريال عن كل ربع، وهي أضخم توزيعات نقدية لأي شركة في العالم.
وبلغت إيرادات الشركة خلال الفترة المذكورة 348.8 مليار ريال، مقابل 556.1 مليار ريال في الفترة نفسها من العام الماضي، متراجعة 37.3 في المائة.
وجاء التراجع في الأرباح نتيجة لانخفاض أسعار النفط، وخسائر إعادة تقييم المخزون، وتدني هوامش الربح في أعمال التكرير والكيميائيات على صافي الدخل في عام 2020، وقد قابل ذلك بشكل جزئي انخفاض في ريع الإنتاج، وانخفاض ضرائب الدخل والزكاة، وارتفاع الدخل الآخر المتعلق بمبيعات منتجات الغاز.
وعلى الرغم من ظروف السوق الصعبة، حافظت الشركة على سجلها القوي بموثوقية الإمدادات، محققة نسبة موثوقية بلغت 99.8 في المائة في إمدادات النفط الخام والمنتجات الأخرى خلال الربع الثاني من عام 2020.

12.7 مليون برميل يوميا

في قطاع التنقيب والإنتاج، بلغ إجمالي إنتاج الشركة من المواد الهيدروكربونية 12.7 مليون برميل في اليوم من المكافئ النفطي خلال الربع الثاني من عام 2020، وبلغ متوسط إنتاج النفط الخام 9.5 مليون برميل يوميا.
وحققت "أرامكو السعودية" أعلى إنتاج تاريخي من النفط الخام في يوم واحد، بلغ 12.1 مليون برميل، وكان ذلك يوم الثاني من نيسان (أبريل) 2020.
يشار إلى أن هذا الإنتاج التاريخي جاء عقب فشل محادثات خفض الإنتاج في آذار (مارس) 2020 مع بدء تفشي فيروس كورونا.
وبلغ التدفق النقدي الحر للشركة 79.2 مليار ريال سعودي في النصف الأول من عام 2020، مقارنة بـ142.4 مليار ريال للفترة ذاتها من عام 2019.
وبلغت نسبة المديونية 20.1 في المائة كما في 30 حزيران (يونيو) 2020، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى السداد الآجل لسعر صفقة الاستحواذ على شركة سابك وتوحيد صافي مديونيتها في قائمة المركز المالي لـ"أرامكو السعودية".

الإنفاق الرأسمالي

بلغ حجم الإنفاق الرأسمالي 51.2 مليار ريال في النصف الأول من عام 2020، ومن المتوقع أن تكون النفقات الرأسمالية للعام المالي 2020 ضمن الحد الأدنى من نطاق 93.75 مليار ريال إلى 112.50 مليار ريال.

مستويات قياسية

قال المهندس أمين الناصر رئيس "أرامكو السعودية" وكبير إدارييها التنفيذيين، "رغم تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد في الاقتصاد العالمي، مضت أرامكو السعودية قدما في تحقيق مستويات قياسية في أنشطة أعمالها مثبتة بذلك مرونتها وموثوقيتها، وفي الوقت نفسه، الحرص على سلامة وصحة العاملين فيها".
وأضاف الناصر: "أن الظروف غير المواتية الناتجة عن تراجع الطلب وانخفاض أسعار النفط الخام انعكست على نتائجنا للربع الثاني. غير أننا، حققنا أرباحا قوية، ويعزى ذلك إلى المتانة المالية والتشغيلية، وتكاليف الإنتاج المنخفضة، ونطاق الأعمال الفريد، وكفاءة مواردنا البشرية، الأمر الذي ساعدنا، على تنفيذ خطتنا بالمحافظة على تقديم توزيعات أرباح عن الربع الثاني قدرها 70.32 مليار ريال (18.75 مليار دولار) تدفع في الربع الثالث".
وقال: "سنواصل استراتيجيتنا للنمو والتنوع طويلة المدى التي تتبناها الشركة بهدف تحقيق قيمة إضافية جديدة من كل جزيء من جزيئات المواد الهيدروكربونية التي ننتجها، بما يسهم في تعزيز آفاق التجارة العالمية والنهوض بمستويات المعيشة. ولا شك أن إتمام صفقة الاستحواذ التاريخية على 70 في المائة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) خير دليل على المضي قدما في مسيرتنا نحو المستقبل، وعلى مرونة مركزنا المالي".
وتابع: "نرى أن سوق الطاقة تشهد انتعاشا جزئيا بالتزامن مع بدء مختلف الدول حول العالم في اتخاذ خطوات لتخفيف القيود وإعادة إنعاش اقتصاداتها. وفي غضون ذلك، نستمر بوضع سلامة موظفينا وأفراد أسرهم ومقاولينا في مقدمة أولوياتنا، ما حدا بنا إلى التكيف مع نمط حياة جديد، وتطبيق احتياطات واسعة النطاق للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في جميع المواقع التي تزاول فيها الشركة أعمالها".
واختتم رئيس "أرامكو السعودية" وكبير إدارييها التنفيذيين حديثه بالقول: "نحن عازمون على الخروج من هذه الجائحة أكثر قوة، وسنخطو خطوات واسعة في رحلتنا الاستراتيجية طويلة المدى من خلال الاستثمارات المستمرة في أعمالنا، حيث سجل قطاع التنقيب والإنتاج أحد أقل معدلات كثافة الانبعاثات الكربونية في العالم".

بيانات مالية

تخطت "أرامكو السعودية" التحديات التي فرضتها الظروف الصعبة للسوق وسجلت صافي دخل قدره 24.6 مليار ريال (6.6 مليار دولار) للربع الثاني و87.1 مليار ريال (23.2 مليار دولار) للنصف الأول من عام 2020، مقارنة بـ92.6 مليار ريال (24.7 مليار دولار) و175.9 مليار ريال (46.9 مليار دولار) للفترات ذاتها من عام 2019. وهذا يؤكد قوة الشركة ومرونتها عبر تقلبات الأسواق.

الجوانب التشغيلية

اجتاح فيروس كورونا المستجد العالم بسرعة كبيرة، مسببا انخفاضا حادا في الأنشطة الاستهلاكية والتجارية وتراجعا كبيرا في الطلب على النفط الخام والغاز الطبيعي والمنتجات البترولية.
ولتلبية الطلب العالمي والمحلي على الطاقة في المستقبل، استمرت "أرامكو السعودية" في توسيع أعمالها في مجال الغاز. وتماشيا مع هذه الاستراتيجية، بلغ معمل الغاز في الفاضلي كامل طاقته الإنتاجية وقدرها 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم خلال الربع الثاني بعد نجاح المعمل في استكمال أعمال بدء التشغيل.
ويواصل قطاع التكرير والمعالجة والتسويق تحقيق استراتيجيته طويلة المدى للتكامل والتنوع.
ففي حزيران (يونيو) من عام 2020، نجحت "أرامكو السعودية" في إتمام صفقة استحواذها على حصة 70 في المائة في "سابك" بسعر شراء قدره 259.1 مليار ريال (69.1 مليار دولار).
و"سابك" هي إحدى كبرى شركات الكيميائيات المتنوعة على مستوى العالم، ولديها قاعدة كيميائيات وقدرات تكميلية، وسيعزز الاستحواذ عليها محفظة أعمال "أرامكو السعودية" في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، ويسرع وتيرة نمو قطاع البتروكيميائيات، وزيادة حجم إنتاج الكيميائيات الحالية، وتعزيز بصمة "أرامكو السعودية" ووجودها على الصعيد الدولي.
وفي تموز (يوليو) 2020، أعلنت الشركات الأعضاء في مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ (OGCI) عن هدفها لخفض معدل كثافة الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أعمال النفط والغاز في قطاعات التنقيب والإنتاج التابعة لها جميعا بين 20 و21 كيلوجراما من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي بحلول عام 2025، مقارنة بمستوى الانبعاثات الأساسي البالغ 23 كيلوجراما من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي في 2017. وقد حققت "أرامكو السعودية" – وهي أحد أعضاء هذه المبادرة – كثافة انبعاثات كربونية ناتجة عن أعمالها في قطاع التنقيب والإنتاج بلغت 10.4 كيلوجرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي في عام 2019. وقد تم تأكيد انبعاثات الشركة الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من طرف ثالث مستقل.
وقال الناصر في فيديو بثته الشركة عبر مقعها الإلكتروني: "لا شك أن جائحة كوفيد – 19 كان لها تأثير كبير خلال الأشهر الماضية ما دفع الصناعة إلى تحسين أساليب عملها والتركيز على الأمور التي تحقق أقصى وقيمة نتيجة للمرونة التي ترسخت لدى الشركة على مدى عقود تمكنا من الحفاظ على مكانتنا الرائدة في قطاع إنتاج النفط والغاز وقد كانت نتائجنا في النصف الأول من عام 2020 متميزة عن كبرى شركات النفط العالمية الأخرى حيث حققنا أرباحا قوية وتدفقات نقدية حرة كما أن صافي الدخل ظل قويا وحافظنا على أرباحنا".
وأضاف: "لقد كانت هذه الأوقات الصعبة مصدر قوة وصلابة لعزيمتنا وإصرارنا على المضي قدما في إحراز مزيد من التقدم في رحلتنا الاستراتيجية بعيدة المدى وهنا تكمن أهمية المرونة والقدرة على التكيف ولا شك أن القوة التي نكتسبها من متانة مركزنا المالي الذي يعد من ضمن الأقوى على مستوى قطاع الطاقة هي بمنزلة حماية لنا في الظروف الراهنة وستتيح لنا استمرار الاستثمار في أعمال إنتاجنا للطاقة التي تعد من ضمن الأقل كثافة للانبعاثات الكربونية".
وتابع: إذا تأملنا مسيرة الشركة نجد أنها استطاعت أن تعبر بنجاح أصعب الأزمات عبر تاريخها فـ"أرامكو" تم اختبار قدرتها في عدد كبير من الأحداث والأزمات وأثبتت دوما صلابة ومرونة في تلك المواقف الصعبة مثل الأزمة المالية قبل 12 عاما والآسيوية في التسعينيات ومثلما حدث في الهجمات العدوانية التي وقعت على بقيق وخريص في أيلول (سبتمبر) الماضي ولكن هذه الجائحة تسببت في حدوث أصعب أزمة اقتصادية مرت على العالم خلال الـ100 عاما الأخيرة وعلى الرغم من هذه التحديات والأزمات استمرت "أرامكو" ماضية في طريقها لذلك فإن إنجاز صفقة الاستحواذ على 70 في المائة من أسهم "سابك" في هذه الظروف الصعبة وهي تعد من بين الأكبر في العالم يعد نموذجا على القدرة والمرونة والصلابة التي تتمتع بها "أرامكو".
وختم الناصر قائلا: على الرغم من أن تأثير جائحة كوفيد – 19يشكل اختبارا كبيرا لنا ولكن هناك مؤشرات لتحسن بيئة الأعمال في النصف الثاني من العام هذا التحسن يتزامن مع تخفيف القيود وظهور علامات تعافي الاقتصادات وانفتاحها على العالم من جديد وارتفاع مستوى جاهزية الدول والمؤسسات لمواجهة أي موجات أخرى لكوفيد – 19، فنحن متفائلون في نظرتنا للمستقبل وواثقون بقدرتنا على تجاوز أصعب الظروف كما فعلنا في الماضي خاصة أن لدى الشركة كوادر مميزة من الموظفين والموظفات الموهوبين ونحن لا نعول على هذه الكوادر فقط لتجاوز الظروف الصعبة بل هي المحرك القوي داخل "أرامكو" الذي سيقود إلى نجاحات أكبر ومستقبل أفضل".

وحدة التقارير الاقتصادية

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات